نيسان تشارك ب4 سيارات سيدان ودفع رباعي ب«معرض بكين».. لن تصدق مواصفاتها    المنطقة علي صفيح ساخن.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني واحتمالات الحرب| تحليل    للمرة الثانية على التوالي.. علي فرج يتوج ببطولة الجونة للإسكواش    محافظ القاهرة: حملة لرفع الإشغالات وإعادة الانضباط بشبرا    كلام نهائي.. موعد امتحانات نهاية العام وبدء الأجازة بالجامعات    توب مكشوف.. هنا الزاهد تغازل جمهورها في أحدث ظهور    بإطلالة جريئة.. حلا شيحة تبرز أنوثتها فى أحدث جلسة تصوير    سميرة أحمد تكشف سر خلافها مع وفاء صادق    ذوي الهمم والعمالة غير المنتظمة وحماية الأطفال، وزارة العمل تفتح الملفات الصعبة    الصحة تكشف خطة تطوير مستشفيات محافظة البحيرة    جماعة الحوثي تشن 5 هجمات ضد السفن في البحر الأحمر.. فيديو    فصل طالبة مريضة بالسرطان| أول تعليق من جامعة حلوان.. القصة الكاملة    العمل في أسبوع.. حملات لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية.. والإعداد لإطلاق الاستراتيجية الوطنية للتشغيل    محافظ القاهرة: تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال بكل حزم    الزراعة: إصلاح الفدان الواحد يكلف الدولة 300 ألف جنيه    وزيرة التخطيط: الفجوة التمويلية في الدول النامية تصل إلى 56%    برلماني: استرداد سيناء ملحمة وطنية تتناقلها الأجيال    اختفاء دول.. خبير أبراج يتوقع مرور العالم بأزمات خطيرة    كرم جبر : الرئيس السيسي رفض الرد على نتنياهو أكثر من مرة    الكشف الطبي بالمجان على 1058 مواطنا في دمياط    الأونروا: قطاع غزة يشهد موجة حر غير عادية فاقمت الأزمة المعيشية    سميرة أحمد تكشف أسباب خلافها مع وفاء صادق: «بتيجي متأخرة»    كرم جبر: الجهود المصرية تركز على عدم اقتحام إسرائيل لرفح الفلسطينية    وزيرة «التخطيط» تشارك بمنتدى التمويل من أجل التنمية بالأمم المتحدة    وكيل صحة الشرقية يتفقد مستشفى فاقوس المركزي ويحيل مشرف التغذية للتحقيق    الاحتفاء بالشاعر عيد صالح في العودة إلى الجذور بدمياط.. الاثنين المقبل    صلاح ضمن التشكيل الأفضل للدوري الإنجليزي    مساعد وزير التعليم: 8236 مشروعا تعليميا ب127 ألف فصل    الغيابات تضرب الاتحاد قبل مواجهة الجونة    علاقة متوترة بين انريكي ومبابي.. ومستقبل غامض لمهاجم باريس سان جيرمان    مسؤول إسرائيلي: بلينكن يزور إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث صفقة جديدة    تعرف على أهداف الحوار الوطني بعد مرور عامين على انطلاقه    شركة GSK تطرح لقاح «شينجريكس» للوقاية من الإصابة بالحزام الناري    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    مصرع طفل سقط في مصرف زراعي بالفيوم    إصابة 6 أشخاص في انقلاب سرفيس على صحراوي قنا    تكثيف أعمال التطهير لشبكات الصرف الصحي بمحافظات القناة    صُناع مسلسل «أعلى نسبة مُشاهدة» ضيوف «يحدث في مصر».. الليلة    الأمم المتحدة للحق في الصحة: ما يحدث بغزة مأساة غير مسبوقة    مؤتمر تين هاج: تطورنا بطريقة جيدة للغاية.. وهذا ما طلبته من اللاعبين    رضا العزب: شيكابالا مش أسطورة    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    مواعيد الصلاة في التوقيت الصيفي بالقاهرة والمحافظات.. وكيف يتم تغيير الساعة على الموبايل؟    الوكالة اللبنانية: الجيش الإسرائيلي قصف عناصر دفاع مدني أثناء إخمادهم حريقا    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    أول تعليق من كلوب بعد تقارير اتفاق ليفربول مع خليفته    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    سويسرا تؤيد خطة مُساعدات لأوكرانيا بقيمة 5.5 مليار دولار    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر قوية وقادرة على التصدى للإرهاب
نشر في أكتوبر يوم 09 - 01 - 2011

.. الدين لله.. والوطن للجميع حقيقة وواقع ملموس عايشه المصريون على مدار عقود طويلة من الزمن.. ورغم محاولات البعض غرس بذور الفتنة بين أبناء الأمة المصرية وتهديد أمن واستقرار الوطن فإن مصيرها كان دائماً الفشل وجاء شعار «يحيا الهلال مع الصليب» فى بداية القرن العشرين مع ثورة 1919 ليكون مرجعية ثابتة لا تتغير فى عقل كل مصرى لمواجهة أى أفكار متطرفة تسعى إلى إحياء الشقاق الذى حاول الاحتلال الإنجليزى أن يدعمه ومواجهة أى محاولات جديدة من الداخل أو الخارج لها نفس الهدف.
