كتبت: اميرة داود : شعرت بالسعادة الغامرة عندما تقابلت مع الكثير من أفراد عائلتى فى عيد الأضحى فى «بيت العيلة» فى قريتنا الصغيرة بمحافظة الدقهلية، فقد مر وقت كثير منذ ان رأيتهم آخر مرة، تبادلنا الحكايات والقصص والضحكات التى تخرج من القلب، وجميعنا تقريباً رددنا نفس العبارة «يااااااه إحنا ليه مش بنتجمع كتير»، فللأسف مشاغل الحياة ومشاكلها تأخذ كلاً منا إلى حيث يعيش ويعمل، وتمر الأيام والشهور بل والسنون أحياناً دون أن نرى بعضنا البعض. ولكن لماذا نستسلم لهذه المشاغل والهموم، هل سيكون محور حياتنا هو العمل والدراسة فقط دون أن ننتبه إلى أن الحياة بها الكثير من الأشياء الجميلة التى يجب أن نستمتع بها، وأهمها «العيلة»، لقد وصلنا إلى مرحلة أن أفراد الأسرة الواحدة قد لا يرون بعضهم البعض وهم يعيشون فى نفس المنزل ولا يجتمعون على مائدة الطعام إلا نادراً، فمنهم من يعود من عمله متأخراً، ومنهم من يغلق عليه غرفته للمذاكرة ،ومنهم من يجلس على جهاز الكمبيوتر بالساعات يتحدث مع أصدقائه... أعلم أن كل هذه الأشياء مهمة ولكن يجب ألا ننسى قول الله سبحانه وتعالى فى سورة محمد « فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِى الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ.. أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ»، وكذلك قول رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه (من سره أن يمد له فى عمره، ويوسع له فى رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه). فلا ينبغى أن تقتصر التجمعات العائلية على الأعياد والأفراح والمناسبات فقط، ولكن يجب أن يتقابلوا كثيراً وبصورة منتظمة، لكى يزرعوا فى أبنائهم الصغار مفهوم الترابط العائلى... ف «بيت العيلة» هو دائماً مصدر الدفء والاطمئنان والسعادة.