يزداد بريق شريف منير من عمل إلي آخر،فهو في كل عمل مختلف،ويتسم أداؤه بخصوصية تميزه،وتعكس تفرده بموهبة تختلف عن أقرانه،سواء من أبناء جيله،أو السابقين عليه أو اللاحقين له،ولهذا السبب احتفظ برصيده لدي الجمهور،ولم تجبره الظروف،كغيره،علي أن يترك موقعه علي الساحة؛فهو الذي قدم في السينما في الفترة الأخيرة : "ويجا" و"نقطة رجوع" و"ولاد العم" وبنفس درجة النجاح والتألق قدم في العامين الأخيرين:"قلب ميت" و"بره الدنيا"،فأثار جدلاً حيوياً بين مؤيد ورافض .فما سر المعادلة الناجحة التي توصل إليها "شريف"؟ ومارده علي السلبيات التي كانت مثار تحفظ حيال عمله الأخير "بره الدنيا"؟ 7 ما الذي جذبك إلي شخصية "بركات" في "بره الدنيا"؟ شخصيته التي لا تتكرر في أعمال درامية كثيرة،وكذلك أحداث العمل غير التقليدية ولا المستهلكة؛فهي المرة الأولي تقريباً التي ترصد فيها الدراما شخصية تنتمي إلي النماذج الهامشية الكثيرة التي نلتقيها في الشارع ونخشاها،ممن نطلق عليهم "مجاذيب الشوارع"،ولم نسأل أنفسنا يوماً :"ماالذي أصاب هؤلاء الناس؟ هل ولدوا بهذه الحالة الصعبة التي نراها أم أن كوارث ألمت بهم وقادتهم إلي هذا المصير الانساني المؤلم؟. ومن هنا فإن "بركات" نموذج درامي انساني غير عادي،ولحظة أن عرض علي تجسيده في "بره الدنيا" أصابني انبهار شديد . لكن هناك من رأي أن مثل هذا النوع من الدراما لا يتناسب وطبيعة الدراما الرمضا نية؟ من قال هذا؟ وهل يعني هذا أن نقدم في رمضان فوازير وأعمال كوميدية،بحجة أن الأحوال العامة سيئة،ولا تحتاج منا إلي تقديم أعمال تكرس هذه الأحوال السيئة ؟ هناك "معذبون في الأرض" علينا أن نهتم بتقديمهم ورصد معاناتهم،بدلاً من الانسياق وراء القول بأن جمهور رمضان يحب التسلية،والدليل علي هذا النجاح الكبير الذي حققته مسلسلات :"الحارة" و"اهل كايرو" وأعمال أخري لم تقدم التسلية فقط. لكن المبالغة كانت سمة لمسلسل "بره الدنيا" في مشاهد كثيرة كما جاء "الماكياج" والذقن المستعار لشخصيتك ليؤكد هذه المبالغة والابتعاد عن الواقعية؟ في غالبية أعمالنا الدرامية تبدو المبالغة واضحة في الشخصيات التي تستعين بالذقن المستعار،وهي الثغرة التي نجحت الدراما السورية في تداركها وعدم السقوط فيها من خلال الاستعانة بفناني ماكياج ايرانيين.ولهذا لا أنكر أن الماكياج مثل ثغرة في مسلسل "بره الدنيا"،كما أنني تعرضت للظلم،حيث جري اتفاق بين الشركة المنتجة للمسلسل وفنان الماكياج شريف هلال علي أن يتولي المسئولية كاملة لكنني فوجئت به يرسل مساعده بدلاً منه،بحجة أنه مرنبط بعمل آخر،وهو الوضع الذي أزعجني للغاية،خصوصاً بعدما بدت آثاره السلبية تتجلي يوماً بعد الآخر،نتيجة تجاهلي من المسئول الأول عن الماكياج،وقيامه بتسليمي إلي شاب صغير قليل الخبرة ليتدرب في ! لماذا وافقت علي هذا الوضع المزعج كما وصفته ؟ حتي لا يفهم موقفي خطأ،ويقال أنني أصبت بالغرور،وأصبحت أطالب بأشياء تثقل كاهل المنتجين،وتتسبب في مشاكل تعطل تصوير العمل،ولهذا السبب تغاضيت عن غياب "شريف" عن بروفة "الباروكة" و"اذقن"،علي الرغم من أنهم كانوا في حاجة إلي تعديل،وعندما تجرأ الانتاج وطلب هذا التعديل "زعل شريف"،الذي أعرف أنه فنان جيد لكنه "ما كانش فاضي". هل واجهتكم صعوبات أخري؟ حدث بالفعل،خصوصاً أثناء تصوير مشاهدي ومشاهد "منسي"،الذي جسد شخصيته محمد الشقنقيري،فقد ظهرنا بملابس رثة،ونمنا وسط التراب في الشوارع،وتقلب الظروف المناخية بين الصيف والشتاء،وكان ت النتيجة أننا أصبنا بأمرض جلدية،وتفاصي كثيرة صعبة لو كشفت عنها "ح أصعب علي الجمهور". بصراحة .. هل أصابتك أمراض النجومية فاخترت طاقم الممثلين بنفسك ؟ أمراض النجومية تعكس نوعاً من الممارسة السلبية التي لا أحبها ولم أمارسها في حياتي يوماً،وليس معني أن أكون بطلاً للعمل أن أفرض رأيي وشروطي،لكنني اعتمد الحوار كلغة بيني وبين المخرج والمنتج،وبهذه اللغة وحدها نتوصل إلي اتفاق حول جوانب العمل الدرامي. وما ردك فيما قيل عن أن المنتج فرض عليك نسرين إمام؟ لا أنكر هذا؛فقد كنت غير مقتنع في البداية بوجود نسرين إمام،لأنني كنت أريد ممثلة تتحمل المسئولية معي،خصوصاً أن شخصية "سلمي" صعبة بالفعل،وتحتاج إلي ممثلة تملك قدرات كبيرة،كما أن العمل تم تسويقه باسمي،ولم يعترض أحد،سواء المنتج أو المخرج،علي رأيي لكن البطلات اللاتي كنت أعنيهن مثل : مني زكي وهند صبري ومنة شلبي وغادة عادل كن مرتبطات بأعمال أخري،وكانت النتيجة أن "رسي المزاد علي نسرين إمام". لماذا قيل أيضاً أن وجود الطفلة ليلي زاهر كان مجاملة لزميلك أحمد زاهر؟ "ليلي" كانت مرشحة للعمل من قبل أن يكتب،لأنني ارتاح لها كثيراً،وأشعر معها براحة نفسانية كبيرة،ومن ثم فالمجاملة لم تكن واردة علي الاطلاق. لكن اختيار نفس طاقم العمل من مخرج ومؤلف ومنتج بالإضافة إلي الممثلين أوحي بأن الهدف استثمار نجاح مسلسل "قلب ميت"؟ لقد حاولت أنا والمخرج مجدي أبو عميرة والمؤلف أحمد عبد الفتاح ضخ دماء جديدة في شرايين مسلسل "بره الدنيا" تختلف عن العناصر التي تعاوننا معها في مسلسل "قلب ميت" لكن واجهتنا ظروف اضطرارية علي رأسها انشغال عدد كبير من هذه العناصر بأعمال فنية أخري. أما الاتهام باستثمار نجاح "قلب ميت" فقد قرأت اتهاماً مماثلاً في إحدي الصحف قال صاحبه بأننا علي الرغم من هذا الاستثمار لم ننجح في بلوغ نصف نجاح "قلب ميت"،وهو اتهام ظالم جداً لأن الجمهور الذي التقيته كان يثني علي "بره الدنيا" بشكل كبير،كما أشاد بالمعادلة التي لجأنا إليها في "بره الدنيا"،حيث الصدمة التي تجر المشاهد إلي مساحة من المشاعر الدافئة.ومن ناحيتي لا أري مايمنعني من عودة التعاون مع طاقم ارتاح له،مثل المؤلف والمخرج،طالما يملك الجديد الذي يقدمه. ماذا تبقي من "بركات" . وهل توجد علاقة بينك وبين هذه الشخصية الدرامية؟ لا يوجد تشابه بيني وبين "بركات" لكنني شاهدت نماذج كثيرة مماثلة،و"ياريت الدولة والحكومة تنظر بعين الاعتبار إلي هؤلاء الناس"،وهذا ما فعله المسلسل بنجاح عندما لفت النظر إلي أهمية رعاية هؤلاء "المستبعدين"،والاستفادة منهم بعد علاجهم من أمراضهم النفسانية. كيف رأيت محمد الشقنقيري في دور "منسي"؟ وهل شعرت في لحظة ما بأنه سرق الأضواء ؟ اعجابي شديد بالشخصية التي جسدها محمد الشقنقيري،فعلي الرغم من التشابه الظاهري بين شخصيتي"بركات" و"منسي" إلا أن المضمون كان مختلفاً،لأن "بركات" أصيب بصدمة لكنه لم يصل إلي حد الجنون الذي تملك "منسي". أما التنافس بيننا فقد كان مشروعاً ومطلوباً ولم يخلق ضغينة من أي نوع. تردد أنك غير راض عن تسويق "بره الدنيا"؟ لم أرض عن التسويق ولا الدعاية،وزاد شعوري بأنني نجم لم يأخذ حقه من الدعاية الرمضانية بالشكل الذي فعلته محطات كثيرة مع ممثلين آخرين. هل نسيت السينما ؟ أبداً بدليل أنني استعد لخوض تجربة تصوير فيلم جديد يطرح فكرة جديدة في إطار من "الأكشن" والتشويق والإثارة،وشخصيتي فيه مركبة لكن بطل الفيلم هو السيناريو الذي كتبه عمرو سمير عاطف،لكن المشروع مازال قيد التحضير.