.. وانطلاقاً من هذه المرجعية يقف أبناء الأمة المصرية مسلمين ومسيحيين متكاتفين لمواجهة الحادث الإرهابى الذى شهدته الإسكندرية مع مطلع العام الجديد رافضين الأصوات التى تدعى أن الحادث طائفى استهدف الكنيسة مؤكدين أنه حادث إرهابى اسود استهدف زعزعة أمن مصر واستقرارها.. بداية يؤكد الدكتور ميلاد حنا المفكر المعروف أنه لابد من إصدار قانون بناء دور العبادة الموحد وتفعيله لأنه أحد أسباب غضب الأقباط ويضيف: المشكلة ليست فى هويته بل المشكلة فى الأمن والأمان داخل مصر، وما حدث فى الإسكندرية أدى إلى تذكر بعض المواقف المؤسفة وخاصة ما حدث فى العمرانية التى تسببت فى وفاة اثنين واعتقال مائة وثلاثين شخصا وطالب ميلاد بالمعالجة السريعة والجذرية بدءاً من التعليم وتغيير ما فى عقول الأطفال من خزعبلات سياسية دينية.
فى حين قال وسيم السيسى أستاذ الجراحة كفانا شعارات وتعبيرات بالقول وليس الفعل، وطالب السيسى بأن تعزز قيم المواطنة بين مسلمى وأقباط مصر وعدم خلط الدين بالسياسية للحفاظ على الوحدة الوطنية والتصدى لأى عدوان خارجى وإقرار قانون دور العبادة الموحد الذى مازال محل دراسة.
وأشارت ابتسام حبيب عضو مجلس الشعب إلى إصلاح التعليم الذى له دور فعال على الأجيال الحالية والقادمة يتعايش الأديان على أرض الواقع بشكل فعلى وليس مجرد شعارات وخطب رنانة وأشار جميل جورج المفكر القبطى إلى أن الدولة لابد أن تبذل كل جهدها لضبط مرتكب الحادث وأن تعمل من خلال أجهزتها المختصة على أن يتكرر الحادث وقال هناك أصابع خارجية لها يد قوية فى الكارثة التى تهدف بشكل كبير إلى تدهور الدولة وتفكك العلاقات بين الأقباط والمسلمين وإشعال فتيل الفتنة الطائفية.
وقالت سيادة جريس عضو مجلس الشورى لابد من معالجة الموقف من الجذور حتى تظل مصر دولة واحدة متوحدة لا تعرف القبطى من المسلم.
وأكد صلاح عيسى الكاتب الصحفى والمفكر السياسى أن الوحدة الوطنية تحتاج إلى العمل الجاد والتوصل إلى توافق وطنى ينتهى برسم رؤية وطنية مشتركة وخطة استراتيجية لمواجهة التشوهات بالمجتمع المصرى ويتطلب حواراً وطنياً موسعاً يشمل الدولة بأجهزتها المختصة وأطراف من المسلمين والمسيحيين وممثلى الأحزاب السياسية وقيادات المجتمع المدنى وذلك للبحث فى وضع برامج جذرية وقوانين تقوم الدولة بتنفيذها على أكمل وجه.
وقال عيسى إنه لابد من البحث عن الجناة الحقيقيين وتقديمهم للعدالة أولاً ومحاكمته ثم بعد ذلك نبدأ فى عملية الصلح والنظر إلى قانون دور العبادة الموحد والخطاب الإعلامى الخاص بكل شكل من أشكال الخطابات المتميزة وليست الخطابات التى تؤدى إلى الفتنة مثل بعض المتعصبين الذين ظهروا خلال الفترة الماضية فى مصر مع إيقاف المطبوعات التى تتناول هذا الموضوع والتى تتناول عقائد الآخرين.
مشروع الوحدة الوطنية
فى حين أكد الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة على أهمية أن يكون ملف الوحدة الوطنية هو القضية المحورية التى تدور فى فلكها جميع أنشطة الهيئة الثقافية والفنية للكبار والصغار.
وطالب بتغيير عاجل لخطة الأنشطة وفقا لهذا التوجه الجديد الذى يهدف إلى محاربة التعصب ونشر قيم التسامح وعرض الأجندة التفصيلية لنوعية وتاريخ وأماكن عقد هذه الأنشطة الجديدة بكافة المواقع على مجلس الإدارة قبل إقامتها بشهر كما هو متبع.
وأضاف مجددا قائلاً إنه يتمنى أن يعم هذا التوجه أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى أيضاً ليصبح ملف الوحدة الوطنية مشروعا قوميا نلتف حوله فى تلك اللحظات الحاسمة من تاريخ مصر.
