أقر وأعترف بأننى راجل «غاوى مشاكل»، كما يقولون، فأمتع اللحظات هى التى أقضيها داخل أعشاش الدبابير.. وأجمل النزهات هى التى أقوم بها داخل حقول الألغام والمفرقعات..!! ولأن دخول عش الدبابير متعتى التى لا تدانيها متعة.. فقد قررت اليوم وبمحض إرادتى أن أدخل مرة أخرى عش دبابير التمويل الأجنبى لمنظمات المجتمع المدنى وأتجول فى حقل ألغام خبايا وأسرار «سبوبة» نشر الديمقراطية المشبوهة فى مصر.. لقد طالبت فى أكثر من مقال سابق بضرورة الكشف عن أسماء المنظمات التى تلقت وتتلقى تمويلاً سرياً مشبوهاً من الولاياتالمتحدة ومن الاتحاد الأوروبى.. ومن بعض الدول العربية، وفيما أنفقت هذه الأموال الملوثة.. وطالبت الحكومة والجهات المانحة بالشفافية فى إعلان أسماء هذه المنظمات.. لكن لا الحكومة أعلنت، ولا الجهات المانحة كشفت.. لكننى، على كل حال، لم أنتظر طويلاً حتى جاءتنى الإجابة على صفحات الإنترنت.. والذى يشهد معركة حامية الوطيس تشمل خناقات وشتائم وتبادل اتهامات بالخيانة والعمالة والسفالة بين مختلف المنظمات.. التى تتهم بعضها بعضاً وبالأرقام بتقاضى أموال ملوثة من دول ومنظمات دولية مشبوهة.. وكل هذه الخناقات تؤكد على معنى واحد فقط هو «إذا اختلف اللصوص.. ظهرت الغنيمة..!». وقد يزعج هذا المعنى البعض لكننى على يقين من أنه سيسعد الكثيرين من مسئولى المنظمات الشريفة.. وعلى الرغم من أن هناك أنباء قد ترددت عن أن واشنطن قد أبدت بالفعل تفهمها للموقف المصرى من التمويل «السرى» للمنظمات الأهلية غير المسجلة، وحرصها فى المستقبل على أن يتم هذا التمويل فى إطار التنسيق المشترك والاتفاقيات المعلنة بين البلدين إلا أنه لم يصدر حتى الآن أى تصريح أو بيان رسمى عن وزارة الخارجية الأمريكية، أو حتى البيت الأبيض يؤكد صحة هذه الأنباء. وأنا شخصياً أتمنى أن تكون مثل هذه الأنباء صحيحة، فعلاقاتنا مع واشنطن يجب أن تتسم بالصراحة والشفافية، بالنظر إلى الدور الرئيسى الذى تلعبه الولاياتالمتحدة فى منطقتنا كوسيط فى عملية السلام، وأيضاً بالنظر إلى دور مصر المحورى فى محيطها العربى والدولى.. فالعلاقات بين البلدين لا يجب أن تشوبها أى شائبة بسبب مواقف ملتبسة من هذا الطرف أو ذاك. وأعود مرة أخرى إلى المنظمات المشبوهة فأقول إننى كنت أعتقد، حتى أيام مضت، أن عبارات القلة المندسة، وأصحاب الأجندات المشبوهة.. عبارات ليس لها أى موقع من الإعراب على أرض الواقع، وكانت تقال على سبيل الدعابة أو النكتة، لكن خناقات بعض منظمات المجتمع المدنى أكدت لى أن هناك بالفعل من ينفذ أجندات مشبوهة، فليس كل مسئولى المنظمات التى تتلقى تمويلاً أجنبياً ملائكة بأجنحة مثنى وثلاث ورباع.. بل إن بعضهم شياطين تعيث فى الأرض فساداً، وتساهم فى إحداث أكبر قدر من الفوضى فى المجتمع مستغلة حالة المخاض التى نعيشها الآن بعد ثورة 25 يناير المباركة وتحاول الاستيلاء جهاراً نهاراً على ثمار تضحيات الثوار النبلاء والشهداء الأبرار.. إن حالة الصمت الحكومى، أو فلنقل تباطؤ الحكومة فى ضبط حركة منظمات المجتمع المدنى على الساحة السياسية، وكشف المنظمات المشبوهة والتى تلعب دوراً سلبياً فى المجتمع لحساب أجندات أجنبية، لا يجب أن يعيقنا عن محاولة كشف مثل هذه المنظمات.. فإذا كانت الحكومة، التى أعلم علم اليقين أنها تعلم بالتحديد أسماء المنظمات التى قبضت تمويلاً مشبوهاً، قد أدركها الصباح فسكتت عن الكلام المباح؛ فإننى أدعو الشرفاء فى منظمات المجتمع المدنى إلى كشف أسماء المنظمات المشبوهة والأموال التى تلقتها، ونحن فى «أكتوبر» على استعداد لنشر كل الحقائق بشفافية كاملة وبدون أية مواربة، وسنسارع بنشر أى معلومة طالما أن هناك ما يؤيدها من مستندات.. سننشر دون أى خوف أو وجل لا من سفارات أجنبية أو عربية، ولا من منظمات.. ولا من كائن من كان، فالأوضاع الراهنة لا يمكن السكوت عليها، وعمليات التخريب التى تتم بليل فى أوصال المجتمع لابد لها أن تتوقف، ومحاولات هدم أركان الدولة التى تقوم بها بعض المنظمات التى تم تدريب أعضائها فى الخارج ليست خافية على أحد، وهى أخطر ما يواجهه المجتمع الآن.. وحتى لا يفهمنى البعض خطأ.. أؤكد للمرة الألف أن هناك فرقاً كبيراً بين الثوار النبلاء والشهداء الأبرار الذين ضحوا بكل عزيز وغال من أجل مستقبل أفضل لهذا الوطن، وبين أصحاب الأجندات الذين تقترب أفعالهم من حد الخيانة العظمى للوطن الذى يحملون اسمه وينعمون بخيره.. إن قضية التمويل الأجنبى السرى والمشبوه لمنظمات المجتمع المدنى، لابد أن تكون هى قضيتنا من الآن فصاعداً، فلابد من تطهير المجتمع من المنظمات المشبوهة وحماية المجتمع من أفعالها الشريرة والتى لا تريد خيراً لهذا البلد.. لقد قلت منذ البداية إننى سأدخل عش الدبابير بمحض إرادتى مع سبق الإصرار والترصد.. وهأنذا قد دخلته، وأتمنى من كل من لديه معلومة أن يشارك معنا فى الحملة على المنظمات المشبوهة صاحبة الأجندات، والتى لا تهدف إلى البناء والنماء، بل إلى التخريب والتدمير.. وأهلاً بالدبابير..!