كانت خطة حزب الأغلبية.. الشهير بالوطنى «المنحل» حاليا.. هى وضع السيناريوهات والخطط الشيطانية لاغتيال المعارضة والمستقلين من تحت قبة البرلمان أو خارجها!.. حتى لا ينغص هؤلاء النواب المشاغبون عليهم عيشتهم الهنية فى الجلسات واللجان. ويذكرونهم دائما بفشل سياسة حزبهم فى إدارة مصر.. وأنهم يغضون الطرف - مع سبق الإصرار - عن انحرافات وزراء حكوماتهم المتعاقبة.. التى يرعاها رئيسهم المخلوع مبارك.. ومفجر ثورة التطوير فى الحزب الوطنى «جمال» كما وصفه أحمد عز أمين التنظيم، وملك أسياخ الحديد فى آخر مؤتمرات الحزب المنحل.. وأنهم يصفقون لهم «عمال على بطال» نظير تحقيق مصالحهم الشخصية، والاستيلاء على قوت الشعب وتوزيع الأراضى وثروات البلد على المقربين والمحاسيب من النواب المحظوظين! وكان أمين التنظيم أحمد عز يؤمن دائما بمبدأ «اطعم الفم، تستحى العين».. وأمينا عاما لحزب «كُل واشكر» فكان يغدق على بعض نواب الأغلبية بالعطايا والسفريات وعلب المأكولات من أفخر المطاعم فى البلد.. وكانت توزع عليهم فى البهو الفرعونى.. حتى يضمن عدم تزويغهم من الجلسات إذا كان الأمر يحتاج لحشدهم لتمرير أحد مشروعات القوانين التى تفقر جيوب الناس.. وتملأ جيوب النواب والوزراء.. وأن تقوم الأغلبية بالتصدى لكل من تسول له نفسه بالاعتراض أو عدم الموافقة. وكان «عز» يستعين بفريق من شباب الحزب الوطنى «المنحل» للقيام بالاتصال بنواب الأغلبية.. ويذكرونهم بإلحاح شديد بضرورة الحضور مبكرا للجلسة والالتزام بالدخول للقاعة قبل التصويت. *** أما التصدى لآراء المعارضة والمستقلين واغتيال دورهم الرقابى والتشريعى الذى كفله لهم الدستور والقانون واللائحة.. فكانوا يتصدون له بأبشع الوسائل والحيل البرلمانية.. والتضييق عليهم فى الكلام.. وحبس الاستجوابات والأسئلة المهمة فى أدراج هيئة المكتب.. وإذا حاول بعضهم التصدى لأساليب الأغلبية فإن مصيره هو الخروج من القاعة أو الحرمان من الجلسات أو التحويل إلى لجنة القيم أو التشويش عليه أثناء عرض استجوابه إذا كان فيه اتهامات مباشرة وواضحة للحكومة.. والكيل بمكيالين فى التعامل مع تقارير محكمة النقض عن بطلان العضوية.. فهى «حلال» على المعارضة والمستقلين «حرام» على الأغلبية! وكان أمين التنظيم أحمد عز يوزع الأدوار على نواب الأغلبية للتصدى للمعارضة والمستقلين. فنائب سيناء الشمالية السابق حسن نشأت القصاص الشهير بنائب الرصاص عندما طالب بإطلاق النار على المتظاهرين.. يصف المستقلين بأنهم خونة وعملاء لجهات أجنبية! أما النائب السابق عمر هريدى عضو الأغلبية فيصف زميله المستقل علاء عبدالمنعم وبالمناسبة هما «محاميان» أنه يتحدث كأنه «امرأة لعوب». أثناء إثارة قضية تقارير محكمة النقض ببطلان عضوية بعض الأعضاء ولم يتخذ المجلس أى إجراء ضده.. وعندما يرد النائب علاء عبد المنعم فى الجلسة الثانية بأن كلامه لا يخرج إلا من «عاهرة» يتم تحويله إلى هيئة المكتب للتحقيق معه. أما أبشع المساجلات البرلمانية لاغتيال المعارضة والمستقلين والسخرية من آرائهم والاستهزاء بها وتألمت منها كثيرا كانت أثناء مناقشة مشروع الموازنة العامة للسنة المالية 2010 - 2011 والتى تمت فى مايو 2010 عندما تحدث النائب المستقل سعد عبود- صاحب استجواب تربح ضباط وزارة الداخلية من فريضة حج المصريين- عن أن الفساد السياسى أدى إلى أن مجلس الشعب يصدر تشريعا فى عام 2005 بتخفيض الضريبة على الدخل من 40% إلى 20% مما ضيّع على الدولة من الأغنياء مئات المليارات وكان من الممكن أن تغطى من العجز على حد قول النائب عبود. وضرب النائب سعد عبود المثل بأحمد عز أمين التنظيم بأنه استفاد بمبلغ 2.5 مليار جنيه فى 4 موازنات فى «شركة عز» وهى موازنات 2006 - 2007، 2008 - 2009. وكانت هذه هى الطامة الكبرى أو الكارثة أن يذكر النائب عبود.. أحمد عز فى جملة مفيدة.. ويبدأ نواب الأغلبية فى التصدى لعبود بالضجيج والصياح والتشويش عليه. ويحاول رئيس الجلسة فى ذلك الوقت عبد العزيز مصطفى وكيل المجلس تهدئة نواب الأغلبية. وأنه سيتم الرد عليه. ويطالبهم سعد عبود بأن يسمعوه لأن أحمد عز نائب محترم وقادر على أن يرد.. وهو ليس فى حاجة إلى «أرزقية» ويواصل عبود كلامه بأن هناك فسادا هائلا فى كل مناحى الدولة! وأن هناك عجزا فى إيرادات الموازنة.. وأننا سنمول الموازنة بالعجز! *** وطلب رئيس الجلسة عبد العزيز مصطفى أن ينتهى النائب عبود من كلامه حتى يرد عليه أحمد عز الذى اتهمه عبود بأنه استفاد من النظام الضريبى الذى تم تخفيضه من النظام الضريبى ووقف أحمد عز للرد على سعد عبود فى غضب وانفعال شديدين.. وسط تصفيق وسخرية الأغلبية من عبود.. واستمعت وشاهدت مساجلة عجيبة يتهم فيها عز عبود بعدم الفهم.. وأنه مش فاهم حاجة خالص وأنه لم يقرأ قانون الضرائب.. وانتهت هذه المساجلة فى النهاية بإخراج سعد عبود من القاعة.. وموعدنا العدد القادم إن شاء الله تعالى لنكمل ماذا كان يحدث تحت القبة فى عهد النظام السابق؟