وقف التعليقات
فى حين أكد منير فخرى عبدالنور الأمين العام لحزب الوفد أن ما حدث هو ظاهرة لمرض نعرفه ونعرف علاجه ويجب أن تتصدى له وعلى أجهزة الدولة أن تتحرك فى كافة الاتجاهات المعرفة الجناة الحقيقيين لكى تهدأ الأمور فى البلاد ثم المعالجة من خلال تصحيح مناهج التعليم وتعزيز برامج الإعلام وتصحيح الخطاب الدينى.
وقال إنه لابد من وقف التعليقات على الحادث مؤقتاً فىالوقت الراهن حتى يتم القبض على الجناة مؤكداً أن هذا الحادث البشع آلم الجميع المسلمين والمسيحيين.
وأضاف فخرى أن تعطل قانون دور العبادة الموحد والمشاكل التى تحدث حول بناء الكنائس من أهم الأسباب التى خلقت بيئة صالحة لمثل هذه الحوادث.
القومية والمواطنة
وقال الأنبا نبيل لبيب رئيس مجلس شئون القصوصى بالكنيسة الإنجيلية لابد أن نطرح مجموعة حلول لتلاشى ما سبق أولها إصلاح العملية التعليمية وتنقية المناهج والتركيز على مبدأ القومية والأمر الثانى فى تفعيل مبدأ المواطنة وأن تتسم وسائل الإعلام بالتوازن الفكرى كما أن هناك شيئاً فى غاية الأهمية وهو إيجاد حلول للمشكلات المتراكمة من خلال القيادات السياسية والتنفيذية فى الدولة ونحن نرفض التدخل الخارجى فى الشئون الداخلية، ولكن نريد حلاً للمشكلات الواقعية التى نواجهها فىالحياة اليومية، فنحن كمصريين نعتز بمصريتنا عندنا الولاء أولاً وأخيراً للبلد.
وأكد أن لدينا اختلالاً واضحاً فى منظومة القيم فلابد من خلال المدارس والجامعات أن نؤكد على القيم الإنسانية والمساواة والإخاء بين كافة المواطنين.
الدين لله والوطن للجميع
وقال الأنبا بسنتى أسقف حلوان والمعصرة علينا أن نصلح من أنفسنا، ونملأ قلوبنا بالمحبة فى الأخوة وفى البشرية وشعب مصر والأمة العربية، وبعد أن نملأ القلوب بمحبة الخالق نستطيع أن نصلح من شأننا، وكل مسيحى له أصدقاء مسلمون والعكس فلابد أن نعمق هذه المبادئ من الطفل فى البيت وفى العلم ولابد أن يكون للمدرسة دور فى ذلك فنعلمه فيها كيف يحترم المسلم المسيحى ويحترم المسيحى المسلم كلاً على حد سواء، والمفروض أن يكون هناك دفعه وتوجيهه من قبل أولىّ الأمر فى شتى مناحى الحياة، وقال إن هناك 65 شاباً تطوعوا فى حلوان لمساعدة رجال الأمن فى حماية الكنائس فى عيد الميلاد، وأضاف أن المصريين يملكون قيماً ورثناها من أيام الفراعنة سواء مسيحيين أو مسلمين لابد أن نحافظ ونتمسك فيها فهناك ميراث ثقافى قومى فالدين لله والوطن للجميع.
ولابد أن نشعر كل مواطن أن يأخذ حقوقه كاملة حتى يعم العدل ويزداد الترابط والمحبة ونرفض من يخرج عن هذه القيم ويتصدى لمؤسسات الدولة والمجتمع المدنى، ولابد أن نعلم من يتغدى بأخويا هيتعشى بيا، والشيطان له طرق كثيرة يجعل الناس كيف ترتطم وتصطدم ببعض فعلينا أن نواجه الشيطان حتى نعيش فى أمن وسلام وأكد بسنتى على شكر الرئيس مبارك الذى قال فى خطابه «آن الأوان كى نقطع رأس أفعى الإرهاب».. كما أكد أن الحادث ليس موجهاً للكنيسة والأقباط بل إلى مصر كلها كدولة وشعب دون التفرقة بين مسلم أو قبطى ولابد أن نتصدى لمثل هذه الأحداث بلم الشمل المصرى والاتحاد.
معالجة السلبيات
وأضاف منير مجاهد رئيس منظمة مصريون ضد التمييز الدينى، أنه قبل كل شئ لابد من معالجة السلبيات فهناك شحن طائفى يتم فى وسائل الإعلام بين المواطنين فلابد على المدى القصير أن نحاسب المسئولين فى الأجهزة الأمنية على التراخى والإهمال خاصة أن هناك تهديداً مسبقاً من قبل القاعدة باستهداف الكنائس ولابد من ملاحقة الجناة، والقبض عليهم وسرعة البت فى الأحكام.
فى مثل هذه الحالات، وقال منير إنه لابد من إصدار قانون موحد لدور العبادة وهو موجود فى أورقة مجلس الشعب وأيضاً القانون المقدم من المجلس القومى لحقوق الإنسان وهو قانون تكافؤ الفرص وحظر التمييز، وعلى المدى المتوسط تجديد الثقة فى الدولة المدنية القائمة على مبدأ المواطنة والمساواة كما أن مراجعة كل ما يؤخذ من قرارات تصدر متميزة إلى فئة أو مدعاة للتميز.
