حالة من الترقب والتأهب الأمنى القصوى تسود العاصمة الكورية سول استعدادا لاستقبال قادة ووفود العديد من دول العالم للمشاركة فى مؤتمر قمة مجموعة العشرين المقرر عقده فى الحادى عشر من نوفمبر الجارى، وذلك لمنع وقوع أى عمل مخل بالأمن أو هجمات من جانب كوريا الشمالية أو منظمات إرهابية، وهو ما يعنى تجدد الصراعات والأزمات بين الكوريتين. وتعد مجموعة العشرين «منتدى» رئيسيا للتعاون الاقتصادى الدولى وساعدت الإجراءات الحاسمة والواضحة التى اتخذتها المجموعة للتعامل مع الأزمة المالية والاقتصادية الأخيرة أن تجنب العالم الدخول فى حالة ركود مطولة ووضعت الاقتصاد العالمى على أول طريق التعافى، وفى خطاب ألقاه بهذه المناسبة دعا الرئيس الكورى لى ميونج باك شعبه الى بذل كل الجهود والتعاون لانجاح هذه القمة. كما تعهد بأن بلاده ستبذل قصارى جهدها لضمان وضع الاقتصاد العالمى على المسار الصحيح وأكد على ضرورة السعى إلى النمو المشترك والمتوازن بين الشركات العملاقه فى جميع بلدان العالم وبين الشركات الصغيرة لتحقيق مجتمع عادل، وستقود كوريا بوصفها الدولة التى تراس مجموعة العشرين عام 2010 الاتفاقيات الدولية التى تم التوصل إليها فى قمة تورونتو فى يونيو الماضى. ويرى سا كونج ايل رئيس اللجنة الرئاسية لقمة العشرين أنه لا يمكن أن يتم حل الأزمة المالية الحالية بدون التعاون الوثيق بين الدول ذات الاقتصاديات المتقدمة والصاعدة وبما أن كوريا صاحبة اقتصاد صاعد فإن ذلك يؤكد أنها تملك خبرات تنمويه ثرية تؤهلها بأن تشكل جسرا بين الدول المتقدمة والدول الصغيرة. وفى السياق ذاته أكد خبراء اقتصاديون ومسئولون فى الحكومة الكورية أنه من المقرر أن تتيح قمة مجموعة العشرين الفرصة لكوريا الجنوبية لتحول نفسها من وضعها الذى استمر لعقود كتابعه للقواعد إلى مشرعة للقواعد عبر المشاركة فى المساعى الدولية لوضع المبادئ اللازمة لما بعد الأزمة الاقتصادية العالمية. ويشير كيم هيونج جو وهو خبير فى معهد البحوث الاقتصادية إلى أن الدول المتقدمة كشفت عن حدود إمكانيتها فى عملية الاستجابة للأزمة المالية العالمية مما يؤكد إلى الحاجة للدول الناشئة لتعزيز دوره. ويؤكد مسئول فى وزارة المالية أن هذه القمة ستركز على وضع استراتيجيات للخروج من الأزمة وتحقيق النمو المستدام وإصلاح المؤسسات المالية الدولية ومراجعة المكافآت الضخمة التى تعطى للموظفين فى القطاع المالى مع مناقشة كيفية تأمين الأموال اللازمة لقضايا تغير المناخ وتحويل الاموال من الدول المتقدمة الى الدول النامية الفقيرة. وأضاف: على عكس القمم الثلاث السابقة والتى تعتبر رمزية إلى حد ما سنحاول فى هذه القمة أن نجعلها منبرا لقادة العالم لمناقشة القضايا العمليه التى تواجه الاقتصاد العالمى. على صعيد آخر وصفت كوريا الشماليّة الإجراءات الأمنية التى قررت كوريا الجنوبية اتخاذها بمناسبة قمّة العشرين بالعمل «الاستفزازى». وقالت صحيفة الحزب الحاكم فى كوريا الشمالية رودونغ سينمون إن الجنوب بصدد خلق «مناخ مواجهة عنيفة» عبر الإجراءات الامنية التى قرر أخذها يومى 11 و12 نوفمبر حين ستستضيف سيول رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين بينهم الرئيسان الأمريكى باراك اوباما والصينى هو جنتاو وأضافت الصحيفة فى مقال أعادت نشره وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن «كل هذه الضجة تنم عن طبيعة استفزازية ومسيئة» وهذا هو الهدف الاساسى للجنوب، بأن يتم وصفنا بالإرهابين بغية الاساءة الى سمعتنا واعطاء ذرائع لتكتيكاته الصدامية والحربية». وكان قائد الشرطة الكورية الجنوبية شوهيون هو قد أعلن أن قوات الأمن «شديدة اليقظة» بسبب احتمال وقوع هجمات قد تشنها بيونج يانج التى سبق لها وأن عمدت الى زعزعة أمن العديد من الاحداث الدولية التى استضافتها الجنوب.