حذر د. سامر المفتي الأمين العام الأسبق لمركز بحوث الصحراء وخبير البيئة العالمي من نقص مياه النيل بنسبة كبيرة وتزايد احتمالات غرق الدلتا، مما يجعل هذه الاحتمالات مؤكدة، مشيرا إلي أن التقديرات الدولية تتوقع نقص موارد نهر النيل بنسبة 76% علي المدي المتوسط... وقال د. المفتي خلال ندوة عن التغيرات المناخية نظمها مركز حابي للحقوق البيئية بالاشتراك مع جمعية حقوق المرأة السيناوية بالعريش إن التنوع البيولوجي يؤدي إلي نقص مياه النيل وزيادة نسبة التصحر في مصر.. وحذر من أن أوضاع مصر المائية حرجة للغاية بدون أي تدخلات أو تأثيرات مباشرة للاحتباس الحراري ومن ثم التغييرات المناخية.. وهو ما يحتاج إلي سياسات مختلفة تماما وتغيير جذري في الفكر للتعامل مع هذه الأوضاع التي أهم ما يميزها نسبة الفقد الكبيرة للغاية في مواردنا المائية والتي قد تتجاوز 50% في بعض التقديرات. ووصف المفتي التعامل مع المياه الجوفية بأنه جريمة متعمدة في حق مصر مقابل ربح محدود.. وذلك مثلما يحدث في زراعة الأرز في الوادي الجديد والموز في طريق مصر الإسكندرية الصحراوي. وأكد أن مصر علي مستوي التقسيم الدولي لدول الحزام القاحل هي دولة الصحراء الأولي في العالم.. وذلك حسب الدراسة التي أعلنتها منظمة اليونسكو عام 1953، والتي قسمت الحزام القاحل إلي 3 مستويات وفق معدلات سقوط الأمطار إلي مناطق شديدة القحولة تقل معدلات الأمطار فيها عن 100مم علي المتر المربع سنويا.. وتمثل 86% من مساحة مصر مقابل 7.0% علي مستوي العالم كله.. بينما يمثل المستوي الثاني المناطق القاحلة التي تتلقي أمطارا أقل من 250 مم سنويا علي المتر المربع.. وهي السهول والسواحل القاحلة التي تشكل 14% من مساحة مصر، باستثناء منطقتي الشيخ زويد ورفح بسيناء التي تصل معدلات الأمطار فيهما إلي حوالي 300مم علي المتر المربع سنويا.. مما يعني أننا دولة صحراوية قاحلة، وأن أي تأثير يؤدي إلي تصحرها.. وأشار إلي أن معدل الأمطار التي تسقط علي مصر سنويا لا تتجاوز 10مم علي المتر المربع.. وهو أقل معدل لأي دولة في العالم.. مؤكدا أن مصر تجاوزت حد الفقر المائي، وقد انخفضت حصة الفرد في ماء النيل من ألف متر مكعب سنويا إلي 650 مترا مكعبا.. وأن المعدلات مستمرة في الهبوط يوميا.. وطالب المفتي بضرورة الإسراع في استغلال الطاقة الشمسية أو الاتجاه للمحطات النووية لتوليد الطاقة كبديل عن الوقود الحفري من بترول وغاز.. وحول تأثير التغيرات المناخية علي موارد مصر المائية أوضح المفتي أن التقديرات الدولية تشير إلي عدة سيناريوهات تبدأ باحتمال نقص موارد نهر النيل بنسبة 76% نتيجة لتحرك أحزمة الأمطار من فوق الهضبة الإثيوبية أو زيادتها بنسبة 40%.. مشيرا إلي أهمية تدارك الإسراف في استخدامات المياه من حيث كميتها والتركيب المحصولي المناسب لترشيد استخدام المياه. وبالنسبة لتوقعات غرق دلتا وادي النيل.. أوضح المفتي أن تعرض الدلتا لغرق بعض أجزائها أمر مؤكد نتيجة اعتبارات غير مرتبطة بالتغيرات المناخية.. حيث إنها قامت علي ترسيبات الطمي، والتي توقفت منذ بناء السد العالي.. وقد صدر تقرير من الأممالمتحدة يؤكد أن أول دولتين يتأثران بالمياه هما: مصر (دلتا وادي النيل) وبنجلاديش.. مشيرا إلي أنه تم رصد هبوط الدلتا بمعدل 5.2مم، وهو معدل ضئيل.. إلا أنه يزداد سنويا.. وقد أصبحت بعض مناطق الدلتا أقل من سطح البحر بحوالي 3 أمتار، وأن الدلتا معرضة للغرق بعد فترة.. لأن بيئتها هشة، فالبيئة في مصر عموما صحراوية هشة.