وفاة بشير صديق شيخ القراء في المسجد النبوي عن عمر ناهز 90 عاما    تطور جديد في أسعار الذهب بعد موجة الصعود القياسي بسبب الإغلاق الأمريكي    على خطى حماس، تلميح غامض من الجهاد الإسلامي بشأن خطة ترامب في غزة    بهدفين لا أجمل ولا أروع، المغرب يضرب البرازيل ويتأهل لثمن نهائي مونديال الشباب (فيديو)    ترتيب مجموعة منتخب المغرب بعد الفوز على البرازيل في مونديال الشباب    بعد بلاغ الأم، القبض على المدرس المتهم بالتحرش بتلميذ داخل مدرسة بالهرم    غلق وتشميع مقاهي ومحال مخالفة في حملة إشغالات مكبرة بالطالبية    بعد استبعاد المصريين، تركي آل الشيخ عن موسم الرياض: مفتوح للجميع على حسب احتياجنا نحن    شركة مايكروسوفت تطلق "وضع الوكيل الذكي" في 365 كوبايلوت    ترامب: على الجمهوريين استغلال فرصة الإغلاق الحكومي للتخلص من "الفاسدين لتوفير المليارات"    المسرح المتنقل يواصل فعالياته بقرية نزلة أسطال بالمنيا    «قولاً واحدًا».. خالد الغندور يكشف رحيل فيريرا عن تدريب الزمالك في هذه الحالة    البيت الأبيض: مناقشات حساسة تجري الآن بشأن خطة غزة    85 شهيدًا فلسطينيًا حصيلة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة خلال 24 ساعة    خطة ترامب لغزة.. قراءة تحليلية في وهم السلام وواقع الوصاية    بلاغ أم يقود لضبط مدرس متهم بالاعتداء على طفل فى الأهرام    متى يبدأ العمل بالتوقيت الشتوي 2025 رسميًا؟ استعد ل تغيير الساعة في مصر    سعر الذهب اليوم الخميس 2-10-2025 يصل لأعلى مستوى وعيار 21 الآن بالمصنعية    عبدالله مجدي الهواري: «بحب الفن ونفسي أبقى حاجة بعيد عن اسم أمي وأبويا»    مدير مستشفى معهد ناصر: نستقبل مليوني مريض سنويًا في مختلف التخصصات الطبية.    دعاء صلاة الفجر ركن روحي هام في حياة المسلم    أكاديمية «أخبار اليوم» في ثوبها الجديد.. وفرحة الطلاب ببدء العام الدراسي| صور وفيديو    النائب العام يلتقي أعضاء إدارة التفتيش القضائي للنيابة العامة.. صور    إصابة 4 عمال في حادث تصادم نقل وميكروباص أمام كارتة ميناء شرق بورسعيد    قرار هام بشأن شخص عثر بحوزته على أقراص منشطات مجهولة المصدر بالجيزة    السيطرة على حريق شب داخل مخلفات بعين شمس    زكريا أبوحرام يكتب: الملاك الذي خدعهم    4 أهداف.. تعادل مثير يحسم مواجهة يوفنتوس أمام فياريال بدوري أبطال أوروبا    رياضة ½ الليل| هشام يسلف الزمالك.. إيقاف تريزيجيه.. قائمة الخطيب.. والموت يطارد هالاند    رئيس مجلس المطارات الدولي: مصر شريك استراتيجي في صناعة الطيران بالمنطقة    شهادة صحفي على مأساة أفغانستان الممتدة.. جون لي أندرسون يروي أربعة عقود في قلب عواصف كابول    وصول وفد رسمي من وزارة الدفاع السورية إلى موسكو    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 للموظفين والبنوك والمدارس بعد قرار رئيس الوزراء    مرض اليد والقدم والفم (HFMD): عدوى فيروسية سريعة الانتشار بين الأطفال    تحذير لهؤلاء.. هل بذور الرمان تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي؟    