لاشك أن ساويرس يجلس الآن بينه وبين نفسه فى الساحل الشمالى ويقول «أنا اللى جبت ده كله لنفسى» بعد أن وضع «نفسه» موضع الشبهات ودخل عش الدبابير فى قضية لا ناقة له فيها ولا جمل لكونه، كما قال- «رجل علمانى»- لم يأخذ من الدين إلا القداسة ، ومن الإنجيل إلاّ البركة، حيث وهب نفسه للمال والاستثمار بعيداً عن «المشى البطال» وكانت ثالثة الأثافى- كما يقولون -أنه قدم جسده على طبق من ذهب ليكون وجبة شهية ينهش فيها من يتقى الله ومن يعبد الله على حرف، حيث توالت دعوات المقاطعة والقصاص لدرجة أن السيد ساويرس فقد مليون مشترك فى لحظة، وعرض نفسه لنيران صديقة فأصابته فى مقتل، وإن تظاهر بغير ذلك. هذا وقد اتفقت كثير من التيارات السياسية، والدينية الإسلامية والقبطية على مقاطعة منتجات رجل الأعمال نجيب ساويرس بدعوى إهانة الدين الاسلامى وتشويه صورة أتباع اللحية، والنقاب بعد الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة على تويتر. ولهذا دعا منتصر الزيات محامى الجماعات الاسلامية الشارع المصرى إلى مقاطعة شركة موبينيل لكونها من أهم استثمارات نجيب ساويرس، بالإضافة إلى الشركات الأخرى التى يمتلك فيها رجل الأعمال حصصا كبيرة من الأسهم والسندات مضيفاً أن الإساءة إلى الدين الإسلامى ثمنها غال. فيما قال محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة: إن إهانة ساويرس لأدبيات الدين الإسلامى كانت بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير وأنهادعت كثيرا من المسلمين إلى الانسحاب من حزب المصريين الأحرار، مؤكداً أن أموال ساويرس التى يتباهى بها هى من جيوب المسلمين، وشدد مرسى على احترامه لجميع المسيحيين الذين لم تعجبهم تصرفات ساويرس وبادروا بمقاطعته، وألمح إلى أنه يدعو لمقاطعة ساويرس ليس لكونه مسيحياَ ولكن لكونه من بقايا النظام السابق. أما الشيخ يوسف البدرى الداعية الإسلامى الشهير وعضو مجلس الشعب الأسبق فقد دعا صراحة إلى مقاطعة شركات نجيب ساويرس لكونها واجبا شرعيا ونصرة للإسلام والمسلمين، خاصة أن الأموال التى يتباهى بها، الموجودة فى خزائنه من أموال المسلمين، وأضاف أن المقاطعة عمل إسلامى مشروع لأن الرسول قاطع الذين تقاعسوا عن الجهاد فى إحدى الغزوات، كما أن ساويرس أساء إلى مليار مسلم فى مشارق الأرض ومغاربها. ودعا البدرى المسلمين والمسيحيين الشرفاء إلى سرعة مقاطعة، منتجات هذا الرجل لأنه سبب إهانة لعنصرى الأمة، مؤكداً أن ما يفزع المسلمين يفزع المسيحيين مع الحرص على احترام الأقباط لأن لهم مالنا وعليهم ما علينا، مضيفاً أن المقصود من المقاطعة هيئات ومؤسسات وليست مقدسات وأديان. وتابع قائلاً إن اعتذار ساويرس «بالفم» لا يكفى وربما لا يفيد ولكن لابد من تخصيص نصف مليار جنيه لدعم الدعوة الإسلامية. وألمح د. حمدان بدر عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين إلى ضرورة المقاطعة والتأثير على شركاته واستثماراته حتى لا يعاود الكرة مرة أخرى محذراً من إهانة أى رمز للدين المسيحى وألا تكون المعاملة بالمثل ومن جهته دعا محمد البلتاجى القيادى فى جماعة الإخوان المسلمين ساويرس إلى لم الشمل والابتعاد عما يثير الفتنة بين المسلمين والمسيحيين بعد رسوم ميكى ماوس الأخيرة التى أثارت استياء وغضب الكثير من أبناء الشعب المصرى مسلميه وأقباطه، مطالباً بحساب الرجل الذى أراد أن يدخل معترك الحياة السياسية بالهجوم على الإسلام والمسلمين منوهاً إلى أن الأمر متروك للقضاء حتى يتبين الرشد من الغى. وفى نفس السياق شدد أبو إسحاق الحوينى أحد أقطاب السلفية فى مصر على مبدأ المقاطعة، أسوة بما تم للدنمارك عندما تطاولت على الإسلام ودين الإسلام، وعلى الجانب الآخر انتقد د. صلاح سلطان عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين وعميد كلية الدرسات الإسلامية بجامعة مكةالمكرمة مشايخ السلفية الذين دعوا إلى مقاطعة رجل الأعمال نجيب ساويرس مطالبًا إياهم بالتشاور فى شأن المقاطعة والاجتماع على كلمة سواء. ومن جانبه قال د. محمد حبيب القيادى السابق فى جماعة الإخوان إن ساويرس اعتذر 7 مرات وأنه لم يقصد الإساءة للإسلام ،ويكفيه ما لحقه من خسائر نتيجة المقاطعة داعياً إلى العفو والتسامح وعدم تصيد الأخطاء، لأنها ليست من الإسلام فى شىء. وفى مفاجأة من العيار الثقيل قال د.أحمد كريمة عضو مجمع البحوث الإسلامية إن اللحية لا تخص الاسلام فحسب ولكنها تمتد لرجال الدين اليهودى والمسيحى، كما أن النقاب وباقى أغطية الرأس الأخرى لا تخص المسلمات أيضاً حيث ترتدينه كثير من السيدات فى شبه الجزيرة العربية وهن غير مسلمات، كما أن ارتداء الأعراب والبدو للنقاب يدخل فى إطار العادة وليس العبادة. وأضاف أن الراهبات فى بعض الأديرة يغطين رءوسهن ولا يكشفن وجوههن ولا يطلعن على الرجال مثل المسلمات سواء بسواء ،ومعنى هذا أن غطاء الرأس ليس حكراً على أتباع الدين الاسلامى وأن ماحدث كان عبارة عن رد فعل خطأ، وكان الأولى تجاهل ماحدث أو دعوة الرجل إلى الحوار بدلاً من التنابز بالألقاب. وعن التأثير الاقتصادى للمقاطعة يقول الخبير الاقتصادى د. حمدى عبد العظيم أن خسائر شركات ساويرس تراوحت بعد المقاطعة من 25% إلى40% بالإضافة إلى نقص التعاملات والايرادات والأرباح، وانخفاض أسهمها فى البورصة، مضيفا أن خسائر ساويرس امتدت لمعظم شركاته على مستوى العالم نظرا لدعوات المقاطعة على الانترنت، وتبنى التيارات السلفية لحملة المقاطعة فى الدول الاسلامية. وأكد محمد عبد الله أحد شباب المقاطعة على الفيس بوك أن تغيير المستخدم من شبكة موبينيل إلى شبكة أخرى بنفس رقم موبينيل يحرمها من استخدام الرقم مرة أخرى مما يؤدى إلى خسائر كبيرة، مؤكدا أن شركة موبينيل تخسر ما يقترب 2000 عميل يوميا.