أكدت دار الإفتاء في فتوي جديدة لها أن وضع السماعات ومكبرات الصوت علي المساجد لإذاعة الصلوات الجهرية والدروس عمل محرم وغير جائز بل هو من الصد عن سبيل الله.. وقد قال الله تعالي: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا). الأحزاب 58 وقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار".. فهذه النصوص تمنع من أذي الخلق وترهب من التعدي عليهم بالقول أو بالفعل وإذا كان العدوان والظلم واقعين علي الجيران فإن الذنب يكون أعظم.. وأوضحت أمانة الفتوي أن رفع الصوت بهذه المكبرات وانتشارها في المساجد عن طريق هذه السماعات يعد من الأذي البليغ والعدوان الشديد علي الخلق ولا يشفع في ذلك أن الأصوات العالية التي تنتشر تكون محملة بالقرآن والمواعظ والدروس بل الأمر أكثر سوءا والجرم أشد وقعا بسبب العدوان بالصوت المرتفع الذي يقلق راحة الناس ويقض مضاجعهم ويقتحم عليهم بغير استئذان من واضعي السماعات.. علاوة علي أن رفع الصوت بهذه الطريقة مؤذ للمصلين في المساجد المجاورة وقد قال الله تعالي: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا). وأشارت أمانة الفتوي بالدار إلي أن الرسول صلي الله عليه وسلم خرج علي الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: "إن المصلي يناجي ربه فلينظر ماذا يناجيه به ولا يجهر بعضكم علي بعض في القرآن". د. محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية رأي أن صوت المكبرات داخل المساجد حرام كما أن صوت الضوضاء الداخلية أعلي من صوت المكبرات في المساجد وأنه لا يتم ممارسة هذا الأمر في المساجد إلا قليلا جدا وتحديدا في أوقات الصلاة سواء وقت الأذان والإقامة أو إلقاء الدروس الدينية. ويري د. عبدالفتاح الشيخ رئيس جامعة الأزهر الأسبق أنه لا يمكن أن يكون رفع الأصوات حراما بينما رفع الأصوات في الملاهي مسكوت عنه. مشيرا إلي أنه إذا كان الهدف من الفتوي الصالح العام والحفاظ علي شعور المواطنين وضمان الراحة لهم لكان من الأولي علي دار الإفتاء تعميم الفتوي لتشمل كل الأماكن التي تسببت إزعاجا وليس علي المساجد فقط مثل الملاهي الليلية وسرادقات العزاء والسرادقات الاحتفالية التي تقام في الشوارع وغيرها. بينما رأي د. سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة أن استخدام المكبرات حاليا في المساجد ليس أمرا جديدا ومستحدثا رغم أن الدعوة الإسلامية عاشت أكثر من 1400 عام بدون استخدام ميكروفونات في المساجد، مؤكدا أنه إذا تعارضت المصالح العامة مع النافلة حتي ولو بالقرآن، وبما أن المكبرات تسبب ضررا علي الجهات المختلفة من المجتمع من طلاب ومرضي ومسنين حتي غير المسلمين يتم تنفيرهم من الدين الإسلامي بسبب الإزعاج الواقع عليهم من صوت المكبرات.موضحا أن القضية تقاس علي قدر ما يحدث من ضرر فلا يشترط وجود نص للتحريم ولكن يمكن الأخذ بالقواعد الفقهية.