تغيرات شخصية
من جانبه أرجع د. ماجد الديب رئيس جامعة عين شمس الأحداث الأخيرة التى تمر بها مصر إلى التغييرات التى حدث بالشخصية المصرية، وتمثلت فى البعد عن الاعتدال فى التدين والوطنية واحترام الآخر والرضا وهى الصفات التى كان قد اشتهر بها المجتمع المصرى، على مدى تاريخه وحافظ على نسيج المجتمع.
وأضاف الديب: هناك عدد من التغيرات السلبية أيضا حدثت بالشخصية المصرية مثل ضعف الانتماء للوطن وأرجع ذلك إلى الاتجاه نحو العمل فى دول الخليج وما نتج عن ذلك من التشبث والتمسك بعادات هذه الدول، مضيفاً أن ارتفاع مستوى الطموحات والتطلعات فى السبعينات فى القرن الماضى كانت وراء تخلى الفلاح عن أرضه بالبيع أو التجريف وما نتج عن ذلك من الهجرة إلى المدن القريبة، مما أحدث خللاً فى النسيج الاجتماعى للمدينة أدى إلى إنشاء جيل جديد يفتقد الانتماء للمكان الذى نشأ فيه فهو ناقم وحاقد على المجتمع بصورة دائمة مع أنه يمثل فى نفس الوقت عبئاً على سكان المدينة وساعد على وجود ظاهرة فريدة تهدف فقط للربح السريع فاقد للجذور.
جينات واحدة
ومن جانبه يؤكد الإذاعى والكاتب الصحفى الكبير فايز فرج على وجود عدد من الاسباب التى أدت إلى هذه الحالة من الاحتقان الطائفى الموجود فى مصر حالياً وقال لابد أن نعترف فى البداية أن هناك اتجاها تعصبيا موجودا فى مصر لدى المسلمين والمسيحيين طرأ على الساحة منذ فترة وهو لم يكن موجودا فى فترة الخمسينيات والستينيات وبدايات السبعينيات إذا كان المناخ حراً طليقاً، كان بالفعل نطلق عليه الزمن الجميل لم يكن هناك حراسات خاصة على الكنائس وكان من الممكن أن ترى رئيس الوزارة مسيحيا وكل حكومة بها 3 أو 4 وزراء مسيحيين ولكى نعطى حلولا وأفكاراً للخروج من هذه الازمة ينبغى الاخذ فى الحسبان مقدمات هذا الحادث الأليم مع أن العناصر المشتبه فى تنفيذ هذا التفجير غير مصرية ولا تستحق أن تكون مصرية ومسلمة هى عناصر لا تريد الخير لمصر.
وأشار فايز إلى أن بداية الاحتقان الطائفى كان فى المدارس ومنذ الطفولة فى كتب اللغة العربية والمطالعة فلابد من تغيير المناهج، ولابد أيضاً من وزارة الأوقاف ان تهتم بالدعوة وترشد الخطاب الدينى. وجعله خطابا دينيا مسئولا يعبر عن الإسلام الحقيقى وهو أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده يجب على الدعاة أن يعبروا عن مزايا الإسلام.
ومع أننى قبطى إلا أننى أقرأ دوماً القرآن الكريم وأحفظ بعض آياته وبعض الأحاديث النبوية الشريفة وأومن حقيقة بأن الإسلام دين السلام والحب لذلك نقول عن نبى الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه نبى الرحمة.
ويضيف فرج، أدعو أيضاً رجال الكنيسة والقساوسة والكهنة والاساقفة أن ينشروا دعوة الحب فالمسيح قال حبوا أعداءكم فما بالنا بالمسلمين الذين ليسوا أعداءاً بل اخوة،فالجينات المصرية كلها واحدة موجودة منذ آلاف السنين بكل قبطى مسيحى وكل قبطى مسلم.
ينبغى أيضاً على وزارة الإعلام التصدى لكل القنوات الفضائية التى من شأنها تأجيج الفتنة وزعزعة الاستقرار وخاصة القنوات الموجهة من الخارج يكفينا الأزهر الشريف فى الدعوة إلى الإسلام وتكفينا الكنيسة بالدعوة إلى المسيحية.
يجب أيضا نشر ثقافة المواطنة واحترام الآخر بالمؤسسات التعليمية قبل الجامعى والجامعى والتى تؤكد على مدنية وعلمانية الدولة فهى ليست كفرا ولابد أن يكون هناك فصل حقيقى بين الدين والدولة.
