هذا الوطن ليس مسجلاً فى الشهر العقارى باسم البعض ممن يملأون الدنيا صراخًا وضجيجًا.. كما أنهم ليسوا مركزًا للجودة يمنحون شهادة الأيزو فى الوطنية لمن يشاؤون ويحجبونها عمن يشاؤون!.. أليس من التبجح أن ينصب هؤلاء أنفسهم دون غيرهم أوصياء على هذا الوطن.. ويلوكون بأفواههم كلمة الوطن والوطنية حتى باتت تخرج كريهة من أفواههم!.. أقول هذا الكلام بمناسبة ردود أفعال البعض حول “الغلاف الصادم” لمجلة أكتوبر الأسبوع قبل الماضى، والذى حمل كلمة واحدة فقط هى.. “المحرضون”!!.. و قد تابعت طوال الأيام الماضية على الإنترنت وصفحات بعض الجرائد، المعركة المحتدمة حول الغلاف وما حمله من صور لشخصيات اختلف حولها الجميع ما بين مؤيد ومعارض..! والطريف أن بعض هؤلاء المحرضين وضع الغلاف على صفحته على الفيس بوك أملاً فى أن ننال أكبر قدر من الشتائم فخاب ظنه؛ لأن بعض من دخلوا على الصفحة أيدونا وأيدوا الغلاف، وما حمله من إشارة إلى بعض من يهيجون الشارع المصرى عَمّال على بَطّال سواء فى أحاديثهم الساخنة فى الفضائيات أو فى مقالاتهم النارية فى بعض الصحف، ويشنون، دون مبرر، حملات لتشويه صورة قواتنا المسلحة، بل وسب قياداتها، بالأم والأب، تحت دعوى حرية الرأى..!! والغريب أن بعض المحرضين، الذين لا يستحون، لجأوا للأسطوانة المشروخة "إياها" بوصمنا بكل صفات "العمالة" للقوات المسلحة ولأمن الدولة، فى مقالات كتبوها فى بعض الصحف اليومية، وهو كلام عبيط، لامؤاخذة، لأنهم يتحدثون عن قواتنا المسلحة الباسلة، ومجلسها العسكرى، وكأنهم يتحدثون عن جيش الدفاع الإسرائيلى ومجلسه العسكرى، فمن يكتب كلمة واحدة لصالح الاستقرار وضرورة بقاء المجلس العسكرى فى هذه المرحلة الانتقالية الحرجة من تاريخ الوطن لحين انتهاء الانتخابات البرلمانية والرئاسية واكتمال منظومة البناء الديمقراطى والدستورى وتسليم السلطة فى الموعد المحدد وهو 30 يونيو القادم، يتهمونه بأنه "عميل" للجيش.. وهى بالمناسبة.. تهمة، لا أنكرها أنا شخصياً، وشرف أدعيه؛ لأننى أعلم جيداً ومعى ملايين المصريين ماذا فعل جيشنا العظيم لمصر وماذا قدم ويقدم أبناؤه من تضحيات بالروح والدم لحماية تراب الوطن الغالى، ومعه كرامتنا وعزتنا وأمجادنا.. إننا لا يجب أن ننساق وراء المهيجين والمحرضين الذين يريدون أن يشعلوها ناراً، ويحرضوا الشعب آناء الليل وأطراف النهار على الصدام مع قواته المسلحة الباسلة راسمين صورة بشعة بغيضة، لهذه القوات، لا توجد إلا فى مخيلتهم المريضة؛ فجنود القوات المسلحة كلهم بلا استثناء، كما يدعون، يسحلون البنات ويجرونهن عرايا أمام الكاميرات، ويمرمغون شرف مصر فى الوحل، ويقتلون الشباب الطاهر بدم بارد، ويقذفون المعتصمين بالطوب والحجارة، بل ويتبولون عليهم، أى والله هكذا يدعون.. وهو كلام حتى وإن حدث من البعض، وهو مالم يثبت حتى الآن لأنه محل تحقيق فى القوات المسلحة، فهو لا يخرج عن كونه تصرفاً فردياً محكومًا بظروفه الضاغطة لا يجوز ولا يعقل أن ينسحب على كل جنود قواتنا المسلحة البواسل. ان الذين ركبوا الثورة.. يملأون الفضائيات ضجيجاً وصراخاً وتحريضاً للشعب على كل شىء، ويتهمون كل من يخالفهم الرأى بكل أنواع الاتهامات، مما دفع الثوار الحقيقيين إلى التوارى خجلاً من المشهد كله الذى أغرق مصر، أو كاد، فى حالة من الالتباس والفوضى أرهقت البلاد والعباد ومن بعدهما ومن قبلهما الاقتصاد الذى كاد أن يتهاوى، وبتنا نبحث، ولن أقول نتسول، قروضاً من هنا وهناك بعد أن تخلى عنا الشقيق قبل الصديق!! إننى لن أخاطب المحرضين والمهيجين ولن أطالبهم بأن يتقوا الله فى مصر؛ لأنهم يدركون ما يفعلون، وفق مخطط مرسوم، وكل أملهم هو أن يحدث الصدام الكبير بين الشعب وقواته المسلحة، وأن تحدث حرب أهلية.. لا يستفيد منها إلا أعداء الوطن والخونة الذين باعوا ضمائرهم بالدولار والدينار والريال والدرهم..! لهؤلاء أقول فقط كفاكم أسطوانات مشروخة واتهامات "معلبة" سابقة التجهيز أكل عليها الدهر وشرب.. فأسطواناتكم المشروخة لن تخيفنا واتهاماتكم لن تثنينا عن مواصلة رسالتنا المعتدلة من أجل استقرار وأمن وأمان هذا الوطن. بقيت كلمة أتوجه بها لكل وطنى مخلص فى هذا البلد: لا تنساق لحملات التحريض.. ولا تفقد ثقتك فى جيشك وقواتك المسلحة الباسلة.. وعد إلى مواقع الإنتاج حتى تحقق ثورة يناير المباركة أهدافها النبيلة فى الحرية والكرامة والعدل.. والعيش الكريم.. حمى الله مصر وشعب مصر..