سافر إليها الإسكندر الأكبر وتوج فيها ملكاً بمعبد «آمون» عيون المياه الطبيعية بواحة سيوة ذهب إليها الإسكندر الأكبر بجيوشه وتوج فيها ملكا داخل أحد معابدها ويعيش فيها أناس هم خليط من العرب والبربر، يتحدثون باللكنة السيوية الموجودة بجنوبالجزائر والمغرب وفرنسا. إنها مدينة سيوة أو واحة سيوة التي تقع في قلب الصحراء الغربية علي مسافة 305 كيلو مترات جنوب غرب مدينة مرسي مطروح، وهي عبارة عن منخفض مغلق تنخفض (14 إلي 18متراً) تحت سطح البحر وتبلغ مساحتها 47600 فدان تقريبا منها حوالي 20 ألف فدان مزروعة بنخيل التمر والزيتون بالإضافة إلي بعض الخضراوات والفواكه. يعتمد أهالي واحة سيوة الذين ينقسمون إلي 11 قبيلة أشهرها الحدادون وأولاد موسي، معظمهم صوفيون يتبعون الطريقة المدنية الصوفية، ويعتمدون علي الزراعة والسياحة كمصدر رئيسي للدخل، حيث تستقبل سيوة كل عام حوالي 30 ألف سائح، ومن أشهر مزاراتها الأثرية معبد آمون وقاعة تتويج الإسكندر الأكبر وجبل الموتي وعين كليوباترا وبئر واحد و«شالي» سيوة القديمة فضلا عن الأماكن التي تعتبر مقصدا لرحلات السفاري. وتحتفل قبائل واحة سيوة علي مدار ثلاثة أيام بعيد السياحة والسلام للواحة والذي يتم تنظيمه سنويا ويعد أهم المناسبات لديهم، حيث يطلق عليه السيويون اسم "سياحت" حيث تغادر الأسر السيوية مصطحبين معهم الأطفال والشباب والفتيات من منازلهم يرتدون الملابس الجديدة متوجهين إلي الخلاء علي قمة جبل الدكرور والذي يقام به الاحتفال. يسكن الأهالي في المنازل القديمة المبنية بالطوب اللبن «الكرشيف» ويقومون بتسوية الخصومات وفض منازعات القبائل التي حدثت خلال عام مضي، وتقام حلقات من الذكر بجانب الولائم من ذبح الجمال وطهي الأطعمة السيوية، والموائد الجماعية تحت سفح جبل الدكرور بحضور ما يزيد علي 10 آلاف مواطن سيوي بمشاركة المئات من السياح الأجانب. ويرجع احتفال واحة سيوة بعيد السياحة إلي أكثر من 200 سنة عندما كانت هناك عدة خصومات اشتدت بشكل غير عادي لفترة طويلة بين قبائل الواحة وجاءت إحدي الطرق الصوفية «الطريقة المدنية» إلي سيوة وبدأت تعمل علي تسوية الخصومات بين القبائل عن طريق الخروج إلي العراء بمنطقة جبل الدكرور ونجحت بالفعل في تسوية المنازعات، ومن هنا يتم الاحتفال بهذا العيد خلال الثلاثة أيام القمرية بشهر أكتوبر من كل عام ويوافق ذلك موسم حصاد البلح والزيتون. وتعتبر مشكلة الصرف الزراعي بسيوة هي المشكلة الرئيسية والمزمنة التي تعاني منها الواحة منذ سنوات حيث تتعرض آلاف الأفدنة المليئة بأشجار الزيتون والنخيل والفواكه المتنوعة بواحة سيوة لكارثة الغرق والتصحر بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية للصرف الزراعي بشكل مخيف، مما يهدد الواحة بالاختفاء والاندثار خلال الأعوام القادمة، فمع بداية التسعينيات زاد التوسع في استصلاح الأراضي بصورة كبيرة حتي وصل إلي حوالي 9000 فدان بما أدي إلي قيام الأهالي بحفر أبار سطحية وصل عددها إلي 767 بئرا. وأدت عملية حفر الآبار إلي وجود خلل في التوازن المائي ناتج عن زيادة كميات المياه المتدفقة إلي البرك، مما أدي إلي ارتفاع منسوب المياه الجوفية في الأراضي الزراعية.