كشفت المواجهة الساخنة تحت قبة مجلس الشعب والتى كنت شاهداً عليها فى جلسات مايو 2010 بين أمين التنظيم الأسبق للحزب الوطنى «المنحل» أحمد عز.. والنائب المستقل سعد عبود - صاحب استجواب تربح ضباط وزارة الداخلية من فريضة الحج - وتمت معاقبته بالحرمان من حضور جلسات نهاية الدورة البرلمانية الرابعة عن مدى الصلف والكبر والغطرسة التى كان يتعامل بها أحمد عز مع نواب المعارضة والمستقلين.. بل أحياناً كانت هذه المعاملة تطول بعض نواب الأغلبية الذين يخرجون من جلباب الحزب وسيطرته.. ويعبرون عن آرائهم وأفكارهم المستقلة التى يرونها لصالح الناس فى الشارع.. وليس لصالح النظام السابق! وأذكر أن عز استخدم فى هذه المواجهة مع عبود سلاح السخرية والاستهزاء لأن عبود تجرأ وقال عنه إنه استفاد من التخفيضات الضريبية لصالح شركاته.. ووصف عز عبود بعدم الفهم فى الصناعة والضرائب.. وكرر عز هذه العبارة أكثر من عشر مرات خلال كلامه وسط تصفيق وتشجيع الأغلبية له.. وحماية رئيس الجلسة فى ذلك الوقت عبدالعزيز مصطفى الذى ترك له الحبل على الغارب ليقول كل ما عنده من سخرية لعبود تحت دعوى أن عبود ذكر عز فى كلامه وأنه تعرض لموضوع لم يدرسه جيداً! وافتخر عز فى هذه الجلسة بأن حديد عز أعلى دافع للضرائب حتى عام 2008 بشهادة وزير المالية (د. يوسف بطرس غالى - الهارب حالياً)! وأنه كرئيس لجنة الخطة والموازنة فى مجلس الشعب.. ويفهم فى الصناعة.. ويفهم فى الضرائب على حد قوله هو الذى قدم قانون الضرائب وألغى الإعفاءات التى كانت مقررة للشركات الصناعية بالمناطق الحرة! وأنه حارب الحكومة حتى يتم إلغاء هذه الإعفاءات على أنشطة المناطق الحرة لأنها كانت «شايفة» إن فيه شُبهة عدم دستورية وأثبتنا شُبهة عدم الدستورية.. وأنه منذ أربع سنوات وهو لا يريد الحديث عن نفسه.. وأن أكبر مشروع خرج من نطاق المناطق الحرة هو شركات «العز» لصناعة الصلب المسطح اللى استثماراتها الآن تقترب من الخمسة مليارات جنيه، وكانت معفاة من الضرائب للأبد كما قال عز. وأضاف: أنه بموجب قانون تقدم به إلى هذا المجلس بصفته رئيساً للجنة الخطة والموازنة من السنة الأولى أصبحت هذه الشركة تسدد ضرائب.. ووجه كلامه للأغلبية بقوله: «دا الكلام اللى سيادته بيحاول يوحى به للرأى العام، إننا بنعمل قوانين فساد.. وهو للأسف يعنى مش مستوعب فيها قوى». ويواصل عبود إلحاحه على رئيس الجلسة - عبد العزيز مصطفى ليعقب على كلامه.. ولكنه يرفض طلبه أكثر من مرة! * ** ** * واستمر عز فى سرد أفضاله وأمجاده على الاقتصاد المصرى.. ويروى قصة وصفها بأنها قصة للتاريخ.. واستشهد على صحتها بوزير البترول الأسبق (سامح فهمى) المحبوس حالياً على ذمة قضية بيع الغاز الطبيعى بأسعار بخسة لإسرائيل!.. وبوزير الصناعة الأسبق رشيد محمد رشيد الهارب حالياً بالخارج والمتهم بإعفاء «عز» من دفع قيمة رخصتى مصنعين للصلب المسطح فى السويس