ستكمالا لما يلاحق مسلسل' الجماعة' من تهديدات من قبل رموز جماعة الإخوان المسلمين, والتي بدأت فور إعلان وحيد حامد كاتب السيناريو عن الاستعداد لكتابته, تقدم أحمد سيف الإسلام نجل حسن البنا ابإنذار علي يد محضر ضد كل من وحيد حامد, مؤلف العمل, ومحمد ياسين, المخرج, وشركة الباتروس للإنتاج الفني, لتمكينه من قراءة سيناريو المسلسل ومشاهدة ما تم تصويره من حلقات, وأكد في إنذاره أنه سيتخذ الإجراءات القانونية لوقف عرض المسلسل إذا لم ينصاع صناع العمل لرغبته في مراجعة السيناريو والحلقات المنجزة منه. وكانت ردود أفعال عنيفة ضد المسلسل قد بدأت فور الإعلان عن استعداد وحيد حامد لجمع المراجع اللازمة لكتابة سيناريو عن جماعة الإخوان المسلمين, بما لها وما عليها, حيث أكد حامد في عدد كبير من وسائل الإعلام تقديره الكبير لمؤسس الجماعة حسن البنا, وأشار إلي أن رغبته في كتابة مسلسل عن الجماعة تؤكد حرصه علي تقديم رؤية درامية نقدية للجماعة التي دخلت عقدها التاسع حيث تأسست عام1928 بما يجعلها عرضة لحكم التاريخ باعتبارها جزء من تاريخ مصر المعاصر. وتمثلت ردود الفعل في تهديدات من رموز الجماعة وأنصارها طال الكاتب باتهامات ليس أكثرها العمالة للحكومة, لدرجة أن يكتب د. محمد جمال حشمت عضو مجلس شوري الجماعة علي موقع إخوان أون لاين' ليس من المقبول أن يتصدر لكتابته أي المسلسل أحد الكارهين والمجاهرين بذلك', وفي نفس المقال يتهم حشمت لجنة السياسات بالحزب الوطني بالوقوف خلف إنتاج المسلسل بدعوي تشويه صورة الجماعة قبل انتخابات الشعب العام الجاري, كما يصف المسلسل ب' الدراما المنحازة التي تعرض تاريخ جماعة الإخوان برؤية منحازة مصبوغة بالشك والكره' رغم أنه حتي كتابة سطوره يعترف بأن حامد' لم يسمح لأحد بالإطلاع علي السيناريو' ما يشي بأن هناك موقفا مسبقا من المسلسل محركه الاعتقاد في' نظرية المؤامرة' بدليل أن كاتب المقال يضع عمل حامد الدرامي ضمن مخطط واسع المدي للهجوم علي الإسلام يبدأ من أحداث11 سبتمبر! إنذار نجل حسن البنا أثار حفيظة المثقفين والمهتمين بحرية الإبداع في مصر, الذين رأوا في هذا الإجراء حجر علي المبدع والعمل, وأكدوا جميعا أن من حق أي كاتب أو مبدع أن يتناول الشخصيات التاريخية لأنها جزء من التاريخ الوطني. في البداية قال الكاتب خيري شلبي' لا أعتقد أن من حق الورثة الحجر علي هذا الإبداع' وأكد أن محاربة المسلسل بدأت منذ الإعلان عن كتابته, إذ أن الورثة تلاحقه بالإنذارات والتهديدات, وأكد شلبي' أنه قانونا من حق الكاتب أن يعرض عمله ثم ينظر في أمره بعد ذلك, إذا كان هناك إساءة متعمدة فيخضع للمساءلة القانونية, أما أن نبادر بإيقاف العمل قبل أن يعرض فهذا غير مقبول, ووحيد حامد لم يؤلف العمل عن حسن البنا فقط لكن المسلسل عن الجماعة, وهؤلاء أصبحوا ملكا للتاريخ, ومن حق أي مبدع أن يتناول هذه الشخصيات تناولا إبداعيا, أو تاريخيا, ومن حق