ولأن اللى اختشوا ماتوا.. فلم يبق الا الذين فقدوا حياءهم ولا يعنيهم أنهم أصبحوا عرايا وقد بدت سوءاتهم وطفقوا يخسفون عليها بأوراق النفاق ومقالات التزلف والتملق والتقرب غير الأخلاقى من السادة الجدد وصانعى القرار بل امتد نفاقهم الى المجلس التشريعى الجديد الذى أتت به ثورة 25 يناير وهم يتبعون نفس الأسلوب القديم المتعفن الملىء بالرائحة الخبيثة.. ولأنهم لا يتعففون أبدا عن استجداء كل صاحب سلطة بعد أن فقدوا عفتهم وشرفهم منذ كانوا خداما وعبيدا للنظام البائد الفاسد هؤلاء الذين أفسدوا الحياة السياسية قبل ثورة 25 يناير لا يزالون يحاولون الإفساد مرة أخرى الغريب أنهم لم يغيروا أسلوبهم القديم.. أسلوب الانبطاح أمام أى سلطة وأى حاكم مهما كانت توجهاته.. فهؤلاء لا يعنيهم إلا أن يكونوا مطايا أو مداسا للحكام فى كل العصور.. الغريب انهم يتحدثون فى نفس الفضائيات بل نفس البرامج والتى شاهدناهم فيها يتعبدون فى محراب فساد العهد البائد وبعد الثورة تسربلوا بجلود الثعابين السامة وصاروا يتلونون كالحرباء تارة ويغيرون جلودهم كالأفاعي الرقطاء تارة أخرى ويتحينون الفرص لتسديد لدغاتهم القاتلة فى جسد الأمة التى أرادوا أن تتسمم بنفس السم الزعاف الذى أفسدوا به حياة المصريين.. وأقصد هنا بعضا ممن كانوا على قمة جهاز إعلام الفساد ممن كان يطلق عليهم كبار الإعلاميين، أو كبار الكتاب والصحفيين وهم فى الحقيقة كانوا ولا يزالون كبار المفسدين المضللين.. فمنهم من ألف كتابا نشر أخيرا حاول فيه أن يتنصل ويتبرأ من أسياده الفاسدين بل انه تبرأ من ولى نعمته الصنم الأكبر المخلوع.. هذا الضال المنافق تصور أننا سنصدقه أو حتى نلتفت الى أكاذيبه وخداعه وفساد منطقه.. يا الله ألا تجرى فى عروق هؤلاء دماء أليس فى وجوههم حياء فكيف لهذا الرجل الذى ظل جاثما على أكبر قطاعات الإعلام فى التليفزيون المصرى يمدح مبارك الفاسد ويعلو به إلى مصاف الحكام الراشدين بل إنه- حاشا لله- قد جعل من مبارك إلهاً أو على الأقل معصوما كالأنبياء.. أنا لا أبالغ فى هذا الوصف ومن لا يصدق عليه الرجوع الى بعض ما كان يقدمه من برامج قال فيها بالحرف الواحد إذا تكلم مبارك يجب أن يسكت الجميع وقال فى عبارات أخرى إن المخلوع هو الفيصل بين الحق والباطل.. يا سبحان الله. أما الآخر أستاذ السياسة الذى كان مستشارا للمخلوع فقد عمل سفيرا فى أوروبا بعد أن تقرر الاستغناء عن خدماته ليعود من جديد ينفث سمومه ويتبرأ من عصر الفساد الذى كان مشاركا فيه بآرائه الفاسدة واستشاراته الخاطئة هذا الدعى لم يتورع أن يجعل من نفسه «نديم الثورة» والنبى الذى تنبأ بسقوط النظام الفاسد فبعد أن سكت شهورا منذ قيام الثورة عاد بأفكار ملوثة ونصائح فاقدة الصلاحية مستغلا حالة التخبط السياسى التى ظهرت فى الآونة الأخيرة بين بعض فصائل الثورة.. هذا المتبجح تصور أننا نسينا أو تناسينا ما قاله وما تغنى به من تراتيل المدح والنفاق لمبارك المخلوع بل تعدى ذلك أنه جعل ابن المخلوع الغلام المبتسر الذى تخرج فى حضانة الفساد السياسى– الزعيم الأوحد ومبعوث القدر وفلتة الزمان الذى لا يجود بمثله الدهر إلا كل ألف عام..! يا الله.. ألا يخجل هؤلاء أليس فى عروقهم دماء.. فمثل هؤلاء لا يمكن أن يكونوا بشرا بل هم شياطين من الأنس سلطوا على هذه الأمة ليفسدوها ويدمروا مقدراتها. ولا أعجب من أن يكون أحد هؤلاء الشياطين عضوا فى مجلس محترم من المفروض انه يرعى الصحافة والصحفيين.. وأنا أتساءل من الذى اختاره ليفسد مرة أخرى كما كان قبل ثورة 25 يناير؟ وأتساءل مرة أخرى كيف تم تشكيل هذا المجلس! وما هى المعايير التى على أساسها يتم اختيار أعضائه. قبل الثورة كنا نعرف أن هذا المجلس ورئيسه هم أكبر الفاسدين والمفسدين للصحافة والمؤسسات الصحفية التى تعرف بالمؤسسات القومية ولا أدل على صدق كلامى من أن رئيس مجلس الشورى فى عهد الفساد كان يرأس هذا المجلس هذا الرجل الذى يحاكم الآن بتهم اقل ما توصف به أنه مجرم فاسد خائن لبلده ومصريته!! يا سادة إن مثل هذه المجالس يجب أن يتم تطهيرها من كل شائبة وللأسف الشديد فإن مجلسنا الذى تم تشكيله مؤخرا يشوبه البطلان فى كل شىء!! فهو طبقا للقانون وحسب علمى المتواضع ليس له شرعية إلا إذا تم انتخاب مجلس الشورى الجديد حيث إن مجلسنا الذى أتحدث عنه دائما كان يتبع مجلس الشورى وأن رئيسه هو نفسه رئيس مجلس الشورى.. اذن ما هو المعيار الذى تم على أساسه اختيار المجلس الموجود الآن..؟! وهناك سؤال آخر مهم.. كيف يتم اختيار أعضاء فى هذا المجلس وهم من مؤسسى الحزب الوطنى المنحل الذى أفسد الحياة السياسية فى مصر! والغريب أن بعض هؤلاء الأعضاء كانوا مستشارين غير رسميين للمجرم المخلوع!! يا سادة لقد أصبحت فى حيرة من أمرى وأتشكك فى كل شىء بعد أن رأيت الآكلين على كل الموائد لم يتورعوا أن يأتوا ويأكلوا على مائدة الثورة ويملأون بطونهم بنار ودماء الشهداء. ورغم ذلك فإننى متفائل وعلى يقين من وعد الله سبحانه وتعالى أن ما ينفع الناس يمكث فى الأرض وأما الزبد فيذهب جفاء.