«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من هو ابن الأرندلي الذي ضحك علي «الفخراني»؟!
حكايات فنية يكتبها: طارق الشناوي
نشر في صوت الأمة يوم 27 - 09 - 2009


من هو ابن الأرندلي الذي ضحك علي «الفخراني»؟!
أعترف بأنني مثلي مثل الملايين أعتبر أن "يحيي الفخراني" طقس رمضاني لا يمكن تذوق شهر رمضان بدونه مثل المسحراتي وكوب الخشاف وطبق الفول.. ومهما تباين مستوي "الفخراني" فأنا أبحث عنه أينما ولي مسلسله!
الناس نفسها تجبرك علي ذلك حتي لو فكرت أن تكتفي بهذا القدر فهم يتحدثون عنه فتشعر لو أنك لم تتابعه وكأنك لا تدري ما الذي يجري أساساً في الحياة.. وأنا أحرص علي أن أظل أنا والناس علي موجة واحدة ولهذا أتابع "الفخراني" علي الشاشة الصغيرة مهما كانت لي ملاحظات ولكن ما أراه هو أن "الفخراني" هذه المرة لم يكن يعنيه سوي أن يقدم صورة الرجل الدونجوان أبو دم خفيف المحاط بنساء والباحث عن نساء ليس من أجل جمالهن ولكن فلوسهن إنه في مرحلة عمرية - كما يبدو علي الشاشة بالطبع - لا تؤهله لذلك إذا كانت لديه رغبات فهو يتجه للنساء الأصغر لكي يستمتع بالحياة.. ولو راجعت المسلسلين الآخرين نور الشريف "الرحايا" وجمال سليمان "أفراح إبليس" سوف تجد أن "نور" ارتبط بريم البارودي" و "جمال" لا يزال بداخله رغبة لكي يستحوذ علي "أيتن عامر" كل منهما في عمر الابنة ولكنه المنطق النفسي والدرامي.. أما ما قدمه "يحيي الفخراني" فلقد كان من الممكن أن نصدقه لو أنه لعب هذا الدور قبل 30 عاماً بينما النساء الثريات اللائي يبحث
عنهن في عمر أمه.. المنطق عكسي جداً في هذا المسلسل؟! ما الذي يريده "يحيي الفخراني" إنه في كل أحاديثه يؤكد أنه بمجرد أن توقف تصوير فيلم "محمد علي" وتراجع عن قرار اتخذه من قبل بالابتعاد عن الدراما التليفزيونية بعد 25 عاماً كان هو الوجه الدائم الذي لا يمكن أن يغيب عن دراما رمضان.. بمجرد أن تأكدت شركات الإنتاج التليفزيوني أن "الفخراني" جاهز جداً.. علي الفور وجد نفسه معروضاً عليه 25 سيناريو وهو رقم أصدقه لأن "الفخراني" هو دائماً النجم الأول الذي تتهافت عليه شركات الإنتاج وكل المؤلفين يعلمون أنه فقط والوحيد الذي يملك المفتاح إذا وافق وجد المسلسل طريقه للنور أو الحياة وإذا لم يرق له أغلب الظن أن هذا المسلسل سيظل حبيس درج كاتبه.. لأنهم يحاولون تفصيل المسلسل علي مقاس "الفخراني" وما يصلح للفخراني لا يمكن أن يتوافق مثلاً مع "نور الشريف" باعتباره الوحيد الذي يقف في مكانة تتوازي مع "الفخراني" عند شركات الإنتاج!!
