صدر عن مركز الأهرام للترجمة والنشر كتاب بعنوان "البابا شنودة والصحفي المثالي" ل د. رامي عطا صديق، عن تجربة البطريرك الراحل مع عالم الصحافة وعن رأيه ومشاركاته المتعددة.جاء في مقدمة الكتاب تساؤلات كثيرة تطرح نفسها حول الصحفي المثالي، أو المثالية في العمل الصحفي، واحد من بين أبرز الموضوعات المعقدة والقضايا الشائكة، التي يصعب تناولها عند التعرض لها بالدراسة والبحث.. في هذا الإطار يأتي الكتاب ليرصد دراسة وتحليل مجموعة مقالات صحفية كتبها قداسة الراحل البابا شنوده الثالث، البطريرك ال "117" من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهي مقالات يمكن تقسيمها إلى مجموعتين على النحو التالي.. يقول عطا خلال سرده للكتاب: "لقد نبهتني لهذه المقالات الباحثة الشابة والمجتهدة "إنجي عماد"، حين أعدت بحثًا قصيرًا عن "الصحف القبطية في النصف الثاني من القرن العشرين"، في إطار متطلبات اجتياز السنة التمهيدية للماجستير بقسم الدراسات الإعلامية بمعهد الدراسات القبطية خلال العام الدراسي 2018-2019م، وكنت من جانبي قد قرأت هذه المقالات مُجمعة في مقال واحد، نُشر في كتاب صدر عن مجلس كنائس الشرق الأوسط في تسعينيات القرن العشرين عن الإعلام المسيحي لمجموعة من القيادات الدينية المسيحية وعدد من الأكاديميين والباحثين المعنيين بالصحافة والإعلام". ويشير عطا أنه جذبه عنوان "الصحفي المثالي" كثيرًا، فأخذ يبحث عن أصول هذه المقالات، حتى أطلع على أعداد مجلة (الكرازة) بمجلداتها المحفوظة بمكتبة "سان مارك" التي تتبع كنيسة مار مرقس الرسول بمصر الجديدة، وهي مكتبة إطلاع مُتخصصة في الدراسات والمؤلفات التاريخية، أسسها "القمص مرقس كمال" ويتولى موقع أمين المكتبة "رامي جمال". ويضيف عطا أنه قام بتجميع مقالات "الصحفي المثالي"، من أعداد مجلة (الكرازة) 1975م، بهدف دراستها وتحليلها ونشرها، حتى تُتاح الفرصة لأن يقرأها ويستفيد منها القارئ العام على وجه العموم، والكُتّاب والصحفيون والإعلاميون على وجه الخصوص، واثقًا أنهم سوف يجدون فيها منفعة وفائدة، مثلما وجدت ومثلما استفدت. ويؤكد عطا أن الكتاب، هو نتاج دراسة علمية تتناول موضوع حرية الصحافة وأبرز ضوابطها ومحدداتها في عدد من المقالات الصحفية لقداسة البابا شنوده الثالث، الذي مارس العمل الصحفي في شبابه، وواصله وهو أسقف للتعليم، ثم وهو بابا/ بطريرك للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كأحد مجالات الخدمة الدينية الكنسية والنشاط الوطني العام، فقد مارس العمل الصحفي، وعلى وجه التحديد كتابة مقالات الرأي، في عدد من الصحف الدينية وفي عدد آخر من الصحف العامة، حيث كتب وهو شاب في صحف دينية منها مجلة (الحق) ومجلة (مدارس الأحد)، وفي عام 1965م أسس مجلة (الكرازة) بعد نحو ثلاث سنوات من رسامته أسقفًا، ونشر مقالات صحفية بشكل منتظم لفترة من الوقت في عدد من الصحف العامة، منها جرائد (الجمهورية) و(أخبار اليوم) و(الأهرام) و(وطني). ويستكمل عطا قائلا إنه يمكن توضيح أهمية هذا الكتاب "الدراسة" من خلال جانبين أساسيين: الجانب الأول: يتعلق بأهمية دراسة قضية حرية الصحافة، بإعتبارها موضوعًا رئيسًا يحكم الكثير من الممارسات الصحفية، كما تُمثل "حرية الصحافة"، من حيث محدداتها وضوابطها، واحدة من أبرز إشكاليات العمل الصحفي وقضاياه، ربما منذ نشأة الصحافة إلى يومنا الحالي، الأمر الذي جعل لموضوع "حرية الصحافة" أهمية كبيرة، انعكس على اهتمام عدد غير قليل من الباحثين بدراستها، سواء كدراسة تاريخية أو دراسة آنية أو دراسة مستقبلية. أما عن الجانب الثاني يقول عطا إنه يتعلق بدراسة موقف قداسة البابا شنوده الثالث من قضية الحرية وضوابطها على وجه العموم، وحرية الصحافة ومحدداتها على وجه الخصوص، حيث يُعد البابا شنوده الثالث شخصية دينية مسيحية بارزة وأحد أعلام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهو يمثل علمًا مصريًا وعربيًا ودوليًا، منذ أواسط القرن العشرين وحتى رحيله في 17 مارس من عام 2012م، بل إن للرجل تأثيره إلى اليوم، يظهر في اهتمام كثيرين بحفظ ذكراه، الأمر الذي يتجلى بوضوح في وسائل الإعلام المسيحية، من صحف وقنوات فضائية، تحرص على إعادة نشر مقالاته وعرض مؤلفاته وتقديم عظاته، حيث عاش البابا شنوده حياته مُشاركًا في إثراء الثقافة والفكر بمقالاته وعظاته ومؤلفاته.