· سوف تكتشف وأنت تتابع البرامج تكرار بعض التعبيرات التي صارت من فرط استخدامها «كليشيهات» · بعضهم يقول: أنا كنت مع الثورة ولكني ضد الفوضي.. أنا بكيت علي «مبارك» لأني إنسان العدد الضخم من القنوات التليفزيونية التي قصت شريط الافتتاح قبل رمضان بأيام قلائل صار واحداً من الأسلحة الاستراتيجية في معركة "الثوار والفلول" تستطيع أن تلمح في تفاصيل عشرات من البرامج الرمضانية أننا بصدد فريقين مهما تعددت الأسماء فلقد دقت طبول الحرب والمعركة حامية الوطيس وسوف تتواصل بعد رمضان!! لم تكتف القنوات الخاصة التي كانت تمارس نشاطها قبل ثورة 25 يناير بأداء دور المتفرج ليس معني ذلك أن تلك القنوات الخاصة التي كانت جزءاً من النظام أو تلعب علي يسار النظام المصري السابق توقفت عن التواجد إنها حاضرة أيضا بقوة ولكن القنوات الجديدة التي انطلقت بعد الثورة هي التي فرضت علينا التساؤل حول رؤوس الأموال المتدفقة التي تغذي هذه القنوات فهي تثير علامات استفهام عن التمويل السخي في وقت يتقلص فيه العائد الإعلاني وأصبح حجم التورتة الإعلانية محدوداً ولا يسمح بالمزيد من تقسيم هذا العائد إلا أن اللهاث لإنشاء قنوات تليفزيونية جديدة مستمراً ودائماً سوف تقرأ وجهات نظر متناقضة تتصارع وتتناطح عن الثورة وزمن "مبارك"!! تعددت الأسئلة وتصاعدت علامات الاستفهام حول تمويل عدداً كبيراً من هذه القنوات.. هل ظهورها في هذا التوقيت يحمل الإجابة عن الدور الذي تلعبه أم أن انتهاء القيود التي كان يفرضها نظام "مبارك" في الماضي وسقوطها فتح شهية أصحاب رؤوس الأموال في الاستثمار الفضائي.. هل أصحاب المليارات سواء الذين يقيمون الآن في سجن طرة أو الذين تمكنوا من "تستيف" أوراقهم ولا يزالوا أحراراً طلقاء في مصر أو فروا خارج الحدود قبل أن تطولهم يد العدالة هل هؤلاء ليسو ضالعين ولو حتي من وراء ستار لتعضيد تلك القنوات لتبرئة ساحتهم والتأثير علي الرأي العام ليتقبل منطق جديد في التصدي للإدانة الشعبية التي أصدرتها الجماهير ضد رموز العهد البائد ليصبح الأمر مجرد سوء تقدير لدي الثورة والثوار.. لن نستطيع أن نجزم بشيء إلا أن الأمر بالفعل يدعو للريبة التي انعكست بطبعها علي العديد من هذه البرامج!! سوف تكتشف وأنت تتابع البرامج تكرار لمثل هذه التعبيرات التي صارت من فرط استخدامها "كليشيهات" أنا كنت مع الثورة ولكني ضد الفوضي ، أنا بكيت علي "مبارك" لأني إنسان وكل الذي طلبه من الناس أن تنتظره بضعة أشهر حتي يتم تجنب الفوضي الرجل لم يطلب أكثر من ذلك.. وسوف يؤكد هؤلاء أنهم مع الثورة بل هم ثوريون أباً عن جد.. نعم ليس فقط الفنانين ولكن السياسيين شاركوا أيضاً في نفس اللعبة الكل صار مناضلاً.. أتذكر "فتحي سرور" رئيس مجلس الشعب السابق وهو لاعب أساسي في نظام "مبارك" علي مدي ربع قرن بعد أقل من شهر علي الثورة كان يتبرأ من كل العصر بل ويعدد مواقفه التي اعترض فيها علي "مبارك" والتوريث.. محامي مبارك "فريد الديب" هو القائل في أحد أحاديثه التليفزيونية بأن "مبارك" كان هو أول من أيد الثورة!! رمضان هو الملعب الأساسي الآن لهذه البرامج التي سوف تمتد إلي باقي شهور العام وكأنها بمثابة الجولة الأولي الفضائية لثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام "مبارك" وأطاحت أيضاً بمصداقية العديد من النجوم.. إلا أن هذه البرامج تحولت إلي وسيلة لكسب العيش ولإكساب هذه الوجوه "نيولوك" سياسي لتغيير الملامح والأفكار والقناعات.. أغلب النجوم باتوا فجأة يتنكرون لكل ما صدر عنهم في الماضي إنهم يراهنون علي أن الناس لديها ذاكرة الأسماك التي تنسي بعد أقل من "الفيمتو ثانية"!! تستطيع أن تري برامج رمضان علي هذا النحو نجم يبكي تارة ويستعطف الجمهور تارة لا يدري إذا دافع عن "مبارك" هل يعتبر في هذه الحالة مدافعاً أيضاً عن الفساد ولهذا يفصل زيد عن عبيد يقر بأن هناك فسادا ولكن "مبارك" كان آخر من يعلم وإذا كان هو متهم فإنه رجل كبير طاعن في العمر يستحق الشفقة وليس الهجوم والتشفي.. وصرنا نستمع كثيراً علي ألسنة العديدين سلاح الأجندة الأجنبية.. يبايعون الثورة ولكنهم يضيفون أن هناك أجندة أجنبية رغم أن هذا كان هو سلاح النظام البائد لإجهاض الثورة.. ما الذي يعني أغلب النجوم الشيء المؤكد أنهم فجأة اكتشفوا أن هناك مسافة بينهم وبين الجماهير ربما كانت بعض الناس تتسامح معهم في دعمهم لمبارك ولأسرته والتوريث قبل الثورة لإحساسهم أنهم مثلهم يخشون بطش السلطة ولكنهم لن يسامحوهم لو أنهم استمرأوا الكذب وتنكروا لأقوالهم السابقة والمسجلة علي "اليوتيوب".. الناس تعرف من هم المقربون لمبارك ومن هم الذين لعبوا أدواراً من أجل التمهيد لابنه وريثاً في الحكم ولكن الفنان خاصة النجوم يدركون أن البقاء داخل دائرة الجذب الجماهيري لن يتحقق إلا إذا تم برضاء الجماهير والناس غاضبة منهم.. إذا قالوا أنهم كانوا مع الثورة أصبحوا منافقين وإذا قالوا أنهم مع مبارك رفضتهم الأغلبية فماذا يفعلون.. أمسكوا العصا من المنتصف واستعانوا بالخطة رقم اثنين وهي أنهم مع الثورة وضد الفوضي!! "يسرا" مثلاً وهي من نجمات تلك البرامج نظراً لأنها احتلت مكانة خاصة داخل دائرة أعداء الثورة في القائمة السوداء.. كانت "يسرا" حريصة علي أن تبرئ ساحتها سريعاً في أعقاب الثورة وتشارك في فيلم روائي قصير يدعم الثورة وهي أول نجمة من جيلها تفعل ذلك حيث شاركت في بطولة فيلم روائي قصير عنوانه "داخلي خارجي" إخراج "يسري نصر الله" وعرض بين عشرة أفلام قصيرة في مهرجان "كان" تحت اسم "18 يوما" مؤيداً للثورة. قدمت "يسرا" هذا الدور حتي تضمن ألا تصنف علي قائمة العهد البائد وهي مثل الكثيرين تراهن علي أن الناس لن يتذكروا أنها كانت من دعائم النظام السابق بل هي مثلاً كانت علي رأس قائمة النجوم الذين أعلنوا مقاطعتهم للجزائر بعد موقعة "أم درمان" قبل أقل من عامين لمجرد إحساسهم أن هذا كان هو الموقف الرسمي لعائلة الرئيس.. قادت "يسرا" الفنانين الغاضبين وهم يقفون تحت سفح الهرم رافعين العلم المصري احتجاجاً علي الجزائر كل ذلك لإرضاء بيت الرئيس السابق.. كانت "يسرا" هي بمثابة قناة الاتصال بين الفنانين وبيت "مبارك" الفنان الذي كانت لديه شكوي كان يحرص أن تصل شكواه عن طريق "يسرا" فهي الأقرب للعائلة التي كانت تحكم مصر ولهذا بقدر ما أعلنت تأييدها للثورة لم تنس التحذير من الأجندة الأجنبية لتقسيم العالم العربي!! "ليلي علوي" حالة