يشير الكاتب أحمد فضل شبلول إلى أن هذا الكتاب هو ملخص عرض لعدد من الكتب الورقية التي عرفت القارىء العربي بتوجهات وخصوصية الثورة الرقمية، التي بدأت في النصف الثاني من القرن العشرين، وراجت مع بشائر القرن الواحد والعشرين. فقد زادت بحيث تحول الكمبيوتر المفرد العملاق إلى الكمبيوتر الشخصي الصغير والشبكات المتعددة، وأبرزها شبكة الإنترنت. وقد تخير الكاتب تلك الكتب الورقية وبالعربية التي تنوعت ما بين التناول التأريخي للتقنية إلى أدب الرحلات الرقمي، وما بينهما حيث قضايا الفجوة الرقمية والرقابة المركزية الأميركية وغيرها. أما الكتب التي عرضها الكاتب فهي: الثقافة الالكترونية ل جورج نوبار، الرقابة المركزية الأميركية ل د. مصطفى عبدالغني، الفجوة الرقمية لد. نبيل على ودة. نادية حجازي، الفيديو والناس لدة. نوال محمد عمر، الكتاب الالكتروني ل عبدالحميد بسيوني، الكمبيوتر والثقافة والفنون لد. محمد فتحي، صناعة المستقبل لد. أحمد ابوزيد، الموجة الثالثة لالفن توفلر، تاريخ الوسائط لمجموعة من الكتاب، رحلات سندباد ل عبدالحميد بسيوني، رؤى مستقبلية ل ميتشيو كاكو، صدمة الانترنت لد. أحمد محمد صالح، مستقبل الثورة الرقمية لمجموعة من الكتاب. وهناك العديد من المحاور التي تناولتها جملة الكتابات، منها أن إسراع دخول العرب النشر العربى الالكتروني، يعد موقفا متقدما للثقافة العربية نظرا للتفاعل مع الثقافة العالمية، كما يربط النشر بين العرب في الوطن العربي والمهاجرين والمغتربين العرب. إلا أنه تلاحظ أن العرب تستخدم الانترنت دون الإستفادة من مجمل خواصه، مثل أهمية إجادة اللغات العالمية للإطلاع على الثقافات العالمية، كما أن نسخ الموضوعات والدراسات دون إخطار صاحبها يعد من السلوك الشائن. ويجىء موضوع الصحافة الرقمية بدلا عن الصحافة الورقية ضمن محاور هامة، خصوصا أن بعض تلك الصحف ليس بها الشروط الصحفية الالكترونية، ومع ذلك توجد بعض النماذج الناجحة مثل جريدة "إيلاف". لا يترك محور الحريات دون أن يبرز أحد الكتاب جانب التعبير أن التقنية الجديدة حررت الإنسان لأول مرة في التاريخ من السلطات الرسمية أو تسلط الجماعات والمذاهب. وعن الترجمة الالكترونية بدت تكنولوجية الترجمة الالكترونية تضم نظمًا شمولية للترجمة الآلية، ونظمًا تساعد الإنسان على الترجمة.. وان بقيت بعض المشكلات اللغوية في النص المترجم، يجب البحث عن حلها. أما الكتاب الالكتروني، فقد بدأ وجاري انتشاره وشيوعه، على الرغم من وجود بعض المشكلات، حتى أن أحد نواب "بيل جيتس" ردد مقولة إن الكتاب الإلكترونى أشبه بإختراع السيارة، فمحطات البنزين لم تفتح أبوابها، والطرق ممهدة لم تشق بعد، ولكن لدينا سيارة تمشي والرحلة يمكن أن تبدأ. بينما عبر البعض عن البريد الالكتروني، بكونه أهم وسيلة منذ اختراع التليفون لأنه سهل الإستعمال، بالإضافة إلى كونه أكثر حرية وغير مقيد بالعادات والتقاليد والاخلاق. ثم هناك "الهاكرز" وهم قراصنة الشبكة العنكبوتية، يتميزون بمهارة كبيرة في التعرف والتعامل مع كافة تقنيات النشر الالكتروني والتقنية الرقمية عموما، وهم يعتبرون من الظواهر الواجب مواجهتها مستقبلا بالرغم من الإعتقاد بصعوبة اختفاء الظاهرة. مع ذلك يقع العالم العربي فيما يسمى بظاهرة الإنقسام الرقمي، او بمعنى آخر ظاهرة الفجوة الرقمية. والمقصود بها تلك الإنجازات والمعطيات الايجابية في الدول الغربية والأخرى المتقدمة بالشرق، في مقابل النقص في بعض تلك المعطيات بالعالم العربي. وهو ما يجب الكشف عنه، واقتحام مشاكل تحققة والمساهمة في تواجده على واقع المواطن العادي مع جهازه المنزلي البسيط، فضلا عما يتوافر على مستوى الدولة. لعل أطرف ما كتب حول مستقبل عالم النشر الالكتروني، ما أورده عالم الفيزياء الأميركي والياباني الأصل، حول مصير البشرية خلال القرن الواحد والعشرين من خلال ثورات ثلاث: ثورة الكمبيوتر وثورة البيوجزئية وثورة الكم. والنتيجة إحتمال انتاج شبكة الكترونية تغطي الكرة الارضية، وتصبح هي المرآة السحرية التي تظهر في القصص الخرافية. وقد يأتي اليوم قريبا من الممكن لأي شخص على سطح الكرة الأرضية أن يخزن شفرة د. ن. أ الخاصة به على قرص مدمج، ويشكلون ما يسمى بموسوعة الحياة، ومنها تتشكل خبرة تاريخ الانسان على الأرض. ومن أطرف ما تناوله الكتاب هو النشر الإلكتروني عن طريق الحذاء، فمن الممكن لسيرة ذاتية أن تنتقل كهربائيا من الحذاء إلى الايدي، ومن ثم إلى يد الشخص المتعرف عليه، ومن ثم إلى حذائه، وهي طريقة لنقل لتبادل سجلات الكترونية من شخص إلى آخر. ولا تنتهى معطيات التقنية الرقمية الجديدة، الحقيقي على الأرض الآن، والمتوقع في المستقبل القريب. يذكر أن كتاب "كتب ورقية مهدت للثورة الرقمية: للكاتب: أحمد فضل شبلول، صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2015، وبلغ عدد صفحاته 125 صفحة من القطع المتوسط. أما المؤلف أحمد فضل شبلول فهو من مواليد الاسكنرية (1953- ) تخرج في كلية التجارة جامعة الاسكندرية، ونشط في مجال الأدب كشاعر من شعراء الاسكندرية ومصر. حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الشعر عام 2007، كما شارك في تأسيس أول اتحاد كتاب يرعى الثقافة الرقمية مع آخرين. نشر العديد من الكتب الشعرية والثقافة الرقمية وأدب الرحلات.