أكلة مصرية.. طريقة عمل محشي البصل خطوة بخطوة    الخارجية التركية: اعتداء إسرائيل على "أسطول الصمود" عمل إرهابي    مايولو: سعيد بالتسجيل أمام برشلونة.. نونو مينديش قام بعمل كبير    «مقتنعوش بيه».. ماجد سامي: كنت أتمنى انتقال نجم الزمالك ل الأهلي    حل 150 مسألة بدون خطأ وتفوق على 1000 متسابق.. الطالب «أحمد» معجزة الفيوم: نفسي أشارك في مسابقات أكبر وأفرح والدي ووالدتي    انقطاع مؤقت للاتصالات قرب المتحف المصري الكبير.. فجر الخميس    هيئة مستقلة للمحتوى الرقمي ورقابة بضمانات.. 4 خبراء يضعون روشتة للتعامل مع «البلوجرز» (خاص)    ارتفاع أسعار الذهب في السعودية وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الخميس 2-10-2025    الجيش الإسرائيلي: إطلاق 5 صواريخ من شمال غزة واعتراض 4 منها دون إصابات    المطبخ المصري في الواجهة.. «السياحة» ترعى فعاليات أسبوع القاهرة للطعام    محافظ الشرقية يكرّم رعاة مهرجان الخيول العربية الأصيلة في دورته ال29.. صور    السكر القاتل.. عميد القلب السابق يوجه نصيحة لأصحاب «الكروش»    تسليم 21 ألف جهاز تابلت لطلاب الصف الأول الثانوي في محافظة المنيا    أحمد موسى يوجه رسالة للمصريين: بلدنا محاطة بالتهديدات.. ثقوا في القيادة السياسية    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    أرسنال بالعلامة الكاملة في الإمارات ينتصر بثنائية على أولمبياكوس    مدير معهد ناصر: اختيار المعهد ليكون مدينة طبية لعدة أسباب ويتمتع بمكانة كبيرة لدى المواطنين    اعتراضات على طريقة إدارتك للأمور.. برج الجدي اليوم 2 أكتوبر    أول تعليق من رنا رئيس بعد أزمتها الصحية: «وجودكم فرق معايا أكتر مما تتخيلوا»    ماذا كشفت النيابة في واقعة سرقة الأسورة الأثرية من المتحف المصري؟    تعرف على مواقيت الصلاه غدا الخميس 2 أكتوبر 2025فى محافظة المنيا    مجلس حكماء المسلمين: العناية بكبار السن وتقدير عطائهم الممتد واجب ديني ومسؤولية إنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الورثة غاضبون ومسلسلات السيرة الذاتية مستمرة
حكايات فنية يكتبها طارق الشناوى:
نشر في صوت الأمة يوم 19 - 09 - 2010

غضب الورثة تكرر في 2009 خلال عرض مسلسل «ليلي مراد».. ولكنه كان أكثر ضراوة في 2008 عندما هدد ورثة أسمهان بسوريا بإراقة الدماء والقصاص من صناع المسلسل
كما كان متوقعاً لم تستطع كل الدعاوي القضائية التي أقامها "محمد سيف الإسلام" إيقاف عرض مسلسل "الجماعة" الذي يتناول في جانب منه حياة والده "حسن البنا" مرشد الإخوان ومؤسس الجماعة الأول.. القضية التي شهدتها المحاكم من أجل إيقاف عرض المسلسل تأجلت إلي شهر أكتوبر القادم، أي أنها تتيح لصناع المسلسل عرضه مرة أخري قبل أن يقول القضاء كلمته النهائية.. صناع المسلسل الكاتب "وحيد حامد" والمخرج "محمد ياسين" لن يكتفيا بالجزء الأول بعد أن تعاقد "وحيد" مع الأبطال علي تقديم جزء ثان ليعرض في شهر رمضان القادم ومن المنتظر أن يبدأ التصوير مبكراً في شهر أكتوبر حتي لا تضيق المساحة الزمنية أمام المخرج مثلما حدث في الجزء الأول فيضطرون لحذف بعض مشاهد ليلحق بموعد العرض وسوف يبدأ التصوير وأمام الجميع متسع من الوقت ولن يكتفي "وحيد حامد" بجزء ثان هناك أيضاً كما أكد الكاتب وجود جزء ثالث في الطريق!!