نجم بحجم "الفخراني" له جمهور عريض لكنه يستسلم لما هو متعارف عليه لا تتجاوز نظرته أبعد مما قدمه من قبل صحيح أن الناس علي نفس الموجة معه والدليل أنه أكبر المسلسلات طلباً في الفضائيات بل إنني لاحظت مثلاً أنك تجد نفسك في الدقيقة 15 من الحلقة 27 علي قناة بينما قناة أخري تعرض نفس الحلقة في الدقيقة 20 حتي تضمن أن الجمهور يذهب إليه عندها.. صحيح أنه يحتل المركز الثاني في الإعلانات بعد "يسرا" إلا أنه يعوض ذلك بالفارق الشاسع بينه وبين "يسرا" في عدد المحطات التي تقدم مسلسل "ابن الأرندلي" فهو منتشر علي كل القنوات مصري وخاص وعربي محطماً نظرية الحصري.. معني ذلك أن يحقق للمنتج أكبر عائد من خلال البيع لمختلف القنوات التليفزيونية!!
"الفخراني" ملك التليفزيون المتوج درامياً أراه خذلني هذه المرة نعم هو نجح في الإلقاء بالطعم منذ أن قدم "نانسي عجرم" وهي تردد "ابن الأرندلي" ويشاركها هو ببضع كلمات.. اللحن والكلمات وشقاوة أداء "نانسي" للمقدمة قادرة علي الجذب.. ولكن بعد ذلك كلما أوغل المسلسل في حلقاته وجدت نفسي أبتعد عنه وأتحسر علي أيام "الفخراني" أيام «ليالي الحلمية»، «نصف ربيع الآخر»، «أوبرا عايدة»، «حمادة عزو».. وأصب لعناتي علي "ابن الأرندلي" الذي أقنع "يحيي الفخراني" بأن عليه أن يقدم لجمهوره "ابن الأرندلي"!
********
«هدوء نسبي» المشي علي أشواك السياسة!
· المسلسل الدرامي الأول في ماراثون رمضان 2009
هذا هو من وجهة نظري المسلسل الأول في رمضان.. نعم هناك مسلسلات أكثر شعبية.. كما أن حظه علي القنوات الفضائية والأرضية قليل نسبياً بالقياس بالمسلسلات الأخري إلا أنه ولا شك تقدم الصفوف علي المستوي الإبداعي!!
في عالمنا العربي عندما يتناول المبدع قضية سياسية طازجة فإنه بالتأكيد يمشي علي الأشواك بعد أن تباينت المواقف العربية الرسمية فما بالكم إذا كان الأمر عن الغزو الأمريكي للعراق والذي لا نزال نعيش تبعاته السياسية والاقتصادية والأمنية وحتي الآن؟!
لم تتفق القيادات العربية علي اتخاذ موقف واحد بل إن صوت الخلافات العربية كان يعلو في الكثير من الأحيان علي الأصوات التي تدين العدوان الأمريكي.. القضايا السياسية تظل هي المستحيل الرابع في تناولها درامياً بعد الغول والعنقاء والخل الوفي.. لو أننا بصدد عمل درامي تليفزيوني مرتبط بالتسويق في الدول العربية وتدخل أيضاً في اقتصادياته العديد من التوجهات رسمية وتجارية مثل مصر وسوريا والمملكة العربية السعودية حيث قطاع الإنتاج المصري التابع لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وشركة "روتانا" السعودية وشركة A.R.T السعودية وشركة إنتاج خاصة سورية والمسلسل نفسه يجسد في بنائه هذا التعدد الكاتب سوري "خالد خليفة" المخرج تونسي "شوقي الماجري" الممثلون من سوريا "عابد فهد" ومن مصر "نيللي كريم" وعديد من الأسماء جاءت من لبنان والأردن والعراق وتونس وفلسطين والجزائر بالإضافة إلي فنيين من بولونيا وإيران.. خلطة لم يقصدها المخرج ولكن فرضتها الضرورة.. الأرض هي العراق وتحديداً بغداد إنه المكان الرئيسي الذي تحول إلي مسرح
للأحداث العسكرية وايضاً العاطفية أثناء الغزو الأمريكي للعراق يجتمع كل مراسلي القنوات الفضائية وفي نفس الفندق الذي يتعرض للقصف وبين الحين والآخر وبرغم قسوة القصف وعشوائيته فإنهم يحاولون القيام بواجباتهم الوظيفية وأيضاً الإنسانية.. إن حياة هؤلاء صارت تشكل أهمية في كل بيت عربي.. طرحت الفضائيات في السنوات الأخيرة اسم المراسل الصحفي التليفزيوني كبطل محوري تتابعه الأسرة وشاهدنا أكثر من شهيد دفع حياته ثمناً للوصول إلي الحقيقية.. إننا نتعامل في بداية الأمر ونهايته مع بشر لهم أحاسيسهم ومشاعرهم واستطاع الكاتب "خالد خليفة" أن يمنح هذا المسلسل بعداً إنسانياً شخصيات من دم ولحم تحب وتنفعل وتتغير وتتبدل مشاعرها.. هكذا وجدنا في اللقاء بين "عابد فهد" و "ونيللي كريم" كل منهما له حياته الاجتماعية السابقة ولكنهما يلتقيان في لحظة فارقة يحاولان العودة إلي زمن قديم اشتعلت بينهما مشاعر الحب البكر ولكن الحياة وقفت لهما وقتها بالمرصاد وننتقل من تلك القضية العاطفية بين الأبطال الرئيسيين إلي الحالة السياسية التي يتناولها المسلسل.. نعم الإيمان المطلق بالحق العربي في أن يملك الإنسان تقرير مصيره قضية اجتمع عليها الجميع حتي الفرقاء إلا أن
السؤال كان يطل دائماً ومعه الحيرة التي صاحبت الغزو العراقي هل ثمن التخلص من الديكتاتورية هو الاحتلال الأمريكي.. الحيرة أيضاً التي يعيشها الصحفيون تحت القصف وحياتهم المهددة.. هل يضحون بحياتهم من أجل أن يحققوا السبق الصحفي أم لأنهم يريدون اقتناص الحقيقة.. المؤكد أن عشق المهنة سواء للصحافة المكتوبة أو المرئية لا يكفي لأنك في لحظة ما إذا لم تكن تؤمن بمثل أعلي وبمبدأ يهون من أجله كل شيء فسوف تتراجع في اللحظة الحاسمة وتبحث فقط عن أمنك الشخصي.. المسلسل يقدم من خلال "شوقي الماجري" حالة إبداعية استثنائية أصبحت ممن يتابعون هذا المخرج ولا أظنني وحدي فهو لديه قدرة علي أن يمنح الشاشة ألقاً خاصاً في مسلسلاته الأخيرة تستطيع أن تري كل ذلك مثلاً في "الأمين والمأمون" ، "الاجتياح" ، "أسمهان" فهو يقدم رؤية مليئة بالتفاصيل السمعية والبصرية من خلال موسيقي "رعد خلف" ومهندس ديكور "زيان قات" ومصور من بولونيا "أولاف بولينسكي" ومكياج من إيران "مصطفي إسلاميك" لا أتصور أن الأمر هو مزج لهذه الجنسيات لكنه اختيار لعناصر قادرة علي تحقيق رؤية إبداعية لهذا المخرج من خلال الشاشة فهو هنا يبحث عن مبدعين قادرين علي الذوبان معاً.. لا يعني المخرج تلك النهاية الساخنة التي صارت تشكل أغلب معالم الدراما التليفزيونية كل حلقة تنتهي إلي ذروة تشويقية للحلقة القادمة "الماجري" لا تعنيه تلك الذروة بالمعني الدرامي المباشر لكنه قادر علي أن يجعلك تنتظر الحلقة القادمة بإحساس يتدفق داخلك إنها الحالة الإبداعية العامة للمسلسل التي تؤهلك لانتظار المزيد في الغد ليست الحكاية هي البطل عند "الماجري" ولكن تدفق المشاعر ووصولها في كل حلقة إلي ذروة أعلي!!