أخري محسوبة بقوة علي عهد مبارك بسبب صلة النسب لأنها متزوجة من شقيق والد "خديجة" زوجة "جمال".. كانت " ليلي" مثل "يسرا" تتبني مواقف النظام ووقفت بجوارها تحت سفح الهرم متظاهرة ضد كل ما هو جزائري في تلك الغضبة التي تحولت إلي اختبار لتحديد مواقف النجوم ومدي ولائهم لبيت مبارك.. في البرامج التي تدعي إليها تطلب التسامح مع مبارك ولا تنسي أن تذكر بعض إنجازاته.. رهان "ليلي" علي تواجدها داخل الدائرة الفنية يجعلها تمسك دائماً بالحل السحري وهي ارحموا عزيز قوم ذل مع التأييد للثورة!! الإعلاميين أيضاً جزء من نفس اللعبة وهكذا كانت الفرصة مهيأة لدي "مفيد فوزي" و "تامر أمين" و "سيد علي" فهم في القفص باعتبارهم نماذج من الإعلاميين الذين نافقوا السلطة إلا أن الجميع يؤكدون أنهم ليسو منافقين وكانوا يذكرون الحقيقة بل إنهم يستشهدون بأنهم كثيراً ما انتقدوا الحكومة مع اعترافهم بالتزامهم بالخط الأحمر وهو عائلة الرئيس.. هناك من يصر علي التلويح بأن كل الإعلاميين كانوا "في الهوا سوا" وأنه ليس الوحيد الذي نافق مبارك ولكن الجميع كان ينتظر الفرصة للنفاق إلا أن الفرصة لم تأت لبعضهم.. أشهر شخصية عوقبت بضراوة بسبب مواقفها المعادية للثورة ورغم ذلك فإنه نجم هذه البرامج فهو "طلعت زكريا" لأنه الوحيد الذي التقي مع مبارك بين الفنانين منفرداً لمدة تجاوزت الساعتين قبل رحيله عن الحكم بنحو ثلاثة أشهر.. "طلعت" لم يكن مدركاً في البداية خطورة قرار المقاطعة إلا أنه بعد سقوط فيلمه "الفيل في المنديل" وتبرؤ الشركة المنتجة من موقفه قبل عرض الفيلم في إعلان نشرته لم يكن "طلعت" يدرك تلك القوة التي تملكها الناس ولكنه اكتشف ذلك عملياً في دار العرض ثم تكرر الأمر أيضاً في التليفزيون بعد استبعاده من المسلسل الرمضاني "جوز ماما" إلا أن "طلعت" وجد في برامج التليفزيون وعلي مختلف القنوات فرصة العمر للمكسب المادي الذي يسعي إليه وأيضاً للتواجد مع الناس وكانت تصاحبه في كل مرة دموعه علي "مبارك".. هل كان يبكي علي مبارك أم يبكي علي نفسه.. لو تذكرت التصريحات التي خرج بها بعد لقائه مبارك وكيف إنها قد رفعته درجات بين كل النجوم حيث اتفق معه علي إعادة عيد الفن وكلفه بالتنسيق مع وزير الثقافة.. حكي لمبارك عن فيلمه الجديد بعد "طباخ الرئيس" وقال إنه سوف يواصل الجزء الثاني منه ولن تستطع الرقابة أن تتصدي لأفكاره لأن مبارك يدعم خطواته.. اعتقد "طلعت" أنه أصبح هو فنان النظام الأول وفجأة انهار النظام فهو يبكي أولا علي حاله إلا أنه بدأ يضيف وقائع جديدة في الحوار بينه وبين مبارك تبدو لي أنه يختلقها للدفاع عنه مثل أن مبارك قال له أن دخله الشهري يصل إلي 15 ألف جنيه مصري ولمدة 30 عاماً وكأنه يريد أن يبرر ثروة مبارك لأن نفس هذه المعلومة ذكرها "فريد الديب" محامي مبارك في أحد البرامج!! الفضائيات ببرامجها المشوبة بالسياسة بل ومذيعيها مثل "بسمة" التي تقدم برنامج عنوانه "من أنتم" علي قناة "القاهرة والناس" كانت "بسمة" وجهاً معارضاً للنظام وشاركت في الثورة أتصور أن هذه البرامج حتي تلك التي تمسك العصا من المنتصف لن تستمر هكذا للأبد سوف تضطر مع الزمن لإظهار الوجه الحقيقي لها وساعتها سوف