استند ابن "حسن البنا" في دعواه التي شهدتها المحكمة إلي وقائع يراها هو متجاوزة للحقيقة، منها تقبيل أعضاء الجماعة يد أبيه وقدم مستندات تؤكد أن والده كان يرفض تماماً تلك الممارسات سواء كانت معه أو مع الآخرين، فهو يعتبرها تحمل تجاوزاً دينياً واجتماعياً.. كما أن مشهد استعطاف "حسن البنا" لرئيس الديوان الملكي لكي يوقف قرار حل جماعة الإخوان كان أيضاً مبالغاً فيه وذلك بتقديم شخصية "البنا" كانتهازي مستعد لأن يغير جلده في كل لحظة.. وقد انقسم الشارع في مصر والعالم العربي حول المسلسل وبالتأكيد كل المؤشرات تؤكد أن هناك مكاسب حققتها جماعة الإخوان المسلمين وهي تشكل نقاطا إيجابية لصالح الجماعة لم تكن أبداً في ذهن الدولة عندما سمحت بتقديم هذا المسلسل وبرغم أنه إنتاج خاص لشركة "الباتروس" فإن الجميع يعلم أن الدولة اعتبرته هو مسلسلها الأهم وهكذا أفردت له مساحة متميزة علي شاشتها وتم شراء حق العرض بأرقام تتجاوز سقف الأجور المتعارف عليه حيث وصل إلي 4ملايين دولار كما أن اشتراك أكثر من نجم كضيف شرف مثل "منة شلبي" ، "كريم عبد العزيز" ، "أحمد حلمي" بالإضافة إلي المساعدة التي قدمها عدد من المخرجين لمخرج المسلسل "محمد ياسين" مثل "شريف عرفة" و"مروان حامد" من أجل إنجاز المسلسل في توقيت العرض الرمضاني .. كل هذه مؤشرات ودلائل تؤكد أن الدولة لم تكن أبداً بعيدة عن هذا المسلسل وموقفها المعارض للجماعة يستتبع في نفس الوقت الترحيب بإنتاج المسلسل.. النقطة الإيجابية التي استفادت منها "الجماعة" هي أن الناس لأول مرة تعرفت علي فكر "حسن البنا" حتي لو شاب ذلك الفكر، كما قدمته المعالجة التليفزيونية، قدراً من التشويش وذلك لأن الناس لديها إحساس مسبق بأن الدولة من المؤكد تكره الإخوان ولهذا سوف تشوه توجهاتهم وأفكارهم وقد أدي هذا إلي أن هناك قدرا من التعاطف أعلن عن نفسه كما أن "وحيد حامد" لم يستطع أن يغفل بعض الجوانب الإيجابية في شخصية "البنا" حتي لا يتهم بتشويهها كاملاً فيقدم في الشخصية جانباً إيجابياً يعقبه جانب سلبي وأدي هذا رغماً عن وجهة النظر الرسمية إلي أن هناك قدرا من التعاطف مع "حسن البنا" باعتباره رجلا كان يرفع راية الإسلام في العالم كله.. الجانب الإيجابي الآخر الذي لم ينتبه إليه الإعلام الرسمي هو أن جماعة الإخوان كان التليفزيون والصحف القومية يصفونها بالمحظورة ولكن لم يعد هذا التعبير جائزا الآن فكيف تعتبر محظورة والتليفزيون لا يكف عن وصفها بالجماعة؟!
