فى قلب واحة سيوة بمحافظة مطروح مدينة أثرية تعانى من الإهمال هى «شالى» وتعنى باللغة السيوية التى هى خليط من اللغة العربية والأمازيغية ولغة البربر «المدينة الحصن».. هذه المدينة أشهر المعالم التاريخية فى واحة سيوة وهى محاطة بسور متين البناء وتقع على مساحة 4 أفدنة وشُيدت المدينة عام 600 هجرية عام 1302 ميلادية لرد هجمات القبائل المتنقلة فى الصحراء الغربية.. ويحيط بالمدينة سور مرتفع أقيم على حافة التل يصعب تسلقه ويوجد مسجد جامع ملاصق للأسوار من الجهة الشمالية مئذنته مربعة وتوجد بوابات ومداخل أثرية تضم شبكة طرق تضم أسواقا ومحلات وعيون مياه.. وخارج الأسوار توجد المقابر الأثرية والسجن.. وملامح النسيج العمرانى متكامل يتميز بطبيعة العمائر الصحراوية وهى البيئة المنتشرة فى الشمال الأفريقى وصحراء الجزيرة العربية.. وتتفرد البلدة بميزة تنافسية لا مثيل لها فى العالم كله.. وهى أن بناء المدينة من مادة بناء أصبحت فى طى النسيان ومهددة بالانقراض.. وهى «القورشيف» وهى الطين المخلوط بالملح.. وللأسف الشديد لا يوجد فى العالم كله سوى 10 من العمال المهرة الذين يجيدون طريقة البناء هذه وهم من أهل واحة سيوة.. ونظراً للإهمال وعدم المحافظة عليهم فى طريقهم للزوال.. أما الكارثة الكبرى فهى أن هذه البلدة غير مسجلة كأثر إسلامى لترميمه وإحيائه وتطويره.. رغم أن اللواء أحمد حسين محافظ مطروح متحمس جداً وأرسل العديد من المخاطبات لوزارة الثقافة والمجلس الأعلى للآثار.. وهناك دراسة ومشروعات وتوصيات خرجت من المجلس المحلى لمحافظة مطروح وأخرى من مجلس محلى سيوة كما يقول اللواء سمير محمود بلال رئيس المدينة نطالب المجلس الأعلى للآثار بتسجيل موقع البلدة كأثر إسلامى وترميمه.. إلا أن قطاع الآثار الإسلامية والقبطية «ودن من طين وودن من عجين» مكتفياً بقرار ترميم الجامع العتيق بالبلدة بتمويل إيطالى تاركاً الموقع مرتعاً للعابثين من أهالى الواحة الذين لا يقدرون القيمة الأثرية والتاريخية لهذه البلدة التى لو كانت موجودة فى أى مكان فى العالم لاهتم بها المسئولون والأخطر من ذلك أن عددا من الأجانب خاصة من إيطاليا وفرنسا وألمانيا وأمريكا يقومون بشراء الأراضى والمبانى وبناء موتيلات داخل حدود البلدة القديمة ويقيمون منازلهم بأشكال مربعة ومستطيلة على الشكل القديم.. وبطريقة القورشيف «الطين المخلوط بالملح».. ويستفيدون من آبار المياه الموجودة فى المدينة..ولأن محافظة مطروح ومجلس مدينة مطروح لا يمكنهما إعادة الروح لمدينة «شالى» القديمة.. مطلوب نظرة من الدكتور زاهى حواس رئيس المجلس الأعلى للآثار الذى نثق فى أنه سيضع الأمور فى نصابها.. لتسجل بلدة «شالى المدينة المحصنة» كأثر إسلامى وترميمها..