يعلو صوت رأس المال. الفضائيات هي ساحة المعركة الحالية يكفي أن نذكر مثلاً أن السلطة المصرية منعت مؤخراً من البث علي النايل سات 15 فضائية أطلقها *********** «دوران شبرا» يثير غضب الأقباط! تقدم أحد المحامين الأقباط بدعوي قضائية يطالب فيها بإيقاف عرض المسلسل الدرامي الرمضاني الناجح "دوران شبرا".. استند المحامي في دعواه إلي أن الممثلة "نيرمين عصام" تؤدي دور شخصية قبطية في المسلسل فهي خطيبة "أحمد عزمي" إلا أنها ترتدي ملابس مثيرة مما اعتبره مسيئاً للأقباط في مصر برغم أن المسلسل الذي تجري أحداثه في شبرا والتي الذي تعتبر أكبر حي في مصر يتعايش فيه الأقباط والمسلمين بروح ود وتسامح.. كما أن المسلسل يقدم رؤية درامية تتشابك فيها العلاقات بإبداع وتسامح بين المسلمين والأقباط ولم تكن هذه هي المرة الأولي التي يعترض فيها بعض الأقباط أو يتظاهرون في صحن الكنيسة بسبب عمل فني يقدم عائلات قبطية!! لا شك أن هناك قطاع لا يمكن تجاهله من الأقباط لديه نفس هذه الحساسية تجاه تقديم شخصية الأقباط في الدراما وهو ما يؤدي إلي تخوف الرقابة المصرية من التصريح بالشخصيات القبطية في الأعمال الفنية.. مثلاً حتي الآن لم تصرح الرقابة علي المصنفات الفنية وأظنها أيضاً لن تصرح علي الأقل في القريب العاجل بعرض فيلم "الخروج" بعد أن تقدم منتج الفيلم "شريف مندور" بطلب عرضه تجارياً وذلك بسبب الخوف من غضب الأقباط وأيضاً تحسباً لاعتراض الكنيسة القبطية في ظل حالة الشحن الطائفي التي ما إن تهدأ في مكان حتي تشتعل في آخر.. تناولت الأحداث عائلة مصرية تدين بالمسيحية إلي هنا والأمر يبدو عاديا ولكن استطاع المخرج أن يقتحم الخط الأحمر في التعامل مع الشخصية القبطية وتغلغل أكثر في تفاصيل هذه العائلة لنري الابنة الكبري التي لعبت دورها "صفاء جلال" وقد صارت فتاة ليل تبيع شرفها من أجل أن تضمن حياة كريمة لابنها.. الشقيقة الصغري الوجه الجديد "ميرهان" علي علاقة غير شرعية بشاب مسلم لعب دوره الوجه الجديد "محمد رمضان" تريد الزواج منه وتهدده بأنها حامل.. زوج الأم "أحمد بدير" يلعب القمار ويستحوذ علي أموال العائلة عنوة.. بالطبع لو أن هذه العائلة مسلمة فسوف يتقبلها المجتمع المصري بمسلميه وأقباطه بدون حساسية ولكن طبقاً لكل التجارب السابقة في التعامل مع الشخصيات القبطية التي تحمل أي قدر من الإدانة الأخلاقية في الدراما سواء المسلسلات أو الأفلام فإن الغضب بل والمظاهرات داخل الكنيسة وربما أيضاً خارجها هو المصير الذي تنتظر مثل هذه الأعمال الفنية!! تعودنا في الدراما أن نضع أوراق "السوليفان" علي الشخصية المسيحية وكأننا نرفع راية مكتوباً عليها ممنوع اللمس أو الاقتراب.. الإحساس العام الذي يسيطر غالباً علي صناع العمل الفني أن المتفرج لا يريد أن يري شخصية من لحم ودم وأنه فقط يقرأ عنوانها لكنه لا يتعمق في تفاصيلها.. كان يبدو وكأن هناك اتفاقا صمنيا علي ذلك بين صناع العمل الفني والجمهور الجميع ارتاحوا إلي استبعاد الشخصية القبطية!! المعالجات الفنية التي اقتربت من العائلة المصرية القبطية وجهت لها انتقادات مباشرة من الكنيسة الأرثوذكسية في مصر برغم أن تلك الأعمال الفنية لم يكن الهدف