أهم ما طرحه هذا المسلسل بعيداً عن أفكار "الجماعة" هو: إلي أي مدي يملك الورثة أوراقاً مؤثرة في مصير الدراما خاصة كما رأينا - أنه لم يتم إيقاف أي عمل فني أثناء عرضه؟.. إلا أن السؤال هو: هل الورثة هم فقط أصحاب الرأي الوحيد والصائب عن وريثهم؟ لو تتبعنا الأعمال الدرامية سينمائياً وتليفزيونياً سوف نكتشف أن الورثة لم يرضوا طوال التاريخ عما يقدم من أعمال فنية إلا فيما ندر، فمثلاً فيلم "السادات" لاقي ترحيباً من أسرة الرئيس "السادات" لأن السيدة "جيهان السادات" كانت تتابع كل التفاصيل بل كانت هي أحد المصادر الرئيسية في صناعة السيناريو وسمحت لفريق العمل بالتصوير في نفس الأماكن التي شهدت الأحداث في بيتها.. أيضاً فيلم "ناصر56" وافقت عليه أسرة الرئيس "جمال عبد الناصر" بينما تعالي صوت ورثة "عبد الناصر" بالاحتجاج ضد فيلم "جمال عبد الناصر" الذي لعب بطولته "خالد الصاوي" وأخرجه السوري "أ نور القوادري"، الغضب هو دائماً صاحب الصوت الأعلي، فحتي في مسلسل "الملكة نازلي" ظهر حفيد لأحمد حسنين باشا الذي أدي دوره "كمال أبو رية" وكان زوجاً للملكة "نازلي" قبل أن يرتبط بقصة حب طويلة مع "نازلي" أغضبت الملك.. قال حفيد "أحمد حسنين باشا" مدافعاً عن جدته "لطفية" التي تركها "أحمد حسنين باشا" للزواج من "نازلي" ان جده كان يحب أكثر جدته، مصححاً اسمها الحقيقي "لطفية" وليست "لطيفة" كما ذكر في المسلسل.. المؤكد بالطبع أن المعلومة الثانية صحيحة تماماً ولكن اختلط الأمر علي الكاتبة "راوية راشد" لأن اسم "لطفية" غير شائع.. أما مسألة أنه أحب جدته أكثر فهذا كما هو واضح نوع من الدفاع عن جدته التي أهانتها بالتأكيد "نازلي" عندما طلقها "أحمد حسنين باشا" بسببها!!
أعادنا هذا الغضب المعلن من الورثة إلي ما سبق تكراره تقريباً في كل رمضان، حيث اننا نعيش نفس المشكلة في العام الماضي، فمثلاً كان التليفزيون يقدم حياة اثنين من المشاهير "ليلي مراد" و"إسماعيل يس" شارك في كتابة مسلسل "إسماعيل يس" ابنه الراحل "يسن إسماعيل يس" واشترك في كتابته أيضاً "أحمد الإبياري" ابن "أبو السعود الإبياري" صديق "إسماعيل يس" وهكذا لم نسمع أي اعتراض خاصة أن "ياسين" الابن الوحيد لإسماعيل يس كان قد رحل قبل عرض المسلسل بأكثر من عام.. بينما ورثة "ليلي مراد" أقاموا دعوي قضائية ظلت تتردد طوال أحداث المسلسل مؤكدين أن هذه ليست "ليلي مراد" وليس هذا هو جدهم "زكي مراد" وهددوا هم أيضاً بتقديم مسلسل يتناول حياة "ليلي مراد" إلا أن ما حدث هو أننا لم نر شيئاً والدعوي القضائية انتهت إلي لا شيء وأغلب الظن أن مشروع المسلسل كان مجرد تهديد لصناع مسلسل "ليلي مراد".. في رمضان الذي وافق عام 2008 كان الأمر أشد ضراوة بل ودموية حيث ان ورثة "أسمهان" و"فريد الأطرش" في جبل "الدروز" بسوريا هددوا بإراقة الدماء ولم يكتفوا فقط بإقامة دعوي قضائية علي صناع مسلسل "أسمهان" فلقد هددوا