لمن يجهل تاريخ الكاتب مدحت يوسف جاء قرار تعيينه مديراً للمسرح الكوميدي بمثابة مفاجأة، وربما صدمة، بينما ساد يقين جازم لدي كل من يعرفه بأن قرار اختياره جاء ليصحح وضعاً خاطئاً طالما أثار الدهشة، لكونه صاحب تاريخ طويل في الكتابة للمسرح المصري كان يؤهله، منذ زمن طويل، للمشاركة في إدارة الحركة المسرحية وتوظيف خبراته لصالح المسرح المصري. ربما لا يعرف البعض تاريخك، وفي حاجة لأن تذكره به؟ - بدأت مشواري الفني منذ خمسة وعشرين عاماً في مجال الكتابة للدراما التليفزيونية والمسرحية ما بين عروض جماهيرية وأخري صورت للتليفزيون المصري مثل مسرحية "سيدة الحوش" بطولة إسعاد يونس وفاروق الفيشاوي ومسرحية "اثنين علي دبوس" إخراج فهمي الخولي وبطولة هياتم وإبراهيم سعفان ثم مسرحية "سرايا المجانين" بطولة يوسف شعبان وهالة فاخر ومسرحية "موعد مع الوزير" بطولة سمير غانم، وإسعاد يونس إلي جانب مسرحية "حلو وكداب" بطولة شيرين سيف النصر وأشرف عبدالباقي و"امسك حرامي" التي أخرجها جلال الشرقاوي وقامت ببطولتها هند صبري مع أحمد رزق وكتبت لمسرح الدولة أيضاً "اللي شالوا الهمزة" لمسرح الشباب وإخراج هشام عطوة والعرض المسرحي "أبو الهول يبكي سراً" أما في مجال الدراما التليفزيونية فكتبت مسلسل "السجين" بطولة عبدالمنعم مدبولي وليلي طاهر ووائل نور وطارق دسوقي ومسلسل "أفيش تحت الصفر" بطولة ليلي فوزي وعبدالمنعم مدبولي ومسلسل "الخيول" أما آخر مسلسل كتبته فكان "نعتذر عن هذا الحلم" الذي لعب بطولته عمرو واكد ورانيا فريد شوقي. وكيف رشحت لتولي منصب مدير المسرح الكوميدي؟ - تلقيت اتصالاً من رئيس البيت الفني للمسرح د. أشرف زكي الذي أخبرني بضرورة لقائه في المسرح القومي وعندما التقينا أخبرني بأن الفنان أحمد عبدالعزيز اعتذر عن إدارة المسرح الكوميدي لأسباب صحية وطلب مني أن أتولي المسئولية. وكيف كان رد فعلك؟ - هذه هي المرة الأولي في تاريخ إدارة مسارح الدولة التي يتولي فيها مؤلف أو كاتب إدارة مسرح الدولة، بعدما جري العرف أن يتولي هذا المنصب إما مخرج مسرحي أو فنان كبير ومخضرم لذا رفضت في البداية خاصة أنني لم أمارس الإدارة من قبل لكن د. أشرف زكي أقنعني بأنه يبحث عن قائد يدير المكان فقبلت. في اعتقادك لماذا اختارك لهذا المنصب؟ - لا أعلم، فرغم أن دراستي هي بكالوريوس فنون مسرحية وحاصل علي دبلومة في النقد الفني إلا أنني لم أفكر يوما في هذا المنصب وربما يثق رئيس البيت الفني في وتوسم لدي القدرة علي إدارة المكان بنجاح. وهل مازلت علي قناعة أن إدارة المسرح أمر صعب؟ - طبعا صعب جدا لأنني كاتب وليس لي علاقة بالإدارة التي هي مهنة أخري لكنني أحاول قدر الإمكان أن أنجح تحت قيادة تشجعني علي تخطي الصعاب وتحقيق النجاح. وما ملامح الخطة التي وضعتها لتحقيق هذا النجاح؟ - خطتي راعيت فيها أن تكون العروض ملائمة للمسرح الكوميدي أي لابد أن تكون كوميدية، وعندما تسلمت الإدارة فوجئت بوجود 600 نص ليس لها علاقة بالمسرح أصلاً فشكلت لجاناً للقراءة لتعطيني تقارير عن الصالح منها ومازالوا يعملون حتي الآن، ومن ناحيتي لن أختار إلا النص الكوميدي الذي يحمل حداً أدني من الوعي برسالة الفن والذي لا تخجل منه الأسرة المصرية وتتمثل الخطة في ثلاثة عروض مسرحية هي: "الشاطر" تأليف فؤاد حداد وإخراج محسن حلمي وبطولة سعيد صالح إلي جانب مسرحية "الدنيا مسرح كبير" تأليف لينين الرملي وإخراج محمد عمر وتم الاتفاق مع علا غانم وخالد أبوالنجا لبطولة المسرحية وأبديا موافقتهما المبدئية وحماسهما للعرض لكننا لم نبدأ البروفات لانشغالهما بتصوير أعمال رمضان هناك أيضاً مسرحية "يادنيا ياغرامي" تأليف متولي حامد وإخراج هشام عطوة. وهل الخطة ستكتفي بإنتاج نصوص مسرحية فقط أما إنها ستشمل تطوير مبني المسرح أيضاً؟ - في الحقيقة سنعتمد علي إنتاج النصوص فقط لأن المسرح الكوميدي له داري عرض هما: "ميامي" الذي افتتح منذ فترة بسيطة بعد تطويره وأصبح رائع الشكل، و"المسرح العائم" الذي أقيم فيه حالياً مع كل طاقم الإدارة رغم إنني متحفظ علي تغطية صالة المسرح فكان أفضل كثيراً من قبل لأنه مسرح صيفي ويجب أن يكون له نكهة وطعم وأعتقد أن مهمتي هي الإنتاج الفني وضبط دولاب العمل لأنني أقدس المواعيد والانضباط كأساس لتحقيق النجاح ولن أشغل نفسي بأشياء يمكن أن تثير القلق في أروقة المكان. وهل في خطتك جذب نجوم الكوميديا مرة أخري؟ - شئنا أم أبينا فالنجم هو الجاذب للجمهور في المقام الأول ثم تأتي الرواية والإنتاج والإخراج في المقام الثاني لذا حرصت علي أن يكون في كل رواية ننتجها بطلان من نجومنا المشاهير إلي جانب أعضاء النقابة وأبناء المسرح. ولماذا بدأت خطتك بإعادة مسرحيتي "روايح" و"النمر" رغم كل المشاكل والجدل المثار حولهما؟ - في الفترة الراهنة ليس لدي سواهما ولا أريد أن أبدأ عهدي بإطفاء أنوار المسرح أو إغلاقه لذا اضطررت إلي إعادتهما لأنهما إرث ورثته من الذين سبقوني ولم أتول إنتاجهما وليس لي علاقة بهما لكنني اضطررت إلي ذلك حتي تنتهي العروض التي وضعتها في الخطة وتصبح متاحة للجمهور وبعدها لن أضطر ولن يضطر غيري إلي تقديم "روايح" أو "النمر" مرة أخري. وهل سيعطلك منصب مدير المسرح عن مهنتك الأساسية وهي الكتابة؟ - طبعاً.. سيعطلني لأنني كنت قبل تولي المنصب علي وشك الدخول مع المنتجة ناهد فريد شوقي في مسلسل رومانسي بعنوان "زائر من الماضي" مرشح لبطولته حسين فهمي وباق للمسلسل ثلاث ساعات فقط للانتهاء من كتابة السيناريو وحتي الآن لم أكتبهما لأنني لا أجد الوقت الذي يسمح لي بذلك. وكيف وأنت تعشق الانضباط كما تقول لم تستطع أن توفق بين المجالين؟ - ربما لأنني وضعت قانوناً وقواعد لنفسي في المسرح وهي ألا أقدم عملاً من تأليفي للمسرح الكوميدي حتي لا يقال أنني أستغل منصبي في إنتاج عروض من تأليفي وكان لي من بين النصوص المقدمة للفنان أحمد عبدالعزيز أثناء إدارته للمسرح الكوميدي نص بعنوان "كش ملك" فسحبته بمجرد استلامي للمنصب.. إلي جانب أنني قررت ألا أقرأ نصوصاً لأحد من الزملاء حتي لا أضطر للحكم عليها وهذا ما لم يتقبله مؤلف آخر حتي لو كان رأيي محايداً أو صحيحاً وسيتهمونني بالغرور وإنني أري أن أحداً غيري يصلح للكتابة، لذا أتقي شر الجميع وأبتعد تماماً ولن أخلط الأوراق أبداً. واضح أن كتاباتك مركزة علي التليفزيون والمسرح فأين السينما من اهتماماتك؟ - السينما موجودة حالياً ولكن لا تعجبني ولا تستهويني ولدي يقين بأنني لو قدمت نصاً للسينما سيرفض فوراً لوجود معايير في السينما لا أعترف بها لكن التليفزيون مازال يتمتع بالحد الأدني من احترام عقلية المشاهد.