منها الحديث عن الديانة بقدر ما هو تناول عائلة مصرية مسلمة أو مسيحية!! علي سبيل التذكرة فقط فإن السنوات الأخيرة شهدت أكثر من غضبة عارمة بسبب مسلسلات او أفلام تعاملت بوعي وهدوء مع العائلة القبطية في مصر ورغم ذلك وجهت لها انتقادات حادة منها مثلاً مسلسل "أوان الورد" عرض قبل عشر سنوات لعبت بطولته "سميحة أيوب" و "يسرا".. مسلسل "بنت من شبرا" عرض بعدها بنحو ثلاث سنوات بطولة "ليلي علوي" أثار الاعتراض لأن البطلة أشهرت إسلامها.. فيلم "واحد صفر" لكاملة أبو ذكري أثار الغضب نظراً لأن "إلهام شاهين" تلعب دور امرأة مسيحية تسعي للحصول علي تصريح من الكنيسة بالزواج!! أما الفيلم الذي حظي بأكبر مساحة من الغضب فهو "بحب السيما" عام 2004 إخراج "أسامة فوزي" وتأليف "هاني فوزي" وبطولة "ليلي علوي" و "محمود حميدة".. كان أول فيلم يتناول عائلة مسيحية الزوج والزوجة والابن والابنة كانوا هم الأبطال علي الشاشة لم يتحمل قطاع عريض من الأقباط ذلك.. الحقيقة هي أن المشاهد المصري وأيضاً العربي تعود علي رؤية الشخصيات المصرية في الأغلب مسلمة وإذا قدمت شخصية قبطية فإنها غالباً إيجابية وعلي هامش الأحداث.. آخر شخصية محورية قبطية قدمت سينمائياً في فيلم "حسن ومرقص" 2008 التي أداها "عادل إمام" حيث لعب دور أستاذ علم اللاهوت وحرص "عادل إمام" علي أن يلتقي "البابا شنودة" وتم إجراء بعض التعديلات الدرامية!! مأزق هذه الأعمال الفنية أن المتفرج لم يألف رؤية شخصيات قبطية تمارس أي قدر من الانحراف طوال تاريخ الدراما.. ولهذا تنتقل الحساسية التي نراها في الشارع إلي دار العرض وبدلاً من أن يشاهد الجمهور شريطاً سينمائياً به عائلة مصرية بعيداً عن ديانتها سوف يراها عائلة قبطية بل ويعتبرها البعض في هذه الحالة تحمل إدانة شخصية وليست درامية!! يجب أن نعترف بأن ما نراه في الدراما من حساسية تتحمل وزره الحياة الفنية والثقافية المصرية لأنه كلما طال الابتعاد والغياب زادت الحساسية ولكن علي صناع الأعمال الفنية أن يواصلوا الطريق ويمنحوا الشخصيات القبطية حضورها الدرامي.. كان فيلم "بحب السيما" واحد من أكثر الأعمال الفنية التي ************ خدعوك فقالوا: «سمن علي عسل»! تؤكد "سمية الخشاب" أنها و "فيفي عبده" سمن علي عسل وأن مسلسل "كيد النساء" لم يكن سوي حالة حب في حب بين النجمتين.. وهو أيضاً ما تردده شريكتها في البطولة "فيفي عبده" برغم أنها أقل في التواجد الإعلامي من "سمية" التي تحرص علي أن تنتشر إعلامياً بكثافة هذه الأيام وتكرر نفس الإجابات بينما "فيفي عبده" علي الرغم من ندرة تواجدها الإعلامي إلا أن هذا لم يمنعها أن تكرر أنها و "سمية" سمن علي عسل أو تستطيع أن تقول بعد هذه الزيادة المفرطة في حجم النجمتين أنهما طن سمن علي طن عسل.. لو توجهت إلي مسلسل "سمارة" والذي شهدت أيضاً كواليسه تراشقات بين بطلتيه "غادة عبد الرازق" و "لوسي" فإن "لوسي" هذه المرة هي التي تتولي إنكار كل ذلك مؤكدة أيضاً أن العسل والسمن لو بحثت عن أسمائهما الحقيقية ستجد أنهما في الأسواق يطلق عليهما "غادة" و "لوسي"!! الصحافة الفنية هي التي أشارت للخلافات بين نجمات هذه الأعمال ولم يكن الأمر مجرد شائعات بل خلافات