بالقصاص من صناعه والتهمة الجاهزة دائماً هي أنهم يشوهون وريثهم وقالوا ان كل ما ذكر من تفاصيل بالمسلسل عن سلوك "أسمهان" مأخوذ عن كتاب للكاتب الصحفي "محمد التابعي" لا يستند للحقيقة في شيء إلا أن ما حدث هو أن كل شيء انتهي ولا يوجد أي أثر يذكر لتلك القضايا التي أقيمت في مصر وسوريا ضد المسلسل بل إن تهديداتهم المباشرة بالاغتيال لكل من "سلاف فواخرجي" و"عابد الفهد" و"فراس إبراهيم" أبطال المسلسل انتهت إلي مرحلة الصلح وهو ما تكرر في رمضان أيضاً في العام الذي قبله عندما قدم مسلسلا "حليم" و"السندريللا" وشاهدنا غضبا ودعاوي قضائية ومطالبة بتعويض مادي عن الحلقات وبالفعل حصل الورثة علي قرابة 200 ألف دولار من صناع مسلسل "السندريللا" ثم انقلبوا عليهم وتعددت المشكلات التي يثيرها الورثة دائماً ولم يسلم أي عمل فني منها حتي مسلسل "أم كلثوم" الذي عرض عام 2000 وحقق نجاحاً جماهيرياً ضخماً ولا يزال إلا أن ما حدث وقتها هو أن ورثة "أم كلثوم" أيضاً طالبوا التليفزيون المصري بعدم عرض الحلقات ومنع تصدير المسلسل للعرض في أي دولة عربية.. حدث ذلك قبل بداية رمضان بأربع وعشرين ساعة ولم يلتزم أحد بما أراده الورثة ولم تمض سوي عشرة أيام فقط حتي فوجئ الجميع بهذا النجاح الطاغي الذي حققه المسلسل مع الناس في مصر والعالم العربي وعلي الفور تحولت الدعوي القضائية إلي حفل سحور يوجه إلي صناع المسلسل: الكاتب "محفوظ عبد الرحمن" والمخرجة "انعام محمد علي" والأبطال "صابرين" و"أحمد بدير" و"كمال أبو رية" وبالطبع هذه النهاية السعيدة ليست متوقعة مع أغلب المسلسلات التي نراها حالياً، خاصة "الجماعة" الذي انتهي الجزء الأول منه بغضب عارم من الورثة وأيضاً من أعضاء "الجماعة" وعدد من المتعاطفين معهم.. وأتصور أن كل ذلك لن يسفر عن شيء سوي ترقب للجزء الثاني الذي يبدأ عند لحظة اغتيال "حسن البنا" ويصل إلي ما يجري الآن لتتجدد مرة أخري في كل رمضان قضايا الورثة في المحاكم وكأنها طقس رمضاني مثل صوت مدفع الإفطار وطبلة المسحراتي!!
************
الخالدان «الصاوي» و«صالح» ولقاء مرتقب
· بداية كل منهما كانت شديدة التميز بين دور القاضي لصالح.. والطبيب النفسي للصاوي
قبل أن يبدأ شهر رمضان بأيام قليلة شاهدت الحلقة رقم "25" من مسلسل "أم كلثوم" وبالطبع تابعت المسلسل كاملاً عندما عرض قبل 10 سنوات ولكن هذه المرة وجدت نفسي منجذباً إلي تلك الحلقة.. كان فيها "خالد صالح" يقف أول مرة أمام الكاميرات في التليفزيون حيث يؤدي دور الشاعر الكبير "مأمون الشناوي".. كان "خالد الصاوي" قد سبقه بخطوات قليلة فأسندت له المخرجة "انعام محمد علي" دوراً أكبر في مساحته، حيث أدي شخصية الصحفي الكبير "مصطفي أمين".. تتبعت الخالدان في المساحة القليلة لهما في تلك الحلقة ثم قفزت 10سنوات لأجدهما في رمضان2010 قد صارا يقفان في مقدمة الصف بين جيلهما علي الشاشة الصغيرة بعد أن أصبحا نجمين