يتيح كتاب "سينما الشعر.. جدلية اللغة والسيميولوجيا" للناقد الجزائري عبدالكريم قادري جوانب متعددة في موضوع سينما الشعر وما يرتبط به من دراسات تحليلية وفروع اللغة السينمائية. والكتاب الصادر عن منشورات المتوسط في ميلانو بإيطاليا "يختصر مسافات البحث في مفهوم سينما الشعر، ويحاول تقريبها للمتلقّي؛ حيث سيكون بمثابة المرجع الذي يمكن العودة له، كلما دعت الحاجة لذلك". كما يوضح شرحا جامعاً شاملاً لجوانب اللغة في السينما، وشرحاً مستفيضاً لنظرية بير باولو بازوليني، وبوصلة، تهدي التائهين، في صحراء السؤال، وتفتح شهية الباحثين والنقاد لتقديم كتب وبحوث أخرى، خدمة للبحث ذاته، وإغناء للمكتبة العربية الفقيرة جداً، في مجال الفن السابع. ويمكن كتاب السينمائي عبدالكريم قادري المتلقي/القارئ العربي، بأن يطلع، على جوانب عدة في موضوعة "سينما الشعر"، وما يتصل بها، من فروع اللغة السينمائية، من سيميولوجيا ومذاهب أدبية ونقدية أخرى. ما يتضمن الدراسات التحليلية والمُقارنة التي قام بها الكاتب كجانب تطبيقي، لتسهيل عملية فهم الجانب النظري المُعقّد، وكل هذا يمكن العثور عليه في هذا البحث، بدل جمعها، من عشرات الكتب، والمجلات، والصحف، والمواقع الإلكترونية؛ حيث سيستريح القارئ من هذه المشقات، ويجد ما يبحث عنه في "سينما الشعر ... جدلية اللغة والسيميولوجيا". ومن الكتاب الذي جاء في 184 صفحة من القطع المتوسط نقرأ: في عام 1961، شهدت حياة بازوليني انطلاقة مغايرة تماماً، بعد تحقيقه أول فيلم روائي طويل، من إخراجه، وهو فيلم "أكاتون" وقد قال المخرج برناردو بيرتلوتشي عن هذه التجربة، بحكم أنها أول معانقة له للكاميرا. وأضاف "فيما كنت أراقب بيير باولو، وهو يصوّر فيلم أكاتون، شعرت، وكأنني أشهد اختراع السينما، لقد كانت تلك هي المرة الأولى التي تناول فيها بيير باولو الكاميرا، وعالجها، كما كانت تلك هي المرة الأولى التي أثار فيها تساؤلات ومسائل متعلقة باللغة والأسلوب السينمائيين. لقد كانت لديه أفكار واضحة للغاية، فيما يتعلق بهذه النقطة، لقد كان يتوق إلى سينما مؤلفة من صور ثابتة، ومن بعض اللقطات المتنقلة، كان كمن لم يذهب إلى مدرسة، وعليه أن يخترع الكتابة". عبد الكريم قادري ناقد وباحث سينمائي جزائري، أصدر العديد من المؤلفات، ونشر عشرات الدراسات المتخصصة في السينما بمختلف المجلات والجرائد والمواقع الإلكترونية، كما ساهم في تأسيس مجلة "السينمائي" الورقية، وألقى محاضرات ومداخلات بمهرجانات سينمائية محلية ودولية، وهو من مواليد 1982.