بعد يوم من تقديم حكومة رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون استقالتها, أعلن قصر الإليزيه أمس أن الرئيس نيكولا ساركوزي قد أعاد تعيين فيون رئيسا للوزراء. وكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة, ليضع بذلك حدا للتكهنات التي أثيرت خلال الشهور الماضية ويأتي الإعلان عن اختيار ساركوزي لفيون لتشكيل الحكومة الجديدة لانهاء المنافسة التي شهدتها الأيام الماضية بين فيون وجان لوي بورلو وزير البيئة والطاقة في الحكومة المستقيلة علي رئاسة الوزارة الجديدة. وهذا التعديل الوزاري هو الرابع خلال رئاسة ساركوزي, وجري التلميح إلي هذا الإجراء في الربيع الماضي بعد الأداء الهزيل للحكومة في الانتخابات الإقليمية, وسجلت شعبية الرئيس مزيدا من الانخفاض بسبب تطبيقه هذا الشهر إصلاحا في نظام المعاشات يرفع سن التقاعد عامين. وقال المحللون إن الرئيس يأمل من وراء التعديل الوزاري في تحسين صورته اعتمادا علي شعبية فيون الكبيرة قبل محاولته المتوقعة خوض الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها عام2102 للفوز بفترة ولاية ثانية. ومن المحتمل ان تشهد الحكومة الجديدة عودة رئيس الوزراء السابق آلان جوبيه وزيرا للدفاع, ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن الحكومة الجديدة خلال ساعات, كما يتوقع أيضا أن يقل عدد الوزراء في الحكومة الجديدة من73 حاليا إلي62 وزيرا. وأكد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون التزامه بتحمل المسئولية خلال هذه المرحلة الصعبة من تاريخ فرنسا. وقال فيون في بيان صادر عقب اختيار ساركوزي له لتشكيل الحكومة الجديدة إن الرئيس ساركوزي ظل منذ عام7002 وعلي الرغم من المحن والمعارضة والهجوم عليه مخلصا لتوجهه الاصلاحي, بدعم ثابت من الأغلبية البرلمانية. وأكد فيون أيضا التزامه بتعزيز المكتسبات وضمان أمن كافة الفرنسيين, في مرحلة جديدة يتعين أن تتيح لفرنسا تعزيز نمو اقتصادها لصالح خلق فرص عمل جديدة, بعد ثلاث سنوات ونصف من الإصلاحات الشجاعة التي جرت علي الرغم من الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية القاسية. وأضاف أن إخلاصه للالتزام بالعمل إلي جانب الرئيس ساركوزي, كرد علي ثقة الرئيس فيه, تنبع من تقديره الشخصي العميق تجاهه ومشاركته له في العمل لصالح البلاد. وتفيد تقارير صحفية أن جان لوي بورلو منافس فيون قد رفض المناصب التي عرضت عليه ومن ثم سيترك الحكومة, كما أن جان فرانسوا كوبيه قد رفض وزارة الداخلية لكن بوريس أورتفو سيظل في منصبه, ومن المتوقع أن تتولي ميشيل إليو ماري وزارة الخارجية خلفا لبرنار كوشنير.