دخلت د. عزة أبو السعود وكيلة كلية الفنون الجميلة وهى فى حالة انزعاج وقلق تشكو لعميد الكلية ما وصل إليه حال الطلاب.. الوكيلة قالت معقول يا دكتور أن تحضر لى طالبة منتقبة تطلب منى شهر أسرة فى الكلية؟ فقالت لها على الرحب والسعة.. لكن ما اسم الأسرة؟.. قالت الطالبة «أسرة تحفيظ القرآن الكريم».. فقلت لها إن لائحة الأسر لا يوجد بها هذا المجال.. ومجالات الأسر الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية لخدمة جموع الطلاب.. وبعد مناقشة ثلاث ساعات مع الطالبة وبعد أن أوضحت الوكيلة لها أننا نحفظ القرآن فى بيوتنا أو فى المساجد أو فى دور تحفيظ القرآن المنتشرة فى جميع الأحياء.. وإذا كنتِ تريدين أن تحفظى مع زملائك فليكن فى مسجد الكلية.. وبكل أسف لم يعجب هذا الكلام الطالبة التى قالت لوكيلة الكلية «إنك لم تستوعبى ثورة 25 يناير.. وأنت تتحملين هذا الوزر.. وربنا حيحسبك على رفضك إنشاء هذه الأسرة.. وخرجت غاضبة هذه الواقعة حكاها لى الدكتور هشام سعودى عميد الكلية.. وقال لى هذا هو ما وصل إليه الحال بين الطلاب وهيئة التدريس.. واقعة أخرى حدثت فى كلية التمريض بجامعة الإسكندرية و التى تحظى بتصنيف جيد على مستوى كلية التمريض فى العالم العربى.. تظاهر الطلاب لأن النتيجة وصلت إلى 80% فى الفصل الدراسى الأول مطالبين برفعها.. وعندما قالت إدارة الكلية للطلاب من يرد إعادة التصحيح فليتقدم.. لكن لم يتقدم أحد وانتقل التظاهر لإدارة الجامعة مطالبين بنجاح كل الطلاب.. وفى كلية الهندسة تم إغلاق مكتب وكيل الكلية والاعتداء عليه لرفع النتيجة.. وعميد إحدى الكليات العملية تم الاعتداء عليه ونقله للعناية المركزة للمطالبة برفع نتائج الترم الأول.. أساتذة جامعة الإسكندرية فى حالة من الاستياء لما يحدث.. والطلاب يعتبرون ما يفعلونه جزءاً من مكاسب ثورة 25 يناير.. وبالتأكيد الثورة التى طالبت بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. بريئة من هذا الفهم المغلوط.. فالثورة قامت لتغليب القيم والمثل العليا.. وقديما قالوا «من علمنى حرفا.. صرت له عبدا».. هناك خيط رفيع بين الحرية والفوضى.. وصلت الرسالة.. نتمنى!