ينبغى أيضاً أن نعتبر الدراما أن المسيحيين جزء من هذا المجتمع ومن الملاحظ أنه قد بدأت المسلسلات تأخذ هذه النقطة فى الاعتبار ويجب ان تبرز هذه المسلسلات والبرامج العلاقة الحميمية بين المسلمين والأقباط فى مصر ولن أستطيع ان أنسى أبداً ما حييت عندما كنت طفلاً صغيراً وكانت تعد والدتى أناء كبيرا حتى يستوعب كميات اللحم الهائلة التى كانت تهدى إلينا من أصدقائنا المسلمين فى عيد الأضحى نريد أن يعود هذا الحب مرة أخرى وهذا ما بدأت بشائره تلوح فى الافق فبعد الحادث مباشرة تجمع كل المصريين على قلب رجل واحد، المجتمع المصرى متماسك بدرجة فريدة على عكس الدول الاخرى حيث يذوب المسلم والمسيحى تحت الجنسية والمجتمع المصرى.
اليقظة الدائمة
مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين طالب المجتمع المصرى باليقظة الدائمة ضد المؤامرة التى لا تزال مستمرة وتستهدف إثارة الفتنة بين المسلمين والأقباط فى مصر والشرق الأوسط بأكمله معتبراً الحادث فرصة ذهبية لحسم كل الملفات التى تقلق المصريين وجميع المسيحيين خصوصاً.
وأشار إلى أن حقوق المسيحيين بالفعل منقوصة من وظائف وبناء دور عبادة مضيفاً أنه يتم الحديث عن تلك الأمور منذ سنوات ولا جديد .
وطالب نقيب الصحفيين الحكومة بدعم حكومة العراق الحالية لمناهضة تنظيم القاعدة عندها كاليمن أيضاً لأن سقوط مصر فى فخ الإرهاب سيؤدى إلى سقوط مدوِّ لدول الخليج والشرق الوسط لأن القاعدة والإرهاب نجحا فى تمزيق وحدة العراق ودفع المسيحيين للهجرة ويسعى حالياً إلى دفع المسيحيين والمصريين إلى الكفر بوطنهم.
وحذر مكرم من حرب صليبية أو فتنة دينية جديدة تهب على مصر والمنطقة مطالباً المصريين بالترابط والتلاحم صفاً واحداً لأن هذا الترابط هو صمام الأمان أمام الأجندة التى يضعها الإرهابيون لتمزيق أوصال الوطن.
وطالب السلطات المصرية باتخاذ مزيد من اليقظة لمنع تلك المحاولات الإجرامية التى تهدف إلى تمزيق وحدة الشعب المصرى والتى تستنكرها جميع الأديان السماوية.
وأشار نقيب الصحفيين إلى أن أخطر ما طرأ على حالة الفتنة الطائفية فى مصر خلال الفترة الماضية هو دخول بعض رجال الدين إلى الجانب المسلم والمسيحى معترك الفتنة.
ولخص مكرم أسباب التشاحن بين أقباط مصر ومسلميها فى أربع قضايا مهمة أولها قضية توسيع وبناء وترميم الكنائس التى تكون القاسم المشترك فى معظم حوادث الفتنة متسائلاً: لماذا لم ننجح فى حل هذه المشكلة التى ما تزال تعكر صفو العلاقات بين الأقباط والمسلمين؟
المشكلة الثانية هى تكبير حجم بعض المشاكل الإنسانية الصغيرة والثالثة تتعلق بضرورة التزام الدولة بوضع برنامج تنفيذى يستهدف تطبيق كل حقوق المواطنة على اقباط مصر بما يكفل المساواة فى كل الحقوق بين المواطنين.
أما المشكلة الأخيرة فتتعلق بحقوق تغيير المعتقد والديانة باعتبارها حقوقاً شخصية طبيعية.
وطالب مكرم الكنيسة بأن تعود إلى ينابيعها الأولى عندما كانت جزءاً من محيطها الوطنى والاجتماعى تحفها القلوب.
مظاهر التمييز
أما د. مصطفى الفقى فقد قال إن أغلب مشاكل الأقباط تم حلها خلال ال 20 عاماً الأخيرة لكنه أكد فى الوقت نفسه أن من يدعى عدم وجود مشاكل للأقباط فى مصر ويرسم صورة وردية لهم فى مصر يدفن رأسه فى الرمال.
واضاف أن السواد الأعظم من المصريين مسلمين ومسيحيين يرفضون التطرف بكل معانيه وشدد على أن إقرار قانون البناء الموحد لدور العبادة يحل 50% من المشاكل الطائفية مشيراً إلى أنه لدى الأقباط فى مصر الحق فى المطالبة بالتواجد فى المؤسسات المهمة فى مصر مثل الجيش والشرطة والقضاء مطالباً الدولة بضرورة أن تعين رئيس جامعة قبطياً وتزيد من عمداء الكليات الأقباط.
وأشار الفقى إلى أن الرئيس مبارك لبى الكثير من مطالبهم خلال الفترة الماضية وآخرها اعتبار 7 يناير من كل عام عيداً وطنياً، وهو مطلب للأقباط منذ 1919 لافتاً إلى أن الدولة المصرية تعمل على إلغاء أى مظهر للتمييز خاصة فى ظل ما يحققه الدستور من مساواة بين المصريين بغض النظر عن اللون أو العرق أو الدين.