في إحدي جمل الحوار يسأل مواطن عراقي "نيللي كريم" التي تراسل إحدي القنوات الفضائية ما الذي جاء بك إلي هنا.. تجيب قائلة مجانين بعيد عنك؟!
تبدو كلمات ساخرة لكنها تعبر عن الحقيقة إنه العشق الذي يتجاوز المنطق في عمقه.. هل الأبطال التقوا من أجل هذا الهدف وهو البحث عن الحقيقة والدفاع عن حرية العراق أم أنها مشاعر الحب النبيلة بين الأبطال المهزومين عاطفياً فقرروا تحقيق الانتصار العاطفي.. وهل يتحقق هذا الانتصار في النهاية.. الانتصار في الحب لا يأتي بالزواج وليس المأذون هو فقط المنوط به إعلان الانتصار.. ولكن إحساساً داخلياً نعيشه أو نفتقده.. واجه كل من الكاتب والمخرج مشكلة تعدد اللهجات وكانت لديه القدرة علي أن يمنح كل شخصية لهجتها فلسطينية، لبنانية، سورية، مصرية لتصبح الشخصية معبرة عن تفاصيلها ومن المؤكد أنه بقدر المستطاع لجأ إلي ما يعرف باللهجة "البيضاء" وهو تعبير يتداول حديثاً خاصاً في مجال الأغنية يعني البعد عن الكلمات التي ربما لا يفهمها سوي المواطن فقط الذي يقيم في هذه البلد أو تلك فهو أخذ من اللهجة خصوصيتها لكنه ابتعد عن أي تعقيد قد يعيق اندماج المشاهدين مع الحوار.. وعندما تعرض إلي الشخصيات الأمريكية كان حصيفاً وهو يتمسك باستخدام اللغة الإنجليزية مع الترجمة.. نعم كان بذكاء بين الحين والآخر يمنح بعض شخصياته حتي الأمريكية منها مبرراً للحديث باللغة العربية.. إلا أنه استخدم بحرفية شديدة الترجمة للعربية في المشاهد التي تفرض استخدام اللغة الإنجليزية بعيداً عن الطريقة التقليدية التي تفرض علي الأجنبي أداء اللغة العربية بأسلوب مكسر يحيل الأمر إلي نكتة تبعدنا عن الواقع!!
لا تجد في المسلسل إدانة مباشرة لأي موقف سياسي عربي لكنه أدان الغزو الأمريكي وأيضاً العنف الذي مارسوه ضد أبناء البلد وأدان أيضاً الحرب الأهلية التي اندلعت بين الفرقاء في العراق لكنه حرص علي ألا يفتح الباب أمام الخلافات السياسية العربية العربية رغم أنك لو فتحت هذا الباب فسوف تعثر علي مادة سياسية ساخنة إلا أنها لن تقف فقط حائلاً دون تسويق المسلسل ولكنها تتناقض مع الهدف الأعلي للعمل الفني وهو السباحة داخل مشاعر البشر وليس فضح الموقف الرسمي السياسي للدول العربية!!
"الهدوء النبسي" وهو التعبير الذي كان كثيراً ما يتردد في نشرات الأخبار وهي تتابع أحداث الغزو الأمريكي للعراق لكنه لم يستسلم إلي هذا الإطار السياسي لأنه يخنق القضية ويضعها في إطار ضيق جداً فيصبح الفنان معبراً عن توجه وليس قيمة فكرية أكبر وأرحب وأراد الكاتب والمخرج أن يمنحا المسلسل انطلاقه تتجاوز بكثير قيود السياسة وإن كانت في عمقها لا تخلو بالقطع من سياسة.. مزج المخرج بذكاء بين لقطات تسجيلية وثائقية عما حدث في العراق وخاصة تلك التي ارتبطت بوزير الإعلام الأسبق في العراق "الصحاف" الذي شكل في وجدان العالم كله وليس فقط العربي حالة استثنائية دالة علي الحرب.. نعم كان يقدم مؤتمراً صحفياً أحياناً كل ساعة بأداء تمثيلي رائع وهو يصف المعركة بأن الأمريكان قد جاءوا لحتفهم.. ظل حتي اللحظات الأخيرة يصفهم بتعبير "العلوج" وهي الكلمة التي احتارت في إيجاد مرادف مقنع لها كل القواميس العربية والأجنبية!!
