رغم الخوف والقلق والذعر الذى ينتاب جموع الشعب ورغم الدعوات التى يطلقها البعض من الموتورين والفوضويين للزحف يوم 25 يناير الذكرى الأولى للثورة العظيمة التى قام بها الشعب للتخلص من الطاغية وزبانيته.. ورغم الدعوات غير المسئولة بضرورة انهيار الدولة المصرية، فإننى متفائل أن الشعب المصرى العظيم سيتصدى لكل هذه المحاولات من البعض الذى لا يؤمن بقواعد الحرية والديمقراطية، فهؤلاء الذين يمثلون أقلية يريدون فرض رأيهم على الأغلبية، وإذا كان البعض من هؤلاء الثوريين الفوضويين توقف بهم الزمن عند الثورة البلشفية التى قامت فى الاتحاد السوفيتى فى الفترة من فبراير حتى نوفمبر 1917.. لا يقرأون التاريخ جيداً فالذى دعا لانهيار الدولة وتآكلها هو لينين فى كتابه الشهير «الثورة والدولة» لأن الدولة السوفيتية التى خرجت منها هذه الفكرة لم تنهار ولم تنهار السلطة ولم تسيطر طبقة البروليتاريا ولا طبقة الفلاحين ولم تتآكل السلطة، حتى انهار النظام الشيوعى فى ثمانينات القرن الماضى وأعقبه نظام ديمقراطى ولأن الفوضويين المصريين لا يقرأون التاريخ جيداً.. ولم يطوروا أنفسهم، لذلك نبشرهم بأن الدولة المصرية والجيش المصرى العظيم لن ينهار وسيتلقى هؤلاء صفعة مدوية لأن الشعب المصرى لن يسمح بأن ينهار النظام وسيدافع عن دولته بكل ما أوتى من قوة، وسيلفظ الشعب هؤلاء الذين يحملون أجندات خارجية لا تبغى لمصر الخير، وأنا متأكد أن كل التيارات السياسية من تيار دينى إلى تيار ليبرالى إلى تيار يسارى وقبل هؤلاء المصريون جميعاً فى القرى والنجوع والأحياء الشعبية والعشوائيات سيكونون خط الدفاع الأول ضد المخطط القذر الذى يهدف لانهيار الدولة المصرية، وقد بدأت بشائر هذا بالتصدى لهؤلاء المهيّجين والمحرضين فى الأحياء الشعبية فى إمبابة وطلعت حرب والمهندسين وفى محطة الرمل وفى كرموز بالإسكندرية، لأن الحس الوطنى والشعور القومى عند البسطاء من أهلنا يعرف الطيب من الخبيث، لذلك أقول إن 25 يناير القادم سيكون العيد الأول للثورة وسيحتفل به الشعب المصرى بكل طوائفه لتخليد ذكرى الشهداء والمصابين الذين سالت دماؤهم دفاعا عن حرية وكرامة الوطن، وسيكون مصير المحرضين والمهيّجين مزبلة التاريخ، لذلك أنا متفائل.. لأننى أراهن على الشعب المصرى العظيم!