اجمعت الصحف الفرنسية وآراء المحللين علي ان التغيير الحكومي الذي شهدته فرنسا يمثل استمرارية اكثر مما يمثل تغييرا ويعزز موقع رئيس الوزراء - الذي أعيد تعيينه - فرانسوا فيون علي حساب رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي. فقد اتفق المحللون علي ان تشكيل الحكومة الجديدة في فرنسا يعطيها ميلا اكثر يمينية من سابقتها وتهدف الي »رص صفوف فريق من الموثوق بهم المكلفين بالقيام بحملة انتخابية وليس ادارة شئون البلاد«. وتتألف الحكومة الفرنسية الجديدة من 13 عضوا »أي أقل بسبعة وزراء عن سابقتها« بينهم 11 امرأة مقارنة ب 31 وزيرة في الحكومة السابقة. ويسجل التشكيل الجديد غياب وزراء منبثقين عن المعارضة اليسارية والمجتمع المدني ابرزهم وزير الخارجية السابق برنار كوشنير الذي كان لوقت طويل قريبا من الاشتراكيين. وشغلت ميشيل اليو ماري »46 عاما« المعتادة علي تولي حقائب وزارية رئيسية »العدل، الدفاع، الداخلية« منصب وزير الخارجية بينما تولي رئيس الوزراء الاسبق آلان جوبيه »56 عاما« وزارة الدفاع خلفا ل »أرفيه موران«. وحافظت كريستين »لاجارد« 45 عاما مدعومة باعتراف نظرائها الاجانب بجدارتها علي منصبها الاستراتيجي كوزيرة للاقتصاد وبقيت حقيبة الداخلية مع »بريس اورتفو« القريب من ساركوزي بالاضافة الي وزارة الهجرة مما يدل علي الغاء وزارة الهجرة والهوية الوطنية التي اثار انشاؤها عام 7002 وانشطتها الكثير من الجدل. ومن بين الغائبين البارزين »اريك فيرت« وزير العمل السابق الذي اجري الاصلاح غير الشعبي لنظام التقاعد والذي اعتبر مسئولا عن اسابيع من الاضرابات والمظاهرات. وتعرض »فيرت« ايضا للانتقاد في فضيحة سياسية ضريبية مرتبطة بالمرأة الاغني في فرنسا ليليان بيتانكو وريثة مجموعة مستحضرات التجميل »لوريال« وتعهد وزير العمل في الحكومة الجديدة زافيه برتران بالاجتماع مع زعماء النقابات العمالية خلال الايام القادمة والحكومة الجديدة تشهد وصول زوجين وزيرين هما ميشيل اليو ماري وزيرة الخارجية وباتريك اولييه الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان. ورأت زعيمة الحزب الاشتراكي المعارض »مارتين اوبري« ان تعيين فيون يمثل بلاغا من رئيس الجمهورية برفض الاستماع لصوت الفرنسين. وقالت صحيفة »ليوفيجارو« اليمينية ان ساركوزي اختار الاستمرارية باعادة تعيين فيون علي رأس الحكومة مؤكدة ان الرئيس اضطر الي اعادة تكليف فيون بسبب الشعبية الكبيرة والدعم الواسع اللذين يتمتع بهما. واكدت »لوفيجارو« ان ساركوزي قال بذلك »لا للتحول الاجتماعي«. واعتبرت صحيفة »ليبراسيون« اليسارية ان »جبل الاتصالات تمخض فولد فأرا سياسيا وان الاستمرارية تعلو كثيرا عن التغيير واكدت ان فيون خرج بالتعديل الوزاري معززا موقعه علي حساب موقع الرئيس.