بحالة إبداعية مميزة علي الشاشة الكبيرة.. في رمضان شاهدنا "خالد الصاوي" بطلاً في "أهل كايرو" وخالد صالح هو بطل "موعد مع الوحوش" المسلسلان حققا أعلي درجات المشاهدة وأكدا صدارة الخالدين بموقع متميز علي الخريطة التليفزيونية.. ورغم أن المواصفات المتعارف عليها والتقليدية للنجم لا تنطبق علي أي منهما إلا أنهما استطاعا أن يفرضا قانونهما الخاص علي الوسط السينمائي وبعدها التليفزيوني.. قرأت أكثر من مرة أن الخالدين - الصاوي وصالح- سوف يجتمعان قريباً في فيلم واحد واستبشرت خيرا، فهما من أكثر النجوم قدرة علي الانتقاء الفني وبداخلهما صوت الممثل يعلو دائماً علي صوت النجم.. لديهما في هذه الرحلة إخفاقات ولا شك إلا أننا بصدد فنانين نحترم توجههما.. أتصور أنهما قد حسما معركة النجومية بمدلولها القاسي والقاصر الذي يعني اختيار فيلم مصنوع فقط علي مقاسهما.. كل منهما لديه قدرة علي الانتقاء ولا يقف فقط منتظراً البطولة، فمثلاً "خالد الصاوي" شاهدته قبل شهر ونصف الشهر في فيلم "الكبار" بطولة "عمرو سعد" يقدم دوراً مميزاً بينما "خالد صالح" يلعب دوراً رئيسياً في فيلم "ابن القنصل" بطولة "أحمد السقا" الذي يعرض بعد نحو شهرين.. نعم كل منهما تعرض عليه البطولة إلا أنني أعتقد أن مساحة الاختيار تتيح لكل منهما أيضاً أن يقف بجوار نجم جماهيري مثل "حلمي" ، "السقا" ، "كريم" لاقتناص دور ليس بالضرورة يشغل المساحة الأكبر علي الشاشة وهكذا نجد أنهما قد تمردا علي ملامح البطل التقليدية في الاختيار.
بدايات "خالد الصاوي" و"خالد صالح" كانت لافتة جداً في أدوارهما الصغيرة .. أتذكر مشهداً في فيلم "محامي خلع" كنت حاضراً مع كل من الراحل الكاتب الكبير "عبد الحي أديب" والمخرج الكبير "توفيق صالح" والناقدة الكبيرة "ماجدة موريس" وذلك في أحد اجتماعات لجنة المهرجانات التابعة لوزارة الثقافة وفجأة شاهدنا لقطة واحدة لخالد صالح يؤدي در قاض وقلنا جميعاً في نفس اللحظة كيف لهذا الممثل الناشئ أن يمتلك كل هذه الطاقة التعبيرية؟!.. بعدها شاهدنا "خالد الصاوي" في مشهد مع أحمد حلمي "كده رضا" في دور الطبيب النفسي مع ملك الكوميديا الجديد.. استطاع "الصاوي" أن يصبح هو مفجر الضحك في هذا المشهد.
في فيلم "الفرح" قدم "خالد الصاوي" مشهداً بعد أن علم بموت أمه فكان يبدو في أدائه الدرامي وكأنه يجسد بيت الشعر الشهير "كالطير يرقص مذبوحاً من الألم".. الخالدان "الصاوي" و"صالح" أعلنا أن لديهما مشروعا لفيلم سينمائي قادم يجمعهما معاً بعد أن صارا بطلين.. أعتقد أن اللقاء يستحق منا الانتظار!!
**********
أبو بلاش سيبك منه
في عدد من برامج التليفزيون التي عرضت في رمضان اضطر التليفزيون إلي أن يدخل إلي السوق يدفع مقابلاً لضيوفه بعيداً عن نظام الخواطر والذي كان هو السائد طوال تاريخ التليفزيون.. بدأنا نقرأ عن أجور يدفعها التليفزيون المصري لضيوفه من النجوم في عدد من البرامج.
