سميرة صدقي اسم مجهول بالنسبة لأبناء هذا الجيل لكنه مألوف لدي أبناء جيل عرفها من خلال أفلام المقاولات، التي انتشرت في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ويعلم أن سميرة صدقي كانت "ماركة مسجلة" بل بطلة متوجة في هذه الأفلام.. وبانتهاء الظاهرة اختفت وفجأة عادت وكأنها تبدأ السلم من أوله! ثلاث سنوات من الغياب الذي يحتاج إلي نفسير؟ بالفعل غبت من شهر نوفمبر عام 2005 حتي عدت في الشهر نفسه عام 2007 والسبب زيادة وزني بشكل فوجئت خلاله أنه وصل إلي 120 كيلو، لكنني نجحت في إنقاصه برجيم قاس حتي وصل إلي 60 كيلو فقط. ما سر الزيادة المفرطة بهذا الشكل؟ السبب يرجع إلي حقن كورتيزون كنت أتعاطاها دون أن أدرك خطورتها إضافة إلي تكرار سفري إلي ليبيا لعرض مسرحياتي هناك وتغير نوعية الأكلات الليبية، عما كنت أتناوله هنا في مصر.. ولهذا جاءت الزيادة الهائلة. ماذا قررت وقتها؟ أول قرار أن أتوقف عن التمثيل حتي لا يراني الجمهور بهذا الشكل، ويسخر مني أو يرفضني؛ فالفنان قدوة في كل شيء حتي في بنيانه، ولهذا أخذت عهدا علي نفسي بأن أفرض إرادتي علي كل شيء في حياتي حتي في نوعية طعامي.. ومارست رياضة عنيفة ونظاماً غذائياً صارماً حتي تخلصت من الوزن الزائد وبالصبر والإرادة نجحت في قهر الوزن والزمن. ما أول عمل عدت به بعد إنقاص وزنك؟ مسلسل "حدث في شارع الهرم" إخراج إبراهيم الشقنقيري وبطولة أحمد عبدالعزيز وسيمون، وكان حلقات متصلة منفصلة فأتاح لي تقديم شخصيات مختلفة في الشكل والمضمون. ومسلسل "قمر" مع فيفي عبده؟ في هذا العمل أجسد دور فتاة من الإسكندرية "تفتري" علي زوجها معتمدة علي فلوس والدها، لكن الزوج يهرب إلي حضن "قمر" التي تقوم بدورها فيفي عبده، أما الزوج المقاول فهو رياض الخولي. وما جديدك؟ مسلسل بعنوان "حكايات البنات" تأليف مجدي الإبياري وإخراج إبراهيم الشقنقيري من إنتاج صوت القاهرة وأجسد فيه دور فتاة أرستقراطية وسيدة صالون وبنت بلد فهو حلقات متصلة منفصلة أيضا. هل تعمدت أن تكون عودتك مع مسلسلات متصلة منفصلة حتي لا تكوني أسيرة الشخصية الواحدة؟ لا.. بل هي المصادفة وحدها التي فرضت علي العمل في عملية بهذا الشكل عندما عرضها علي المخرج إبراهيم الشقنقيري، ولولا إيماني بهذا المخرج والفن الجاد الذي يقدمه في كل أعماله لرفضت، لكن العملين كانا متميزين. والدوران جاءا بعد غياب وحققا لي الإشباع الفني الذي كنت أبحث عنه بحيث أخرج طاقاتي التي ظلت حبيسة لمدة طويلة من خلال ستين شخصية تقريبا. وكأنك تقولين إن الشخصية الواحدة تسجن الممثل أحيانا؟ لم أقصد هذا بدليل أنني أجسد شخصية الزوجة "المفترية" طوال ثلاثين حلقة في مسلسل "قمر"، لكن لا أنكر أن الحلقات المتصلة المنفصلة تمثل عنصر إغراء وجذب شديدين بالنسبة لي لأنها تتيح لي تجسيد أكثر من شخصية في هذه النوعية من الحلقات.. وهذا ليس رأيي وحدي بل يشاركني فيه كثيرون. وهناك مسلسل "سيت كوم" كما علمت؟ هذا صحيح وهو مسلسل من إخراج الشاب أسامة عشم وتأليف شاب آخر هو نيازي مصطفي، ولأول مرة تدور أحداثها في مجتمع الصعيد في إطار كوميدي. هل صحيح أنك ستقومين ببطولة "الكاميرا الخفية"؟ هذا صحيح ولعلها المرة الأولي التي ستقدم فيها ممثلة ببطولة "الكاميرا الخفية"، حيث سافاجئ الناس مرة بشخصية رجل صعيدي وأخري فلاح وشخصيات مختلفة، ومن المنتظر إذاعتها في شهر رمضان القادم. قد لا يعلم أبناء هذا الجيل أنك كنت بطلة متوجة للعديد من الأفلام السينمائية، فما آخر فيلم قدمته للسينما؟ آخر فيلم كان من بطولتي "غريب في الميناء" إخراج إسماعيل حسن. هل صحيح أن جميعها يندرج تحت مصطلح أفلام المقاولات؟ "بغضب" هذه أقاويل باطلة واتهامات مغرضة أتعرض لها في كل مرة يأتي فيها الحديث عن أفلامي، لأن البعض لم يصدق أن أكون بطلة وأنافس علي القمة، وليس صحيحا أن أفلامي كلها مقاولات. فقد كانت تقول كلمة وتتبني هدفا وتناقش مشكلة وتطرح قضية كالمخدرات والزواج العرفي هي أفلام طرحنا فيها قضايا من قبل أن يتعرض لها غيرنا.. وتعالوا نضرب المثل بفيلم "أسرار المدابغ" الذي شارك ببطولته فريد شوقي فهل ينتمي لأفلام المقاولات؟ وكذلك الحال في "الحجر الداير" لمحمد راضي، و"القرداتي" و"التوت والنبوت" لنيازي مصطفي، فهل هذه أفلام مقاولات.. هذه اتهامات باطلة وعناوين ومضامين هذه الأفلام أكبر دليل علي أنها أفلام قوية. ما رأيك في الأفلام التي تعرض وتنتج حاليا؟ فيها تجاوز للعديد من الخطوط الحمراء التي كنا نحافظ عليها في أفلامنا. فلم نكن نجرؤ في حواراتنا أن نقول: "ترقيع"؟! ونسخر من الصعيدي ونقدم طالبة المدرسة التي تنجب من زميلها.. وأشياء لا علاقة لها بالفن ولا بقيم المجتمع واحترامنا للجمهور لكن السينما التي كنا نقدمها كانت ترسي القيم وتعالج الظواهر السلبية ولا ينبغي أن يفهم من كلامي هذا أنني ضد الجديد، لكن أطالب بأن نتبع النهج الأخلاقي القديم لنعالج التطور وسلبياته والسينما لم تكن أبدا "استربتيز" وبنات مايوهات، لأننا بهذه الطريقة نأخذ الجمهور وننزل به إلي الدرك الأسفل. تقولين هذا لأن عودتك للسينما تبدو مستحيلة؟ لماذا؟ أنا لم أحسم بعد أمر عودتي للسينما ولو قررت الرجوع سأنتج لنفسي ووقتها سأقدم برهانا علميا لما أقول من نظريات. أما عودتي للسينما في ظل الوضع الراهن فهذا صعب، لأنني "مش عارفه ادخل للناس دي إزاي". هل أنت مليونيرة لكي تنتجي لنفسك؟ يا ريت ما كانش ده بقي حالي ولا حال الفنانين الحقيقيين. هل ينبغي أن يكون الفنان الحقيقي فقيرا؟ في الغالب .. بمعني أن المادة لا تمثل ركنا أكبر من اهتماماته مقارنة بالفن، وهذا يظهر أكثر في لحظة التعاقد علي أي عمل فني فإما ينحاز للعمل الجيد أو يفضل المادة بغض النظر عن العمل الذي يضيف لرصيده الفني. لكن الإنتاج فيه مغامرة أيضا إذا فوجئ الفنان بأن الجمهور نسيه؟ مستحيل.. فهل نسي الجمهور أمينة رزق أو يوسف وهبي؟ فالفنان الجيد يبقي في ذاكرة المشاهد إلي الأبد. وهذا ما أراهن عليه عند عودتي. هل ستصرين علي تقديم شخصياتك القديمة أم توافقين علي تجسيد دور أم مثلا؟ ما المانع؟ لقد قدمت سوسن بدر ودلال عبدالعزيز وغيرهن أدوار أمهات. هل صحيح أنك ستقدمين برنامجا للطبخ؟ "ضاحكة" كل ما في الأمر أن إحدي الشركات علمت بموضوع نجاحي في إنقاص وزني فاقترحت علي تقديم تجربتي في برنامج بعنوان "المطبخ السحري" عن الوجبات ذات السعرات الحرارية المنخفضة لنقدمه في رمضان، لكن الموضوع لم يحسم بعد.