وأشار إلى أن الحادث لايمكن أن يكون طائفياً بل هو حادث إجرامى جاء وفقاً لمخطط لزعزعة الاستقرار بسبب حقد دفين لدى قوى خارجية ورغم أن الجميع يعرف أن جهات خارجية تقف وراء هذا الحادث الإجرامى لكن لا أنكر أن لدينا بالداخل ضعاف نفوس قائلاً: لا أتصور أن يتم تنفيذ عمل إرهابى فى بلد إلا إذا وجد فيه لوجستيك وعمليات اتصال وتنفيذ من داخل البلد.
وأضاف الفقى أن ماحدث ب «القديسين» رسالة موجهة للدولة المصرية وليست موجهة للإخوة المسيحيين ولكن العدو بحث عن أضعف جزء فى نسيج هذا الوطن فوجد كثيراً من الخلافات والأحداث الطائفية والتى حاول الضرب عليها لتأجيجها وإشعال نار الفتنة فى مصر.
إصلاح آثار التفجير
فى حين طالب د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع بضرورة تكاتف كل القوى الوطنية لمواجهة هذا التحدى وعلى الحكومة أن تقوم بإصدار القوانين التى تنظم علاقة الأقباط بالمجتمع.. متسائلاً أين قانون دور العبادة ولماذا لم يظهر إلى النور حتى الآن؟!
وقال السعيد إننا نحتاج إلى إرادة سياسية حازمة تحقق التكافؤ الفعلى والعمل فى كل المجالات وبلا أى تمييز ونحتاج أيضاً تعليماً يليق بمصر والمصريين وإعلاماً خالياً من شوائب التطرف.
وألمح السعيد إلى أنه كان قد طلب من أعضاء الحزب تضامنهم كل فى موقعه مع الإخوة الأقباط سواء بزيارات التهنئة بمناسبة أعياد الميلاد أو للعزاء وأنه دعا إلى تأسيس لجنة شعبية تضم مثقفين وسياسيين ورجال أعمال ومواطنين وأساتذة كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية لجمع تبرعات وتتولى كلية الفنون استخدام هذه التبرعات فى إصلاح كنيسة القديسين والمسجد المواجه لها من آثار التفجير.
وقفة جادة
من جانبه يقول د. أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث إنه يجب التصدى لهذه الطوائف التى تسعى لضرب الأمن والاستقرار المصرى ونشر بذور الفتنة بإتاحة مساحة واسعة للإعلام الدينى المستنير فى كل وسائل الإعلام، والحرص على عمل ندوات للتوعية والمحاضرات ودروس التوعية بالمساجد والكنائس.
وأوضح د. عمر هاشم أن المؤسسة الدينية يجب أن تقوم بدور مضاعف بتصحيح المفاهيم الخاطئة التى ترتكب تحت اسمها هذه الجرائم حيث يتصور من يقوم بهذه الفعلة الشنعاء أنه شهيد بل هو منتحر وفى النار، حيث يجب على العلماء تصحيح المفاهيم مؤكداً أنه لا يجب أن نترك المؤسسة الأمنية وحدها فى الشارع لأنه ربما يفلت البعض من طائلة رجال الأمن لكن اليقين أنه لن يسيطيع أحد أن يفلت من الله ومن هنا نجد أنه لابد من غرس الضمير الدينى فيمن يرتكبون هذه الجرائم، وأشار إلى أنه لا يمكن أن يعالج الإرهاب بالإرهاب لأن هذا فكر لا يواجه إلا بالفكر وعلى هذا فهناك واجب مشترك بين جميع الوزارات والمصالح الحكومية ومؤسسات المجتمع المدنى وعلى كل بيت فى مصر أن يقاوم لأن الموضوع خطير ويحتاج إلى وقفة جادة موضحاً أننا قد نجحنا من قبل فى ذلك عندما كنا نناقش من وقعوا فريسة التطرف والإرهاب.
وأضاف د. عمر هاشم أن من يرتكب هذا الجرم لايمثل الإسلام ولا أى دين لأن كل الأديان كرمت الإنسان والإسلام ينظر إلى من قتل نفس بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً.
وفى النهاية يقترح د. هاشم إعادة ندوة الرأى التى ظهرت بعد مقتل الرئيس السادات وبعد ظهور مثل هذه الأحداث والذى كان يقدمها الأستاذ حلمى البلك حيث كان يترك الفرصة للجميع أن يسأل عما يدور بداخله ونحن نجيبه فكان فيه توضيح للأمور والرؤى.
جريمة نكراء
ويرى د. سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن ماحدث فى الإسكندرية يوصف بأنه جريمة نكراء ولا علاقة للإسلام بها على الإطلاق، حيث إن الإسلام يفرض علينا حماية دور العبادة والإنسان الذى هو أعظم حرمة عند الله تعالى من أى دار عبادة حتى الكعبة الشريفة والإنسان بنيان الله تعالى ملعون من هدمه.
وأضاف وكيل وزارة الأوقاف لا أحسب أن مسلماً يعرف الإسلام أو مصرياً يحيا على أرض مصر يحبها ويحب أهلها يمكن أن يقدم على هذه الفعلة الشنعاء.
