منذ الأيام الأولى التى وطئت فيها أقدام إلياهو بن إليسار أول سفير لإسرائيل فى مصر، والذى «شرّف» الأراضى المصرية بعنصريته المعهودة فى فبراير «1980» والغضب الشعبى المصرى لم ينقطع من الإسكندرية إلى أسوان، وكان البطل سعد إدريس حلاوة أول مصرى يعترض على قدوم السفير، عندما قام باحتجاز مجموعة من المواطنين كرهائن حتى يتم طرد السفير، وفى النهاية وصفوه بالجنون، ولأن الوطنية لا تباع ولا تشترى فقد رفض أمين الشرطة محمد خلف حسن الخدمة على السفارة الإسرائيلية فصدر ضده حكم بالحبس 6 أشهر ليسجل له التاريخ هذا الموقف النبيل. والمشكلة فى سفراء إسرائيل أنهم يحتاجون إلى دروس تقوية أو دروس خصوصية فى فن الدبلوماسية، وتذكر الوقائع أن إلياهو بن إليسار الذى غادر القاهرة بعد عام واحد من إقامته فيها قال فى مذكراته: خرجت من القاهرة بثلاثة أصدقاء أولهم بالطبع سائقى. أما موشيه ساسون السفير الثانى لإسرائيل فقال: خدمت 7 سنوات فى القاهرة، ولم أصادق إلا شخصاً واحداً كان يتاجر فى الأثاث. والسفير الثالث لإسرائيل فى مصر كان شمعون شامير الذى أنشأ المركز الأكاديمى بحجة إذابة الجليد بين القاهرة وتل أبيب ولكن الحقيقة المؤكدة أنه كان مركزاً لتجميع المعلومات والنشاط الاستخباراتى، حتى أطلقت عليه بعض الدوائر، بأنه وكر للجواسيس. وفى الوقت الذى قدم فيه السفير الرابع إفرايم دوفيك استقالته بعد أقل من عام فقد حاول ديفيد بن سلطان - السفير الخامس لإسرائيل فى مصر - إقامة علاقات وثيقة بين رجال الأعمال والفنانين المصريين لحاجة فى نفس يعقوب، إلا أنه فشل فى النهاية بسبب تصريحاته المستفزة عن حكاية أرض الميعاد، وتبريره الدائم لمذابح جيش الدفاع الإسرائيلى فى غزة، والضفة، وجنين، وقانا، وفى النهاية ترك القاهرة غير مأسوف عليه. وفى أول لقاء بالدبلوماسيين والمثقفين المصريين عبر تسفى ميزائيل السفير السادس لإسرائيل عما يدور فى صدره، وقال لماذا يكرهنا المصريون متناسياً أن إسرائيل هى أو من زرعت الكراهية فى المنطقة. فى حين أكد إيتسحاق ليفانون السفير الحالى لإسرائيل فى تصريحات مستفزة، أنه لا ينوى مغادرة القاهرة، وأنه مستمر فى عمله حتى يتلقى رداً من رؤسائه، وطالب السفير بمضاعفة قوات الأمن وتشديد الحراسة على السفارة لعدم اقتحامها.