عالية الصوت.. "فيفي" أصرت مثلاً أن تسبق في التترات اسم "سمية".. بينما "سمية" كانت تري أنها هي الأكثر بريقاً وفي النهاية انتصرت "فيفي" وسبقت "سمية" ولكن حرص المخرج علي أن يكتب الاسمان علي خط واحد.. كان من المفترض أن تقدم الاثنتان دويتو غنائي وبالفعل تم اختباره من خلال عرضه في الفضائيات قبل رمضان فتحول إلي أداة لضرب فرص المسلسل في النجاح ولهذا تم الاستغناء عنه عند العرض الرمضاني!! "غادة" و "لوسي" لم يكن "سمارة" هو المعركة الأولي بينهما علي من تسبق الأخري ومن هي البطلة التي تتحمل النجاح الجماهيري ويباع المسلسل باسمها.. قبل عامين كانت الجولة الأولي في مسلسل "الباطنية" وهو أول مسلسل يحقق لغادة تواجداً شعبياً ضخماً كان لها قبل الباطنية العديد من الأدوار الناجحة.. بل إنها أثناء عرض مسلسل "الباطنية" لعبت بطولة مسلسل آخر وهو "قانون المراغي" كانت "غادة" تشارك في بطولته "خالد الصاوي" إلا أن النجاح الجماهيري تحقق لها بقوة في "الباطنية" ظل الصراع قائماً "لوسي" رأسها وألف سيف أنها بطلة "الباطنية" وليست "غادة"!! انطلقت "غادة" بقوة جماهيرية بعد هذا المسلسل بينما وقفت "لوسي" محلك سر وفي العام التالي حقق مسلسل "الحاجة زهرة" لغادة قفزة جماهيرية برغم أن آراء النقاد كانت تحمل الكثير من الانتقاد الحاد للمسلسل ولكن الحقيقة الرقمية أكدت أن "غادة" صارت هي النجمة الأهم.. كان الكاتب "مصطفي محرم" والمخرج "محمد النقلي" يقدمان للمرة الثالثة في "سمارة" غادة بطلة جماهيرية الا أن الجرعة زائدة والناس وصلت إلي مرحلة التشبع.. بعد إسناد دور"سمارة" إلي "غادة" كان ينبغي العثور علي أم "سمارة".. "سمارة" راقصة ولكنها في الحقيقة لا ترقص كل ما رأيناه من مشاهد "غادة" تؤكد أنها لا تملك هذه الموهبة إلا أنهم كانوا يتكئون علي أن نجاح "غادة" الجماهيري سوف يؤدي إلي أن يتسامح معها الجمهور وقرروا أن يبحثوا عن راقصة حقيقية لأداء دور أم "سمارة" واعتقدت "لوسي" أنها لو قبلت دور الأم سوف يعتبر هذا نوع من الاعتراف بنجومية "غادة" لأن المسلسل يحمل اسم "سمارة" ولهذا اشترطت "لوسي" أن تسبق علي التترات كل الأسماء وكان لها ما أرادت إلا أن "غادة" انتصرت عليها عندما طلبت بحذف اسمها من التترات فصارت "لوسي" تسبق "حسن حسني" و "سامي العدل" و "محمد لطفي" وليس "غادة".. سيطرت "غادة" علي التتر كاملاً كما سيطرت علي الحلقات درامياً وبات واضحاً أن "لوسي" هي البطلة المساعدة لأن الصراع الأساسي وهذا بديهي بالطبع لصالح "غادة" سمارة ولا تفعل لوسي" أم سمارة" أي شيء.. اشترت "لوسي" هذه المرة الترام!! "لوسي" دخلت في معركة أخري جانبية مع "غادة" وهي العمر الزمني فهي تريد أن تقول للقاصي والداني أنها لا يمكن أن تنجب "غادة" ولكنها فقط تنجب "سمارة" وهكذا في كل أحاديثها صار لا يعنيها سوي أن ترفع شعار "أم غادة لا أم سمارة آه" واستمرت حتي الآن ترفع نفس الشعار.. لوسي لديها معركة أخري فهي تشعر أن الفضائيات التي تعرض المسلسل تظلمها ولا تمنحها مساحتها من الاهتمام الذي كان من نصيب "غادة".. وتلتقط الصحافة الفنية كل هذه الأخبار وغيرها وتكتبها وبعد ذلك لو سألت النجمات الأربعة عن العلاقة