قائلاً: إذن علينا أن نبحث عن الفاعل الحقيقى، إنه مجرم يريد أن يحدث فتنة بين أبناء الأمة المصرية، يريد أن يزعزع استقرارها، وهو عند الله تعالى مرتكب جرم عظيم بل لجرائم عديدة على رأسها جريمة الانتحار والتى أخبر الرسول بأن مصيره فى النار حيث قال «من تردى من جبل فقتل نفسه فهو فى نار جهنم يتردى خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تحسم فقتل نفسه فسمه فى يده يتحساه فى نار جهنم خالداً» هذا فيمن أهلك نفسه وحدها فكيف بمن أهلك نفسه وقتل غيره وروع الأمنين وأفسد فى الأرض ونشر الرعب؟
ويتساءل د. سالم من هو صاحب المصلحة المستفيد من كل هذا؟ ويجيب عن نفسه قائلاً لا أظنه إلا عدواً ماكراً، لا يدين بديننا السمح ولا ينتسب إلى مصرنا التى تربينا فيها على حب الجميع بعضهم لبعض.
واختتم كلامه قائلاً يجب على العقلاء من أبناء الأمة «دعاة ومثقفون وأدباء وفنانون.. وغيرهم» أن يعرفوا أننا فى خندق واحد كمن يركب سفينة فى عرض بحر متلاطم الأمواج، إن لم نتعاون ونتكاتف ونبذل ما فى وسعنا لاستقرار السفينة فلن ينجو أحد ولن تفرق الأمواج بين جان ومجنى عليه ولا بين إنسان وآخر فليعمل الجميع ما بوسعه لترسو السفينة على بر الأمان، وقد حان الوقت أن يقوم الدعاة «إسلامى ومسيحى» بواجبهم الدينى والقومى من توعية لأبناء مصر بما يريده العدو المتربص.
زعزعة الاستقرار
من جانبه عبر الشيخ عمر الديب وكيل الأزهر عن استيائه تجاه حادث كنيسة القديسين الذى وصفه بأنه عمل إرهابى وإجرامى وليس عملاً طائفياً أو دينياً، مشيراً إلى أن مثل هذه الحوادث لم يقصد بها مسيحى أو مسلم لكنها تهدف إلى ضرب استقرار وأمن الوطن.
وأشاد وكيل الأزهر بالموقف الإيجابى من فئات المجتمع المصرى شعباً وحكومة وقائداً مؤكداً أن هذا ليس بجديد على الشعب المصرى الذى عاش كأسرة واحدة منذ دخول الإسلام إلى مصر منذ أكثر من ألف وربعمائة سنة، حينما التقى المسلمون الأوائل بقيادة عمرو بن العاص بإخوانهم من المصريين الذين أحسنوا استقبالهم ورأوا فيهم الخلاص من حكم الرومان المستبد ودخل الكثير من أهل مصر الإسلام طواعية وصار الجميع تحت ظلال وطن واحد تقلهم أرض مصر وتظلهم سماؤها وعاشوا معاً فى وحدة يكتنفها التآزر والتكافل حتى لا تكاد تعرف من هو المسلم ومن هو المسيحى، إلا إذا سألته عن ديانته.
ويروى الشيخ الديب مثالاً رائعاً يوضح فيه الحب المتبادل والاحترام بين فئات الشعب المصرى بأنه قد حدث منذ فترة ليست بالبعيدة أن جاء أحد المسيحيين إلى مشيخة الأزهر وطلب من فضيلة الإمام الراحل د. محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر آنذاك أن يتوسط له عند قداسة البابا شنودة لأمر من الأمور، فما كان من فضيلته إلا أن لبى له رغبته لما كان يربطه من علاقات أخوية صادقة وصداقة عميقة مشيراً إلى أن هذا يدل على العلاقة المتأصلة بين الشعب الواحد وهذا ما يجب أن يعيه المسلمون جميعاً.
وأشار وكيل الأزهر إلى أن ما يثار من فتنة بين الحين والآخر، ما هو إلا خدمة لأعداء هذا الوطن تموله جهات أجنبية رغبة منها فى زعزعة الأمان والاستقرار لهذا الوطن.
وشدد على أهمية دور رجال الدين فى المساجد والكنائس بنشر هذه المبادئ ويحذرهم من المداخلات الأجنبية التى تزرع بذور الفتنة لأن ذلك فى غير مصلحتهم وفى غير مصلحة الوطن وكذلك رجال الإعلام أن تراعى حرمة هذا الوطن ووحدته واستقلاله لأن هناك بعض وسائل الإعلام تساعد بقصد أو غير قصد على تأجيج نار الفتن وهذا غير مقبول.
وينصح د. محمود مهنى نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع أسيوط بأنه يجب على الجميع أن يعى أن الديانة المسيحية هى الديانة الأولى التى كرمت بنى الإسلام وكرمت أصحابه على أرض الحبشة، كما أن ملك الحبشة النصرانى هو الذى خطب لرسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان ودفع لها المهر ووصفه النبى بأنه ملك عادل لا يظلم عنده أحد لأنه يطبق الديانة المسيحية وسماحتها.
