"الذئب الأخير" السينما على طريقة جان جاك انو!

حينما يأتي اسم المخرج الفرنسي "جان جاك انو" فإننا حتما نتذكر له كما من الأعمال السينمائية البالغة الأهمية، بينها "البحث عن النار" و"اسم الوردة"، وكما آخر من الإنجازات السينمائية التي حلقت باسمه وبصمته السينمائية إلى آفاق بعيدة. حيث السينما عنده تعتمد البحث والتحليل والذهاب إلى مناطق عامرة بالشخوص والأحداث والقضايا
وهو في فيلمه الأخير "الذئب الأخير" أو "ذئب توتيم" حسب العنوان الصيني للفيلم. يأخذنا المخرج الفرنسي إلى حكاية تقليدية لتكون مجرد ذريعة للمضي بعيدا لنسج حكاية تتجاوز حدود التقليدية وتشتغل على موضوع العلاقة مع الحيوان .
تجري الأحداث في عام 1967 إبان الثورة الثقافية، حيث يتم إرسال المدرس شين "شوا فينك" لتدريس الرعاة في المناطق البرية في منغوليا بالذات منطقة تويتم. حيث هناك تتكون علاقة بين ذلك المدرس وابنة أحد الرعاة وفي خط متواز مع أحد الذئاب النادرة التي تنتمي إلى سلالة نادرة. حيث يقوم شين بأخذ جرو صغير لتربيته ودراسته. وفي المقابل تواجه القرية هجوم شرسا من قبل تلك الفصيلة من الذئاب التي تحاول استعادة ذلك الجرو المفقود والذي يمثل امتدادا لتلك الفصيلة التي يقوم شين بدراستها وأيضا العمل من أجل المحافظة عليها حتى رغم المخاطر التي يتعرض لها مع القرية وأهلها
هكذا هو نهج الفرنسي جان جاك انو فهو حين يذهب إلى الموضوع الذي يريده، فإنه يؤمن مساحة عالية من العمل على الإنتاج ومن قبلها المحاور التي تزيد القضية ثراء وعمقا كما في جملة أفلامه.
أدار التصوير مدير التصوير الفرنسي جان ماريا درجو الذي عمل فيلم "الشقيقين" مع جان جاك انو. وصاغ الموسيقى التصويرية الموسيقار البريطاني الراحل جيمس هورنر الذي توفي في مطلع العام وصاغ موسيقى كم من التحف السينمائية منها "القلب الشجاع" و"تايتنك" و"أفاتار" وغيرها من الأعمال السينمائية الهامة .
يبقى أن نقول إن فيلم "الذئب الأخير" عبارة عن سينما تأتي بأسلوب ونهج مخرج سينمائي كبير هو الفرنسي جان جاك انو .