والوشم عبارة عن رسم في الجلد بواسطة أصباغ خاصة بالإبر التي تدفع باللون داخل مساحات الجلد، ليتحول إلي جزء لا يتجزأ منه، وعملية إزالته تتم بالطريقة نفسها، أي يجب سحب اللون من المسامات بالإبر، وما يرافق ذلك من متاعب وعذاب شديد لصاحب الوشم الذي عليه أن يتألم كثيراً قبل أن يتم إزالته، وذلك قبل انتشار التخدير وشيوعه الذي اصبح ملازماً للعمليات الموجعة والمؤلمة التي تجري للانسان عادةً. واللافت للنظر أن نوعية الرسومات التي يضعها كل شخص علي جسده في الغالب ليست عملاً عشوائياً، بل هي تعبير بشكل أو بآخر عن الهوية الفكرية، وفي كثير من الأحيان يأتي الوشم انعكاساً لحياة عاطفية أو معتقدات دينية أو ميول سياسية، وقد انتشرت مؤخرا هذه الظاهرة بين نجوم كرة القدم. ويبدو أنّ النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام لاعب ميلان الإيطالي نال النصيب الأكبر من الاستحواذ علي عدسات المصورين والكاميرات، إذ أنه دائماً ما يكتب عنه في المجلات والصحف عن آخر تقليعاته والمكان الجديد الذي يضع فيه وشماً جديداً علي جسده. علماً بأن ديفيد بيكهام ليس أول لاعب كرة قدم شهير يعشق هذا العالم المثير، وبالتأكيد لن يكون الأخير، فعالم الوشم أو (التاتو) عالم مثير وله تاريخ كبير يعود إلي أكثر من 5 آلاف عام كما تقول الروايات التاريخية، يتعلق بكيفية تنفيذ الوشم علي أجساد من يرغبون في رسم أشكال معينة علي أجسادهم. فلم يترك النجم الإنجليزي مكاناً في جسده بدون أن يضع فيه شماً فقد وضع علي رقبته وصدره وقدمه وكتفيه ويديه، لا بل تطاول به الأمر مؤخراً إلي أن يضع وشماً علي مؤخرته. والإثارة حاضرة أيضاً في نزع هذا الوشم الذي لا يمكن إزالته إلاّ بنفس الطريقة البالغة الصعوبة، وإنْ كانت هناك تقنيات حديثة قد جعلت الأمر أكثر سهولة، واللافت أنّ نوعية الرسومات التي يضعها كل شخص علي جسده في الغالب ليست عملاً عشوائياً، بل هي تعبير بشكل أو بآخر عن الهوية الفكرية وفي كثير من الأحيان يأتي الوشم انعكاساً لحياة عاطفية أو معتقدات دينية أو ميول سياسية. اللاعب البرازيلي "دانيل ألفيس" قام بوضع وشم علي ذراعه يحمل صورة صديقته التي تدعي مودينا في تعبير منه عن قوة العلاقة التي تربطهما معاً، و هناك الكثير من النجوم الذين يوشمون صورا لأفراد عائلاتهم سواء الزوجة أو الأبناء. أما الإنجليزي واين روني ... مهاجم مانشستر يونايتد فيظهر من خلال الصورة وهو يضع وشماً علي كتقه الأيمن دلالة علي تمسكه في دبانته، رغم أنه كان من أشد المعارضين لهذا الأمر قبل الانتقال إلي نادي مانشستر يونايتد. فيما وضع مارادونا وشماً علي ذراعه عبارة عن صورة للمناضل اللاتيني الشهير "جيفارا" الذي دفنته المخابرات الأمريكية في مكان مجهول قبل أن تكتشف عظامه قبل سنوات، ومنذ ذلك الوقت أصبح مارادونا يتنقل بين كوبا والأرجنتين وكأنه يتنقل في منزل من طابقين، كما تلقي العلاج من الإدمان في أحد مستشفيات "هافانا" وأصبح يمتلك علاقات قوية مع رؤساء دول أمريكا الجنوبية خاصة من تتسم علاقتهم بالتوتر مع الولاياتالمتحدة، مثل "كاسترو" و"تشافيز" وغيرهما. أما الإيرلندي روبي كين... لاعب نادي توتنهام الإنجليزي فقد شوهد الوشم الذي يضعه علي يده اليمني لأول فرة في نهائيات كأس العالم 2002 التي أقيمت في اليابان، وتحديداً في لقاء المنتخب الأيرلندي مع المنتخب العربي السعودي، إذ قام بعد نهاية المباراة برفع قميصه ليظهر للمشاهدين ماذا وشم علي كتفه. فيما يبدو أن العشق الذي يعشقه اللاعب البرتغالي سيماوسياندور لاعب أتلتيكو مدريد لأبنائه لم يعرف كيف يظهره لهم إلاّ عن طريق الوشم، إذ وضع علي كلتا يديه أسماء أطفاله، فعلي اليد اليمني كتب اسم طفلته "مريان" وعلي اليسري كتب اسم ابنه" مارتيم". بينما لم يترك المهاجم الصربي ماثيان كيندمان لاعب فنار بخشة التركي مكاناً في كلتا يديه بدون وشم، فقد وضع اسم صديقته علي كتفه الأيمن، واسم والدته علي ظهره، وبعض العبارات الدينية علي أنحاء متفرقة من جسده. أما سيرخيو بوسيكتس.. لاعب نادي برشلونة الإسباني فرغم أن جنسيته إسبانية إلاّ أنه قدكتب علي يديه عبارة باللغة العربية تدل علي عشقه وانتمائه إلي بلده، وربما حاول بهذه الحركة من زيادة شعبيته بالوطن العربي أو ما شابه ذلك. أما سيرجيو راموس..لاعب نادي ريال مدريد الإسباني الذي رغم صغر سنه إلاّ أنه أصر علي التشبه باللاعبين الكبار بعد أن وضع وشماً علي يديه وكتفه وظهره، ليصبح مادة دسمة لوسائل الإعلام الإسبانية التي طالما راقبت تصرفات اللاعبين داخل وخارج الملاعب. أما السويدي زلاتان إبراهيموفيتش... مهاجم إنتر ميلان الإيطالي لاعب سويدي يلعب لفريق "أنتر ميلان" الإيطالي أي أنّ لغته الأصلية ليست العربية، كما أنه يعيش ويلعب في بلد لغته الإيطالية، ورغم ذلك فقد التقطت عدسات المصورين صورة لوشم وضعه علي ذراعه مكتوب بالعربية "إبراهيموفيتش" وهو الأمر الذي ظل دون تفسير، كيف ولماذا وضع اللاعب السويدي مثل هذا الوشم باللغة العربية. يعود تاريخ فن الوشم إلي أكثر من خمسة آلاف عام فقد عثر علي رجل من العصر الجليدي يعتقد أنه يبلغ من العمر 5300 عام، في النمسا وخلف إحدي ركبتيه وجدّ وشماً علي هيئة صليب صغير، كما مارس قدماء المصريين فن الرسم علي الجسد بين عامي 2000 و4000 قبل الميلاد، وانتشر كذلك في الصين واليابان في نفس الوقت من هذه الفترة. وقد ظل الوشم بدائياً حتي أواخر القرن التاسع عشر حين اخترع الأمريكي صامويل أوريلي جهاز "تاتو" الذي يعمل علي الكهرباء، وبهذا الاختراع أصبح الوشم سهل التنفيذ ولا يحتاج إلا لبضع دقائق، بينما كان يستغرق تنفيذه في السابق وبالأدوات البدائية ساعات طويلة.