هذا إلى جانب أن النبى صلى الله عليه وسلم أكرم نصارى نجران وأدخلهم مسجده الشريف وأذن لهم بالصلاة داخل المسجد النبوى.
وأضاف د. مهنى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إن فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيفاً فهم خير أجناد الأرض ولا يزالون فى رباط إلى يوم القيامة موضحاً أن القرآن والسنة اعتبرا دم أهل الكتاب مصاناً بالعمد والخطأ فمن قتل من المسلمين نصرانياً أو يهوديا غير محارب يقتل ويكفى أن نعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام أول من دعا إلى المواطنة وطبقها فى صحيفة المدينة.
وذكر قائلاً لا ننسى القس مرقص الذى وقف على منبر الأزهر وقال إن الإنجليز يحتلوننا بحجة حماية الأقباط وأنا أقول إننا على استعداد أن نقدم الأقباط شهداء من أجل مصر موضحاً أن كل هذا حقائق لو علمها الجميع وعمل بها ونشرناها بيننا لقطعنا الطريق على كل من يتربص بنا ليضرب وحدة هذا الوطن وأمنه واستقراره.
أما د. جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية يقول إن هذا الاحتقان فيه جزء نتيجة ممارسات متوارثة منذ زمن فلابد أن نتمسك بالمواطنة لتكون الشعار فى إطار سياسات عامة فى التعليم و الإعلام وفى الدعاية المختلفة لذلك يجب أن نعى كيف ننفذها ونطبقها بدقة على جميع الناس، أيضاً تقوم الدولة بتطبيق القانون فى حدود الالتزام بتلك السياسات الأمر الآخر لابد أن تكون هناك آلية للمكاشفة بحيث تكون هناك مسألة تنظيمية أو إدارية عندما تحدث أخطاء نتجاوزها.
ويقول د. جهاد الحل يأتى فى إطار دولة مدنية وليس فى حلول تقليدية فلابد أن يكون الأساس فى الدولة أساساً مدنياً وليس دينياً، وأضاف د. جهاد أن الأزمة ظهرت لأن المجتمع المصرى لم يكن لديه قدرة ولا رغبة لوجود دولة مدنية.
فيصل مبدأ المواطنة
أما الدكتور عمرو الشوبكى الخبير فى الحركات الإسلامية والباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام يقول إن هذه الأزمة لها بعدان البعد الأول يتعلق بأن هذا العمل إرهابى والمتورط فيه تنظيم القاعدة أو بعض العناصر المحدودة ربما شخصين أو خمسة أشخاص على الأكثر والأمن قادر على التعامل مع مثل هذه الجرائم الإرهابية. أما الشق الثانى المتعلق بتأصيل مبدأ المواطنة عن طريق تفعيل قانون دور العبادة الموحد وأن يتساوى المسلمون والمسيحيون فى التعامل مع مؤسسات الدولة وهناك جانب آخر يتعلق بالخطاب الدينى وتنقية المناهج التعليمية.
وأضاف الشوبكى أن المجتمع والأمن المصرى نجح فى أن يهدم ويقضى على الإرهاب فى أوقات أصعب من ذلك حيث نجح فى التعامل مع الجهاد المسلح والجماعات الإسلامية.
وقال إن المصريين قادرون على محاربة الإرهاب وقادرون على تخطى الأزمة والتعامل مع كل المستجدات بين المسلمين والأقباط والتخلص من الأفكار المندسة التى تعمل على تدمير المحتمع المصرى.
حلول عاجلة
ومن جانبه يرى الدكتور عمار على حسن الخبير فى شئون الحركات الإسلامية أنه لا يمكن أن نتجاوز هذه الأزمة بحلول نمطية جربناها من قبل لابد أن نعترف أن هناك أزمة يجب أن نواجهها كما ينبغى وذلك لوضع حلول على المدى البعيد كوجود مشروع سياسى يلتف حوله المصريون مسلمين ومسيحيين هذا المشروع أودى بنا إلى هذا الطريق.
ونحتاج أيضاً لمثل هذا المشروع لتفريغ الطاقة فى طريق إيجابى كما نحتاج إلى وضع حلول أخرى على المدى القريب عن طريق التلاحم الوطنى بين المسلمين والأقباط من جديد ليس على المستوى الرسمى بين الأزهر والكنيسة.
وأضاف د. عمار أنه يجب إعادة النظر فى العلاقة التى تردت بين قطاعات من المسلمين والأقباط وأن نعمل على نشر روح التسامح وتقبل الآخر وتنمية الشعور الجارف للوطنية بغض النظر عن الانتماء الدينى كما نحتاج إلى الجدية فى النظر إلى قانون العبادة الموحد وأن تعود الانتخابات بالقائمة عن طريق الاختيار الشعبى كما نحتاج أن نعمق فى المدارس من قيمة المواطنة والتسامح والحب بين جناحى الأمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.