تنطلق اليوم في كلية الآداب في القيروان ندوة دولية تنظمها مدرسة الدكتوراه في الكلية بعنوان «النص والسياق» ، في إطار التظاهرات الكبرى التي تقدمها وتستمر لمدة ثلاثة أيام لتشمل عشر جلسات علمية يشارك فيها عدد مهم من الباحثين المعروفين وطنيا وعربيا، وتحمل الندوة عنوان "النص والسياق". تنطلق الندوة من سؤال مهم في المعرفة الإنسانية يشغل المهتمين بتحليل خطاب النصوص الأدبية والحضارية واللغوية، لتلفت الانتباه إلى أهمية السياق النصي في تحليل الخطاب، وهي بذلك تتجاوز المقاربات اللسانية اللغوية العازلة للخطاب عن سياقه ومرجعه، وتعتبر الورقة العلمية للندوة في هذا المجال «أنّ السّياق يضيف إلى الدّلالة اللغوية في النصّ دلالات جديدة، ويفتح إمكانيات تأويل متعدّدة بتعدّد زوايا النظر، وهذا ما يجلو وظائف السّياق ودوره في إنشاء الخطاب. وقد تفطنت مدرسة التّحليل النّقدي للخطاب إلى أهمية السّياق في التّحليل، وإلى مداخل تصنيفه، وجعلت منه مجالا للتنظير" وتلفت الورقة العلمية الانتباه إلى أهمية التفاعل بين النص والسياق معتبرة «أنّ التّفاعل بين النصّ والسّياق يوفّر مجال تحليل خصب في دراسة النّصوص بمختلف أنواعها». وتهدف الندوة إجرائيا إلى «إثارة جملة من القضايا المرتبطة بإشكاليّات العلاقة بين النصّ بما هو مجموعة من العلامات والعلاقات التركيبيّة والنسقيّة، والسّياق باعتباره محدّدات توجّه المعنى، ضمن رؤية تعمل على فتح مسالك جديدة تتجاوز التصوّرات السّائدة… وتطرح المداخلات العديد من الإشكاليات المرتبطة بقضايا الخطاب واللغة والأدب والحضارة، مشتغلة على نصوص لغوية وحضارية وأدبية. وتشهد الندوة مشاركة باحثين عرب مثل سعيد بنكراد ومحمدالخطابي والحبيب الدائم ربي من المغرب، إضافة إلى أكاديميين من الجامعة التونسية مثل جليلة طريطر والطاهر بن يحيى ورضا بن حميد ومنجية عرفة منسية ورمضان العوري وأسماء أخرى ستتوزع مداخلاتها على امتداد عشر جلسات علمية. تطرح بعض الجلسات المسألة من زاوية نظرية ومن زاوية الفلسفة واللغة والخطاب، من ذلك الجلسة الأولى التي تغوص في إشكاليات مفهومية فيتحدث محمدالخطابي عن نجاعة السياق في الفهم وحدوده. وحسين حمودة عن تحولات السياق واختبار النوع الأدبي. في حين يتحدث كمال علوش عن فاعلية السياق وحيز المعنى عند ستيفن أولمان. أما منجية عرفة منسية فتتناول إشكالية النص العلمي والسياق المذهبي، كما تتناول جلسات أخرى السياق من خلال علاقته بعدة خطابات يومية وفنية فتتناول مداخلات الجلسة الثانية السياق في علاقته بعدد من الخطابات، مثل الخطاب السياسي، الخطاب الإشهاري والأدبي والمسرحي، من خلال أبحاث الطاهر بن يحيى ورمضان العوري وعبدالدائم السلامي وعبدالكبير علاوي. وتتناول جلسات أخرى المسألة من زاوية التاريخ، فتنظر أغلب مداخلات الجلسة الثالثة في السياق من خلال نظريات الماضي والكتابات العربية القديمة، من خلال مداخلات الذهبي اليوسفي وفيصل أبو طفيل وعبدالرحمن التمارة وصبحة ساسي وسهيل الرحماني. كما يطرح الموضوع في جلسات أخرى من خلال المسائل اللغوية واللسانية والبلاغية. وتنظر الندوة في الموضوع من زاوية أدبية في الجلستين الخامسة والسادسة، فتطرح المسألة من زاوية السرد والرواية ويحاضر رضا بن حميد عن السياق التداولي في الرواية، وآمنة الرميلي عن السياق المقدس وبناء النصوص السردية، ورضا الأبيض عن النصوص المصاحبة، وفتحي فارس عن تحولات الكتابة السردية في نشأة التخيل الذاتي، والهاشمي حسين عن النص السيري الأباضي في المغرب. أما الجلسة السادسة فمدارها السياق والشعر من خلال مداخلات لسمير السحيمي ويوسف عبيد وحياة الخياري وعبدالحميد هيمة ومعز جعفورة وابتسام برقاوي وتتناول المسألة من زاوية حضارية في الجلسة التاسعة حيث تتناول المداخلات الموضوع من خلال دراسته في نصوص تراثية، فيتحدث سعيد بن كراد عن النص كصناعة للمعنى، وتقرأ مريم مكة السياق النفسي للملك أوديب، ومحمد النوي نصوص الشعر والمسجد، ومحمد الغريسي السياق وتحويل وجهة الدلالة في القرآن الكريم. أما محمد إدريس فيهتم بألواح موسى من نصوص التراث إلى النصوص الحواف.