والنبي يا جماعة مستحق الدعم يرفع ايديه لان الحكومة لا تراه ولوعرف يصوت ويلطم يبقي أحسن عشان يسمعوه بالمرة .. فمنذ فترة طويلة والحكومة حائرة في ( كيف يذهب الدعم الي مستحقيه ) والموضوع يشبه معضلة البحث عن ركن في قاعة مستديرة والحكومة ذكية بحيث تجد هذا الركن وتجلس فيه وتوزع الدعم علي مستحقيه .. وقد حدد البنك الدولي معيار الفقر عام 2005 ب 600 دولار للفرد في العام بمعني ان الأسرة المكونة من خمسة افراد تقع تحت خط الفقر اذا قل دخلها عن 16800 جنيه وطبقا لهذا المعيار فان اكثر من 65% منا يعيشون تحت خط الفقر المدقع بالإضافة الي من تخطوه وسقطوا في قعر التضخم والغلاء وانا وأنت منهم .. ومشكلة التضخم انه كالدوامة يسحب السابحين فوق خط الفقر ويغرقهم فيه .. فالأسرة المستورة بألفي جنيه في الشهر منذ عامين تصرفهم بالكاد علي الطعام الان ولا يمكن اعتبارهم بأي شكل من الأشكال خارج حزام الفقر.. والخوف من المحاولات (الافتكاسية) أو الانتكاسية لتوزيع الدعم بطرق مختلفة وإلغاء الدعم الموجه للطاقة لأنه لا يذهب الي مستحقيه ويتم استغلاله بطرق غير مشروعة وهذا أشبه بالدبة التي ضربت وجه صاحبها بحجر لتهش ذبابة.. لان رفع اسعار الطاقة بنسبة 25% كما يقترحون سوف يؤدي الي زيادة كافة المنتجات والخدمات الموجودة في الأسواق حتي الخس والجرجير والعربيات الكارو .. وسوف يسحب الملايين الي دائرة الفقر بل الي دائرة التسول واللف علي السيارات أو الجمعيات الخيرية .. فهل الطريفة الجديدة لدعم الفقراء هو زيادة أعدادهم ؟؟ .. اذا كانت الدولة حريصة بالفعل علي تقديم الدعم فليس عليها أكثر من ان تزيد الرقابة وان تستخدم في كافة مواقعها من الغفير الي الوزير من يحرصون علي المال العام ويحافظون عليه حتي لو تم استيرادهم من الخارج لان الناتج المحلي يخلو من تلك المواصفات للأسف .. ويمكن مراجعة التقارير العالمية والمحلية عن مستوي الفساد في مصر والذي تخطي الركب ووصل الي الأنف وأحيانا الي العيون ولكنهم لا يبصرون .. ففي ظل هذا التضخم المقصود والغلاء المرتب الذي نعيشه . هناك الآلاف من قضايا الفساد التي تزينها المئات من الأسماء المهمة والبراقة التي صنعت ثروات هائلة من هذا الغلاء المريب .. تلك الثروات تكفي لدعم كافة الطبقات الفقيرة بل والمتوسطة ولسداد ديون مصر بالمرة .. ولكننا نساعد هؤلاء بالطاقة المدعمة التي تشغل مصانعهم الاحتكارية وشركاتهم السيادية علي حساب الملايين الذين لا يجدون قوت يومهم .. الفقر في مصر ليس نتاج سوء توزيع الدعم .. الفقر في مصر نتاج الفساد وتداخل السلطات وشراء الدماغ ولن يحل ذلك زيادة أسعار البنزين بل قد يحله ان نولع في الفاسدين بالبنزين ولكننا سوف نفاجأ للأسف باحتراق نصف العاملين في مؤسسات الدولة ومن فوق لتحت. سامح جويدة