لم أر هؤلاء الفنانين الكبار الذين لعبوا البطولة من قبل بهذا البريق مثل "عابد فهد" ، "نيللي كريم"، "ندين سلامة" ، "بيير داغر" ، " ذو الفقار خضر" ، "وليد كمال" ، "أميرة فتحي" ، "توفيق عبد الحميد" ، "جواد الشكرجي" ، "حسناء سيف الدين".. أتذكر الممثل المصري "أحمد وفيق" الذي أدي دور طليق "نيللي كريم" سبق وأن عرفناه عند ظهوره كبطل مع "يوسف شاهين" في "سكوت ح نصور" ولم ينطلق بعدها وحصل علي فرص عديدة في التليفزيون والسينما وآخرها "دكان شحاته" لخالد يوسف" ودائماً ما كنت أشعر أنه لا يملك موهبة الأداء ولكنه مع "شوقي الماجري" استطاع أن يشحذ موهبته ليقدم أفضل ما لديه وأن يحيله إلي فنان ممثل قادر علي التعبير.. موسيقي "رعد خلف" تمنح المسلسل عمقاً وإبداعاً مع تفوق ملحوظ لعنصر الأزياء والتصوير.. إنه المسلسل الذي يستحق أن يكسب بلا منازع في ماراثون رمضان التليفزيوني ويحصل علي المركز الأول.
"الهدوء النسبي" يبدو وكأنه عنوان ليس فقط لفترات الراحة بين معركة ومعركة وقصف وقصف ولكنه هدوء أيضاً للمشاعر بين الأبطال.. إلا أن في الحالتين سواء علي أرض المعركة أو دنيا المشاعر يظل هدوءاً كاذباً لا يعبر عن الحقيقة.. فلا معركة توقفت لأننا لا نزال نشاهد العراق وهو يعيش معاركه ويحاول أن يسترد حريته كما أنه علي أرض المشاعر العاطفية لا تزال متأججة.. في الحالتين نعيش مع هذا المسلسل الذروة.. ذروة الحرب والحب!!
********
قبل الفاصل
تعقيب نهائي علي الرد
أثناء تواجدي لمدة ثلاثة أيام في مهرجان "فينسيا" نشرت "صوت الأمة" الرد الذي أرسله المحامي "سامي عبد الصادق" بتكليف من قبل الفنانة "نبيلة عبيد" ولم أكن أود التعقيب علي الرد فلا أتصور أن القارئ يشغله كثيراً هذا الأمر بالإضافة إلي إيماني بأنه لا يوجد رأي مطلق في الفن ومن حقي أن أري عملاً بزاوية رؤية وأن يملك آخرون زاوية مخالفة لقناعتي.. ولا بأس من كل ذلك ولهذا أشعر أن من حق الفنانة "نبيلة" أن تردد في نفسها وأمام أجهزة الإعلام أنها في مسلسل "البوابة الثانية" قدمت دوراً لا ينسي في مشوارها، من حقها المطلق أن تنظر للمرآة وتتغزل في أدائها.. فلا يوجد قانون يحول دون أن يحقق الإنسان متعته الشخصية بالثناء علي نفسه.. وأن يشاركها أيضاً البعض في الثناء عليها والإشادة بها أنا أؤمن بقول سيدنا "علي" كرم الله وجهه "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".. ولكن في رد الأستاذ "سامي" انتقل إلي مساحة أخري تجاوزت نقد النقد إلي نقد الشخص وقدم معلومات مضللة لا أدري من أي مصدر حصل عليها.. إنه يقول مثلاً أن انتقاد السيدة "نبيلة" يحقق للناقد الشهرة.. ما هي الشهرة المفترضة التي ينالها ناقد تناول عملا فنيا معروضا علي الناس ثم إنه لا توجد شهرة أساساً يحققها ناقد عندما يذكر سلبيات العمل الفني إذا كانت هذه السلبيات غير متوفرة في المسلسل المعروض أمامه سوف يفقد مصداقيته أمام القارئ.. إننا لا نتحدث عن عمل سري ولكن مسلسل يراه الناس في منازلهم والناقد إذا لم ينحاز للحقيقة يرفضه القارئ..
