بل ان الاهتمام خرج الي الحدود العالمية واصبحت عيون الاعلام الأوروبي وجماهيره تتجه صوب استاد القاهرة في المعركة التي ستقام يوم الرابع عشر من نوفمبر واكبر دليل علي ذلك هي الريبورتاج الكبير الذي افردت له صحيفة "وورلد سوكر" الرياضية العالمية صفحتين متقابلتين لتشرح للقاريء الاوروبي جميع ملابسات هذه المباراة وما يحيط من احتقان وتحفز ربما يصل لمرحلة العداء بين الفريقين خاصة ان الفائز سينال الجائزة الكبري السفر لجنوب افريقيا والانضمام لكبار العالم في لعبة الساحرة المستديرة اما الخاسر فانه بالتأكيد لن يناله سوي نقمة جماهيره وصب جام غضبها عليه واختار محرر المجلة العالمية عنوانا معبرا جدا لموضوعه وهو "فز أو مت" والذي يعبر بالتأكيد عن مدي اهمية اللقاء. واستهل المحرر حديثه بذكر واقعة بكاء رابح سعدان المدير الفني للجزائر قبل فوزه علي مصر بثلاثة اهداف لهدف بسبب الضغط الكبير الذي يحمله علي اكتافه وحلم ملايين الجزائريين بفك عقدة مصر في مونديال ايطاليا 1990، ولكن الغريب وقتها ان احدا من الصحفيين العرب لم يستغربوا رد فعل سعدان لانهم يعلمون الظروف المحيطة بالمباراة جيدا مما دفع بالصحفي الانجليزي ان يؤكد انه لم ير في حياته سوي مباراة مصر والجزائر التي قد تدفع مدربًا للبكاء خوفا من الهزيمة. وتوقعت المجلة ان يكون لقوات مكافحة الشغب دور كبير في تلك المباراة لان اي نتيجة من غير صالح المنتخب المصري سوف تؤدي الي كارثة خاصة ان فرص الجزائر اقرب حيث تحتاج فقط للتعادل او الخسارة حتي هدفين في حين يجب علي مصر الفوز بثلاثة اهداف نظيفة علي الاقل. وقامت المجلة بإجراء حديث مطول مع احد افراد المعركة المصرية الجزائرية في العام 1989 وهو لاعب المنتخب والزمالك السابق ايمن يونس الذي اكد انه في حياته لن ينسي مباراة الذهاب في الجزائر التي قال عنها: كان الجو مرعبا، وامتلأ الاستاد عن اخره قبل المباراة بخمس ساعات وكان الفريق الجزائري مليئا بالنجوم اصحاب المواهب وبعد صفارة البداية بدقائق تحول البساط الاخضر الي ساحة قتال. واضاف تناسي لاعبو الفريقين تعليمات مدربيهم تماما واصبحت هناك معركة دائرة بين 22 لاعبا اعتقدت وقتها انها لم تقل ضراوة عن حربنا ضد اسرائيل في 1973. وكان من متوقع هذا اللقاء ان يفقد طبيب منتخب مصر احدي عينيه ويتم احتجاز الاخضر بللومي كابتن الفريق داخل البلاد ومنعه من المغادرة لحين اثبات براءته من واقعة اثارة الشغب داخل غرفة الملابس التي ظل الجزائريون ينتظرون عودة اللاعبين المصريين اليها للاعتداء عليهم مما اضطرهم للجلوس داخل الملعب لخمس ساعات حتي انصراف منافسيهم ولم تتم تهدئة الموقف سوي بتدخل الرئيس بوتفليقة شخصيا بعد ذلك. ويقول ايمن يونس : تظل معظم البلاد الافريقية حتي الآن ينقصها تعلم ثقافة تقبل الهزيمة بروح رياضية واكدت "وورلد سوكر" ان منتخب مصر نظريا هو الوحيد القادر في حال تأهله للمونديال علي كسر حاجز دور ال 8 الذي لم يتخطاه أي متنخب افريقي قبل ذلك لانه بحساب الارقام فان الفراعنة هم افضل فريق في القارة في العشر سنوات الاخيرة سواء علي مستوي المنتخبات او الاندية عندما حقق الاهلي بطولة افريقيا للاندية الابطال 4 مرات في اخر 8 بطولات وتأهل لكأس العالم ثلاث مرات وهو انجاز لم يحققه اي فريق اخر. وصرح يونس قائلا: اظن ان الاحتقان سيظل موجودا في نفوس اللاعبين والجماهير الجزائرية رغم محاولات التهدئة التي سبقت اللقاء قبل وقت طويل من الجانبين وبالتأكيد سيحاولون الانتقام مما حدث عام 1989 ولكنهم لن يستطيعوا ذلك في ظل الاجواء التي ستعم استاد يدفعهم التشجيع الجنوني للجماهير المصري لفقدان تركيزهم امام الفراعنة الذين لن يفوتوا هذه الفرصة. واضاف اعتقد ان علي الجزائريين تأهيل انفسهم للهزيمة من الآن وتعلم كيفية تقبل الهزيمة من بطل القارة الاحق بالتأهل الي 2010.