من يري أنه قد أصيب بأذي أن يتقدم للقضاء بعد العرض وليس قبله, وقد أعلن وحيد من قبل أنه مستعد للمثول أمام القضاء في حال وجود أية تهمة, ومن الإنصاف أن يترك العمل للعرض أولا'. كما أكد الكاتب سعيد الكفراوي أن حسن البنا جزء من التاريخ الحديث, فقد طرح أفكارا وصنع لها منهجا وأقام لها بنية فكرية استمرت حتي حل الجماعة في الخمسينيات ويوضح' تناول هذه الشخصية إبداعيا تناول لجزء من تاريخ مصر مثل تناول تاريخ الملك فاروق أو محمد علي وغيره من الشخصيات التاريخية, والبنا مهما كانت نظرتنا إليه هو جزء من التاريخ المعاصر لمصر, ثم ينظر بعد عرض المسلسل إذا كان وحيد حامد موضوعي ونظر للتاريخ كمادة للفن أم أنه خرج عن الحقيقة الواقعة وكان مدعي علي الشخصية أو الجماعة وهنا يتدخل القانون أو أي نوع من أنواع النقد في الحكم علي العمل الفني وليس باعتباره عملا سياسيا, ولكن باعتباره جزءا من عمل درامي مصنوع بقصد طرح أسئلة وصياغة مرحلة من مراحل الواقع المصري فليس من حق الورثة الاتهام قبل مشاهدتهم المسلسل. ومن جانبه قال الكاتب مكاوي سعيد' لا يمكن الحكم علي المسلسل حاليا فلم يتبين هو مع أم ضد, وهذا لا يحدث إلا بعد العرض إذا ظهر للورثة حق, ولو هناك اتجاه لوقفة أو الرد عليه فيكون هذا بإبداع موازي وليس قضائيا, لكن استخدام القانون لإيقاف أعمال إبداعية أمر مرفوض, لأن الشيخ حسن البنا شخصية عامة ومن حق أي مبدع أن يتناولها, ولا يجب أن تتدخل الأسرة في منع العمل'. ويري الكاتب كمال رحيم' أن حسن البنا شخصية نكن لها كل احترام وتقدير وهو أحد الزعماء الدينيين والسياسيين, لكن لا يمكن أن تتدخل أي جهه في عمل المبدع لأن ما يقدمة المبدع هو خليط من الحقيقة والخيال, وما يحدث هو حد من الإبداع, ولا يمكن محاسبة المبدع إذا لم يثبت مخالفته لأشياء تاريخية محققة, وكاتب السيناريو لا يرصد التاريخ لأن العمل الإبداعي ليس كتاب تاريخ, لكنها رؤية للمؤلف عن البنا والجماعة في فترة تاريخية معينة, فالمبدع من حقة أن يكتب طالما لم يخالف الحقيقة الفنية. أما الكاتب إبراهيم عبد المجيد فيري أن هذه مسألة تحكمها القانون الذي لا يعطي للورثة الحق في الإعتراض لأن البنا شخصية عامة ومر علي وفاته أكثر من50 عاما, لكن كعادة أي ورثة دائما ما تهاجم العمل الأدبي إذا تناول أحد أفراد أسرتها, لكن الشخصيات العامة مثل حسن البنا ملك للجميع, وإن كان لدي أحد وجهة نظر مخالفة يمكن له أن يكتبها أو يعرضها بأي وسيله متاحة, فعشرات الكتب تم تأليفها عن البنا والجماعة وعن هذه الفترة التاريخية ولم يظهر أحد ليعترض. واتفق معه الكاتب يوسف القعيد والذي أوضح قائلا' إن هناك فرقا بين الشخصية العامة والخاصة, ولا يستطيع أحد أن يمنع مجهود مبدع من الظهور, وليس من حق الورثة إيقاف المسلسل ومنع عرضه لأن البنا شخصية عامة, واذا كان هناك رأي بإيقاف تصوير المسلسل يجب أن يكون هناك مطاعن واضحة ومحددة.