بالاشتراك مع رئيس هيئة التنمية الصناعية عمرو عسل مما ألحق أضراراً بالمال العام قيمتها 660 مليون جنيه! أما هذه القصة التاريخية التى جاءت على لسان عز بأنه أثناء التفاوض على حزمة إجراءات للنزول بها فى عام 2008 فإنه كان يطالب ويحارب من أجل زيادة أسعار الطاقة للصناعة كثيفة الاستخدام للطاقة.. وأنه سبق وقدم هذا الطلب فى 19 تقريراً للجنة الخطة والموازنة التى يرأسها «شخصه الضعيف» كما وصف نفسه بالضبط. وقال إنه أكبر مستهلك للغاز الطبيعى بعد صناعات الأسمدة لشركات هو مسئول عنها، وأنه زود سعر الطاقة للصناعة كثيفة الاستهلاك للطاقة من 75 سنتاً للوحدة الحرارية إلى 3 دولارات يعنى بنسبة 400%، وزود أسعار الكهرباء من 6 و 7 قروش للكيلووات ساعة إلى أكثر من 24 قرشاً. وقال بكل انفعال وبالحرف الواحد: «سأدعى بقى.. وخلى القانون يشهد - أن الذى وراءها أحمد عز، أحمد عز أحرص منك - يقصد عبود.. وأحرص منك لحد يوم الدين على الموازنة». * ** ** * وعاد عز لأسلوب السخرية من عبود وقال له: «طبعاً أنت بتفهم فى القانون الجنائى وأنا مبفهمش فيه، وأقول لك أنت مش فاهم فى الضرائب.. وأكرر ده للمرة العاشرة ومجدداً للمرة ال 11 أؤكد على أنك لا تفهم فى منظومة الضرائب يا أخى»! وقدم عز الشكر لرئيس الجلسة الذى تركه يقول كل ما يريده ليقتص من سعد عبود الذى يترصد دائماً للأغلبية - بدون أية مقاطعة من المنصة أو تطالبه بالاختصار أو تستخدم العبارة الشهيرة.. «وبناء عليه» لينتهى العضو من كلامه، فكل ذلك لم يحدث من عبدالعزيز مصطفى وكيل المجلس! وجلس عز وسط تصفيق حار من نواب الأغلبية لأمين تنظيمهم! وطلب النائب سعد عبود التعقيب على كلام عز وقال إنه حصل تعريض به.. ومن حقه التعقيب.. ولكن رئيس الجلسة يرفض ويتهمه عبود بأنه غير محايد ومن حقه أن يعقب على ما قاله عز. ولكن عبدالعزيز مصطفى يطلب من عبود أن يجلس ولا داع للصياح على حد قوله لعبود.. وهدده بأنه إذا لم يلتزم فإنه سيعرض أمره على المجلس. ولكن عبود يصمم على التعقيب والرد على عز. وبدون سابق إنذار يعرض عبدالعزيز مصطفى أمره على الأغلبية وهل يوافقون على خروجه من قاعة المجلس؟.. وتستخدم الأغلبية ديكتاتوريتها فى الموافقة على خروج عبود من القاعة - بعد نظرات عز لهم بالموافقة - وسجل عبود أثناء خروجه أن رئيس الجلسة غير محايد وأنه سيمثل لهذا القرار.. لكنه لم يرع الحياد. لكن عبد العزيز مصطفى يقول: «أنا أطبق اللائحة بحياد ولكنك تخالفها». * ** ** * وكانت هذه هى نهاية المواجهة الساخنة بين أمين التنظيم أحمد عز والنائب المستقل سعد عبود والتى انتهت بإخراجه من القاعة فى هذه الجلسة.. ولكن ماذا حدث فى الجلسة التالية لهذه المواجهة والتى رأسها د. فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق والمحبوس حالياً.. فهذا ما نكشف عنه فى الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى.