في مفاجأة لا تخطر علي بال أحد تم ترشيح الفنانة دلال عبدالعزيز لدور البطولة في مسرحية "السلطان الحائر" المأخوذة عن نص للكاتب والأديب الكبير توفيق الحكيم صاغها واخرجها لتقدم علي خشبة مسرح الدولة عاصم نجاتي، وكعادة النجوم والنجمات اعتذرت دلال عبدالعزيز من دون سابق انذار فما كان من المخرج سوي أن اختار حنان مطاوع لتحل مكانها في العرض المسرحي"!" وكأن الخبرة والسن والشكل ليس لهم أي دور في اختيار الممثلين"!" أو أن الاختيار منذ البداية لم يكن له أي اعتبارات درامية"!" من هنا بدأنا تحقيقنا حول هذه القضية المثيرة: الفنان والمخرج عاصم نجاتي يبرر ما حدث بأن الشخصية التي تلعبها البطلة سواء كانت حنان مطاوع أو الفنانة دلال عبدالعزيز رمزية لانها تمثل الثقافة والفن ومن هنا فإن مسألة العمر ليست عائقا وفكرة أن الفنانة حنان مطاوع أصغر سنا من دلال عبدالعزيز لا تمثل مشكلة اطلاقا أما موضوع فرق الخبرة بينهما فكثير من نجوم العالم يمتلكون من الموهبة ما يعوض الخبرة.. كما ان حنان فنانة وممثلة محترمة لها أعمال كثيرة كما أنها تربت في بيت مسرحي بحت. وعن اسناد الدور من البداية للفنانة دلال عبدالعزيز برر "عاصم" ذلك بقوله لقد أسندت إليها البطولة بناء علي طلبها فمنذ سنوات كنا نقدم مسرحية "الأم الشجاعة"، ووقتها تكلمنا عن "السلطان الحائر"، فطلبت تقديم دور الغانية وعندما فكرت في تقديم العمل اتصلت بها فورا وتحمست كثيرا وحضرت المؤتمر الصحفي الذي عقده للاعلان عن العرض المسرحي ووضعت جدول بروفات وفجأة علمنا أن هناك عرضا بعنوان "سي علي وتابعه قفة" من اخراج مراد منير هبط علينا من السماء لوجود حسابات اخري تتحكم في عروض مسرح الدولة أهمها أن: د. أشرف زكي أراد ارضاء مراد منير علي حسابنا حتي لا يفتعل أزمات مع الصحافة بعد ايقاف مسرحية "اللجنة" وبالفعل صرفوا الميزانية الخاصة بهم علي أساس أنهم جاهزون للعرض وتعلنا نحن وبعدها علمنا باعتذار فاروق الفيشاوي ويبحثون له الآن عن بديل.. ورغم ان مدير مسرح السلام هشام جمعة لم يقصر معنا في أي شيء الا أن مفاتيح الأمور في يد د. أشرف زكي. من ناحيته يبدي الفنان القدير محمود ياسين دهشته لما حدث ويقول: هناك اعتبارات لاختيار البطل في العرض المسرحي منها ملاءمته للدور كشكل وموضوع ثم الخبرة الكافية والمراحل العمرية إلي جانب أهمية الشخصية لمن يرشح لها فلابد أن يكون في رصيده أعمال ثابتة، ولديه خبرات في التدريب خاصة في البروفات بالإضافة لان يكون الفنان مناسبا من حيث الشكل وما يعطيه من انطباع خاص بالسن والخبرات بحيث تكون الشخصية لديها ثقافتها وواعية وهو ما توافر في النجمة حنان مطاوح وبالتالي لابد أن تكون هناك مصداقية في جميع العناصر فهناك مواصفات للشخصية يحددها الكاتب بحيث يقول مثلا: "فتاة في سن الشباب ثم الحوار الخاص بها.. أو يقول مثلا: "إمرأة في الاربعين ثم الحوار الخاص بها" ورغم ان هناك أشياء مساعدة فإن التفاصيل التي يضعها الكاتب في النص مثل الاستعانة بأشياء مثل الماكياج والملابس والاكسسوار إلي جانب المصداقية فلن تأتي إلا بالاخلاص والتدقيق ويختتم الفنان القدير بقوله: "عموما أتصور ان حنان مطاوح ستكون أكثر ملاءمة للدور لاقتراب عمرها من شخصية بطل "السلطان الحائر". أحد أطراف الواقعة مدير مسرح السلام الجهة المنتجة للعرض المخرج هشام جمعة يؤكد بأن اختيار الابطال يخضع لوجهة نظر المخرج وحده وعندما تطرأ تغييرات علي أحد العناصر قد يضطر المخرج للاستعانة ببديل ربما يكون غير مناسب لكنه في النهاية مرتبط بتوقيت عرض وهذا ما حدث معي اثناء تقديم مسرسحية "البهلوانات"، عندما قدمت "فرح" في الموسم الأول من العرض ثم اعتذرت بعد ذلك فاضطررت للاستعانة ب"رجوي" وكانت أول مرة تخوض التجربة وكنت في تلك الحالة مخرجا ومدرسا لانني كنت أعلمها التمثيل وهو ما يعطل المسرحية. فهناك خمس أو ست مواصفات لا يمكن تطابقها جميعا مع الفنان لكن يمكن توافر 3 مواصفات علي الأقل للشخصية البديلة.. ولا يمكن استبعاد البعد المادي ايضا فأجر دلال عبدالعزيز يختلف عن أجر حنان مطاوح إضافة إلي السن والخبرة والأبعاد النفسية.. وعن كيفية ترشيح الفنانين لادوارهم في العروض المسرحية فأكد بأن هناك كما من المعطيات علي الورق يحدد للمخرة ملامح الأبطال والشخصيات المرشحة للعرض. بطلة الواقعة الفنانة حنان مطاوع تؤكد بقولها انها وقعت بالفعل عقد بطولة مسرحية "السلطان الحائر"، وتري بأنها اكثر ملاءمة للدور خاصة ان الشخصية لغانية شابة فاتنة ودلوعة وتقول: "أعلم جيدا مقدار ومكانة الفنانة دلال عبدالعزيز فهي فنانة كبيرة ولها ثقلها لكن تم تعديل النص ليلائمها مع اسناد الدور لي عادت الأمور إلي طبيعتها وللنص الذي كتبه استاذنا توفيق الحكيم في روايته "السلطان الحائر" وأضافت بقولها: "لن أتنازل عن تلك الراوية مهما حدث واضافت بأن النص تم تعديله وتحديثه وعمل رؤية خاصة ليلائم الواقع المعاصر من خلال التورية التي يكتشفها القاريء من بين السطور أو الاحداث. ويقول المخرج هشام عطوة، وهو واحد من جيل الشباب، حول معايير اختيار البطل: اختيار المخرج لابطال العمل يتم من خلال تصور معين يضعه للعمل الفني ووجهة نظره تجاه العمل بحيث يستعين بمجموعة من الفنانين لهم مواصفات خاصة علي مستوي السن والشكل لكن يحدث في بعض الاحيان ان تطرأ اعتذارات فيلجأ المخرج لفنانين غير ملائمين علي الاطلاق، سواء علي مستوي السن أو "الكاركتر"، ورغم انه من المفترض أن يلعب الممثل كل الادوار إلا أن هناك أدوارا معينة تبدو غير ملائمة لبعض الفنانين وبالتالي لن يستطيع الماكياج عمل اللازم، وان فعل فلن تكون هناك مصداقية، فالبعض يعتمد علي الماكياج والملابس والاكسسوارات، أملا في اضفاء المصداقية علي الدور لكن المصداقية هي الأهم فمثلا للدور الذي تلعبه بسمة لا يمكن اسناده للفنانة ميمي جمال والعكس فلكل منهما اسلوب معين في الأداء ولها أيضا موصفات علي مستوي الشكل والسن والنفسية والأمور ليست عشوائية علي الاطلاق.