والحقيقة لم تكن "نبيلة عبيد" هي الوحيدة التي تلجأ إلي هذا السلاح مشيرة إلي أن من ينتقدها يسعي للحصول علي شهرة بعض الفنانات سبقن "نبيلة" في ترديد ذلك.. الناقد الذي يحترم كلمته يحصل علي هذا الاحترام أولاً من احترامه للقارئ.. الجزء الثاني الذي لم أدر ما هي مصادر الأستاذ "سامي" في الحصول عليه هو أن بعض الفنانين امتنعوا عن حضور تكريمهم لأنني ضيف بالمهرجان نفسه.. في حدود علمي أن الوحيد الذي فعلها هو الفنان "عادل إمام" اعتذر عن حضور المهرجان القومي هذا العام لأنه يكرم علي المسرح مع الناقدة الكبيرة "خيرية البشلاوي" وهو موقف مستهجن بالطبع أن يعتقد الفنان أنه يملك الاعتراض علي أحد في مكان آخر ومكانة أخري وأنا وغيري انتقدنا هذا السلوك الذي أقدم عليه "عادل" وكان يسيء له ولا يؤثر بالطبع علي مكانة الناقدة الكبيرة "خيرية البشلاوي" وما لا يعلمه القراء أن السيدة "نبيلة عبيد" تحرص علي إرسال تهنئة لي عبر التليفون في كل مناسبة وآخرها في بداية شهر رمضان ورددت عليها بالطبع بتهنئة مماثلة أي أنها قبل أن أنشر رأيي فقط بخمسة عشر يوماً كانت تعتبرني من الأصدقاء الذين تحرص علي تهنئتهم فهل ترسل تهنئة لإنسان ترفض أن تتواجد معه في مهرجان فما الذي حدث بالضبط بعد أن كتبت الرأي الذي حرصت فيه علي ألا أجرحها أو أمس تاريخها وكتبت أكثر من مرة أن تاريخ "نبيلة عبيد" مرصع بالعديد من الأفلام الهامة طوال مشوارها ولكني لا أتناول التاريخ أنا هنا بصدد عمل فني رأيت فيه الفنانة الكبيرة وهي غير قادرة علي التعبير الدرامي يخونها الأداء ولم أكن أنا الوحيد أو حتي الأول الذي يلاحظ ذلك ورآه ماثلاً أمامه.. أكثر من زميل سبقني وأشار إليه بل إنه علي موقع "الفيس بوك" عشرات من التعليقات تناولت جمود أداء "نبيلة عبيد" والحالة البلاستيكية التي سيطرت مؤخراً علي تعبيراتها.. أنا عندما أقول إن "نبيلة" تنتمي إلي مدرسة قديمة في فن الأداء فهذا لا يمكن أن يصبح في إطار التجريح ولكن الأستاذ "سامي عبد الصادق" المحامي يدرك أن التجريح والسب والقذف يتضمن عبارات أخري مثل اتهامه لقلم كاتب بأنه يبحث عن شهرة أو أنه يسخره للاعتداء علي الآخرين هذا هو التجريح بعينه ورغم ذلك فأنا أغلق تماماً هذا الملف وأترك التعليق للقراء وأن كنت أشك في أن أحد من الممكن أن يتذكر أنه قد شاهد مسلسلاً أسمه «البوابة الثانية»!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.