حققت ميشيل إيلو مارى نجاحا جديدا فى سجلها السياسى المشرف بتوليها حقيبة سيادية فى حكومة الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، ويأتى تولى إيلو مارى منصب وزيرة الخارجية الفرنسية خلفا لبرنار كوشنير لتحطم بذلك الرقم القياسى فى تولى حقائب وزارية سيادية منذ 2007 فى عهد ساركوزى فقد بدأت بوزارة الداخلية، ثم خلفت الوزيرة رشيدة داتى بوزارة العدل وأخيرا وزارة الخارجية، ولكن السؤال المطروح على المشهد السياسى الفرنسى هو هل ستتحمل إيلو مارى تتدخل ساركوزى ومعاونيه فى الشئون الخارجية، فقد كان السبب الرئيسى وراء الخلافات المستمرة بين كوشنير وساركوزى هو تدخل الأخير فى الملفات الخارجية عبر أقرب مساعديه وهما أمين عام الرئاسة كلود جيان ومستشار الرئيس الدبلوماسى السفير جان دافيد ليفيت. الأول تخصص بشئون الشرق الأوسط وبلدان المغرب وأفريقيا أما الثانى فتسلم ملف العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين، مما كان يعنى أن دور كوشنير تهمش كثيرا. وفى سياق متصل ذكرت فرانس تى فى – على موقعها على الإنترنت – أن كوشنير لم ينجح خلال السنوات الثلاث التى أمضاها فى الخارجية فى التفاهم مع الدبلوماسيين، ويقول فى هذا السياق دومينيك مويزى - من المعهد الفرنسى للعلاقات الدولية - إن كوشنير «تصرف بشكل انفعالى وعاطفى». وكان بالتالى رجلا يسعى وراء حلول عادلة الا انه اظهر فى بعض الاحيان ترددا فى حسم المواقف. وأضاف مويزى «لم يتم اختيار كوشنير لانه يفهم العالم بشكل افضل، بل لأن الاليزيه أراد القيام بعملية سياسية. ورأى أصدقاء الرئيس أنه لن يخلق مشاكل لكونه ليس رجل ملفات». ومع الإرث الثقيل الذى ورثته إيلو مارى من كوشينر سيظل السؤال مطروح حول دورها ومدى صلاحيتها فى الحفاظ على علاقتها بقصر الإليزية وتنفيذ مهامها كوزيرة للخارجية، إلا أنه وفقا للوضع السياسى الحالى للرئيس ساركوزى فمن الممكن أن يترك لها الرئيس مزيدا من الصلاحيات وذلك لأن إيلو مارى تضمن له تحالف اليمين معه فى انتخابات الرئاسة 2012 هو فى أشد الحاجة إلى مثل هذا الدعم بعد تتدنى شعبيته فى استطلاعات الرأى الأخيرة بفرنسا نتيجة قراراته الأخيرة المتعلقة بقانون المعاشات الجديد وترحيل الغجر من فرنسا. من وجهة نظر ساركوزى فقد أثبتت جدارتها فى المناصب الوزارية التى تولتها فى منصب وزيرة للشباب والرياضة فى حكومة فرنسوا ميتران، وبعد توليها وزارة الدفاع استطاعت أن تفرض سيطرتها على جنرالات الجيش الفرنسى كما قامت بزيارة القوات الفرنسية فى مناطق الصراعات فى العالم وموقفها الحازم تجاه تتدخل القوات الفرنسية فى العراق رغم ضغوط وزير الدفاع الأمريكى السابق دونالد رامسفيلد. وبعد توليها وزارة الداخلية عملت على خلق نوع من مكتب التحقيقات الفيدرالى الفرنسى ليوحد جهود الأجهزة الأمنية الفرنسية، وأخيرا كوزيرة للعدل عرضت التشريعات التى تحظر ارتداء النقاب فى الأماكن العامة.