رغم أن معظمهن تجاوزن الخمسين عاما، فإن نجمات الفن يحرصن دائما على أداء أدوار الفتيات الصغيرات، فهل هى عادة درامية مصرية، أم رغبة فى تحدى الزمن، هذا ما سنحاول الإجابة منه خلال السطور القادمة. فى البداية يقول المخرج على عبد الخالق: الجمهور أصبح لديه وعى كاف للتمييز بين الفنانة المتصابية وبين غيرها ولن يتقبلها، وإذا قامت بعض الفنانات بتلك الادوار هذا يعد استخفافا بعقول المشاهد المصرى، وأعتقد ان هذا الامر لن يتقبله الجمهور خاصة بعد قيام الثورة المصرية ، وإذا طبقنا ذلك عمليا فنجد ان الجمهور لم يتقبل دور «سمارة» الذى قامت به الفنانة غادة عبد الرازق ومن قبله دور «زهرة»، ايضا الجمهور لم يتفاعل مع مسلسل الفنانة إلهام شاهين الأخير لانه لم يقتنع بدورها على الرغم من قيامها بدور فتاة فاتها قطر الزواج، ايضا يسرا كذلك وأعتقد أنهن لن يكررن ذلك فى الادوار القادمة إطلاقا.. وتقول الناقدة ماجدة موريس: لا أجد اى مانع فى ذلك، فمن حق المرأة أن تحب فى أى وقت وفى أى زمن، وأنا لا أجد فى ادوارهم أى نوع من المبالغة حتى دور «زهرة» على الرغم من أن كثيرين لم يعجبهم الدور فإنها نموذج تم تجسيده دراميا، أما عن يسرا وليلى علوى فهما تقومان بدور أمهات ومن حقهما ان تقعا فى الحب مثل اى امرأة، فالحب ليس له عمر أو زمن محدد، والمرأة لها كل الحقوق مثلها مثل الرجل ولكننا للأسف فى مجتمعنا المصرى نحجر على حقوقها دائما! ويقول السيناريست وليد يوسف: هذه الظاهرة قديمة جدا فشادية وصباح وسعاد حسنى كن يقمن بأدوار فتيات مراهقات رغم كبر سنهن ، والأمر تكرر مؤخرا والذى يتحكم فى هذا الأمر هو الإنتاج والتوزيع فأحيانا التوزيع فى دول الخليج يطالب بأسماء معينة فيقوم الانتاج بإختيارهم لكى يحصل على توزيع جيد للعمل، وهذا الأمر لا يقتصر على الفنانات فقط، فأيضا الفنانون قاموا بذلك بداية من نور الشريف فى فيلم «مدرسة المشاغبين» عندما قام بدور طالب فى الثانوية العامة وليس هو فقط فقد كان معه جورج سيدهم و محمد عوض وغيرهما، ولكنى أرى ان الفنان ليس له أى ذنب فهو يأتى له الدور وعليه تقديمه ولكن هناك فنانات لم يلاحظ المشاهد سنهم الحقيقى عند التمثيل وهذا يرجع لدرجة تقمصهن للدور وطريقة تقديمهن له.. ويقول الناقد بشير عياد: فى الحقيقة الفترة التى قامت بها العديد من الفنانات فى تقمص أدوار فتيات صغيرات كان ذلك فى الوقت الذى لم يظهر جيل الشباب مثل مى عز الدين ومنة شلبى وغيرهما فضلا على ان تلك الفنانات مثل ليلى علوى وإلهام شاهين ويسرا لهن إسمهن وفنانات بارعات للغاية فعلى الرغم من أن يسرا تخطت الخمسين من عمرها الا انها تبدو صغيرة وكذلك إلهام شاهين وليلى علوى وعلى الرغم من ذلك فهن فى الفترة الاخيرة قدمن أدوار أمهات ومتزوجات فهن لن يبالغن فى أدوارهن إطلاقا، ولكن مثلا غادة عبد الرازق هى نوعا ما قامت بعكس ذلك فى دور «زهرة»، وبعده «سمارة» فلا يعقل ان «غادة عبد الرازق» إبنة «لوسى» على الرغم من تقارب عمرهما، والمشاهد المصرى أصبح أكثر وعيا مما سبق ولذلك لم تدخل عليه فى الفترة القادمة مثل هذه الأشياء، ولو تكرر ذلك فهذا سيؤدى إلى فشل العمل لان هذا يعد استخفافا بالمشاهد المصرى..