وأعتقد أن الأرقام المعلنة حتي لو كانت بها مبالغة إلا أن التليفزيون لأول مرة قرر اقتحام مجال المنوعات وهو مدعم بالأموال حيث انه طوال السنوات الماضية كان يعتمد علي نظرية "عشان خاطري" وفي العادة صاحب الخاطر صحفي يستغل علاقته بالفنانين من أجل إقناع الفنان بالموافقة علي الذهاب إلي الاستديو.. في العادة أيضاً يهرب كبار النجوم ولا يتبقي إلا أنصاف النجوم والباحثون عن الشهرة أو الذين فاتهم القطار ولا يجدون سوي التليفزيون الذي يقبل باستضافتهم.. هؤلاء هم ضيوف تلك البرامج الذين يرضون بأبو بلاش.. ورغم ذلك نجد أن الحوار غير متعادل بين القوتين .. فنان يعلم ويري كيف يدلله المعد والمذيعة للحصول علي موافقته المجانية بينما يحصل زميله النجم المطلوب خارج برامج "ماسبيرو" علي الآلاف من القنوات الأخري.. لقد أسفرت تلك الحالة خلال السنوات الماضية عن ظهور نوع من الفنانين فاقدي الجماهيرية أو الذين انحسرت عنهم النجومية .. هؤلاء نجدهم منتشرين علي قنوات التليفزيون الرسمي يلبون أي نداء بل أنا أعرف مطربا وملحنا أجر شقة مفروشة بجوار "ماسبيرو" ومنح رقم تليفونه لكل المعدين فهو جاهز دائماً هو وعوده لاقتحام "ماسبيرو" وفي أي لحظة يريدونه فيها إلا أنك برغم ذلك سوف تجد بين الحين والآخر فنانا من الكبار متواجداً علي شاشة "ماسبيرو" وذلك لأنهم يستخدمون لإقناعهم سلاح "حب مصر".. يهددونهم بحب مصر.. يلقون في وجههم بهذه الورقة.. هذا تليفزيون مصر وأنت تحب مصر وينبغي أن تقف مع تليفزيون مصر.. وإذا تفضل الضيف وجاء من أجل عيون مصر فهو يشترط حصوله علي وصلة « دلع حجم عائلي» قبل عرض البرنامج ويحذف ويضيف ما يريده من الأسئلة وأحياناً يلجأ التليفزيون إلي ممارسة العنف مع النجوم الهاربين من برامجه مثلما حدث مع "أحمد السقا" الذي اعتذر قبل عامين عن إحدي حلقات "البيت بيتك" فصار ممنوعاً ولكنه بعد أن سجل لهم عاد مرة أخري.. المعادلة في هذه الحالة ينقصها الاحترافية لأنه علي الجانب الآخر فإن هذا النجم يدخل إلي باب استديو القنوات الفضائية الخاصة باعتباره جزءا من العمل، فهو يحصل علي أجر مقابل الوقت ويعلم جيداً أن سعر الفنان يتأثر بترمومتر أدائه في البرنامج صعوداً وهبوطاً.. كما أن القنوات الأخري المنافسة تتعامل مع الفنان كصاحب قدرة علي الجذب الجماهيري أو الطرد الجماهيري، فهو حريص علي أن يبلي بلاءً حسناً بعد البرنامج حتي يزداد الطلب عليه في برامج أخري تدفع له آلاف الدولارات.. كل شيء يخضع لحساب دقيق جداً وفي النهاية تتساوي الكفتان بين القناة التليفزيونية الخاصة والفنان.. نعم قد تسألون عن القصور في برامج "ماسبيرو" والذي نراه في فقر الإعداد وتدني ثقافة المذيع وتضاؤل قدرته علي أن يقتنص الأسئلة من الضيف .. كل ذلك آراه ماثلاً أمامي علي الشاشة حتي في عدد لا بأس به من البرامج الخاصة إلا أننا نخسر ضربة البداية وهي أن يأتي الضيف أولاً إلي البرنامج وهو مدرك أنه لا يمنح "ماسبيرو" حسنة عليهم أن يشكروه عليها.. نعم "أبو بلاش سيبك منه"!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.