«طير انت» ساعتين من الضحك اللذيذ «أحمد مكي».. كبريت أم ولاعة؟! * دور «دنيا» حقق توازياً وتوازناً في العمل الفني وكشف عن موهبة متدفقة في الأداء الكوميدي · أكثر نجوم الكوميديا عصرية في مخاطبة الجمهور ولكن لا يزال الخطر قائماً إذا لم يستطع أن يتجاوز فكرة التنميط شرف البنت زي عود الكبريت يولع مرة واحدة.. مقولة خالدة رددها كثيراً "يوسف بك وهبي" في العديد من أفلامه ومسرحياته ومع دخولنا عصر الولاعة تغير الأمر كثيراً!! ما هي علاقة الكبريت والولاعة بما سوف أحدثكم عنه فوراً.. هناك مواهب "كبريتية" لها عمر محدود.. صحيح أنها لا تشتعل مرة واحدة فقط ولكنها أيضاً لا تستطيع أن تتجاوز عددا ضئيلا من مرات الاشتعال.. توجد مواهب تقدم نفسها خطوة خطوة للجمهور ويلمح فيها الناس شيئا مختلفا وطازجا وعصريا ولهذا يقبل عليها الجمهور ويبدأ مرحلة التعرف المبدئي لأنهم يلتقطون شفرة التواصل ويدركون اللغة المشتركة سواء في الكلمة أو الحركة وتستمر هذه المواهب في رحلة الصعود للذروة شيئاً فشيئاً ثم تبدأ مرحلة الذبول والانطفاء وذلك بعد أن يتشبع بها الجمهور؟! في الجيل السابق نري مثلاً "يونس شلبي" كان ملفتاً في مسرحية "مدرسة المشاغبين" رغم أن البطلين الأساسيين هما "عادل إمام" و "سعيد صالح" ولكن "يونس" كان له أيضاً حضوره وطلته وشخصية درامية أطلق عليها "سعيد صالح" اسم - ما بيجمعش - ظلت هذه الشخصية لصيقة به و لعب "يونس" بطولة عشرات من الأفلام وهذا دليل علي أن أفلامه كانت تحقق إيرادات مرتفعة تتيح لشركات الإنتاج المراهنة عليه في أفلام قادمة.. وقع "يونس" تحت قيد الشخصية الواحدة وكانت لديه فقط إضافات محددة ومحدودة علي شخصية - ما بيجمعش - ولم يستطع أن يقفز بعيداً.. ربما تجد شيئاً من هذا أيضاً في نجومية "محمد سعد" التي استطاعت أن تصل به إلي القمة مع "اللمبي" في 2002 وتعددت الأدوار لكن لم تتعدد الشخصيات وعاني "سعد" حالة من الخفوت الجماهيري في أفلامه الثلاثة الأخيرة وصلت للذروة في "بوشكاش".. إنه العمر الزمني بين مرحلة اشتعال الكبريت وعدد المرات حيث يحدث تصاعد في البداية في درجة الاشتعال ثم وكأن شيئاً لم كن!! أحمد مكي" هو أحدث طبعة فنية تستطيع أن تحيله إلي تلك السلسلة من النجوم.. لا شك أن الناس شعرت به منذ دوره "هيثم دبور" في سيت كوم "تامر وشوقية".. و "عادل إمام" بقدرته علي التقاط المواهب الجديدة اقتنصه وزادت مساحته في فيلم "مرجان أحمد مرجان" عما كان مقدراً لها في البداية لان "عادل" بالطبع شعر بأهمية التواصل الذي يحققه "مكي" مع الشباب ومن بعدها انطلق في دور صغير في "ليلة البيبي دول" فكان الممثل الوحيد في هذا الفيلم الذي دخل قلوب الناس!! مشواره مع البطولة لم يتأخر وعلي الفور قدم شخصية "هيثم دبور" في فيلمه "إتش دبور" وحقق في العام الماضي نجاحاً رقمياً دفع شركات الإنتاج إلي أن تقدم له "طير انت" ولنفس المخرج "أحمد الجندي" والذي أراه هذه المرة أكثر امتلاكاً لأدواته في التعبير لخلق ضحكات تلعب فيها حركة الممثل والتكوين والإضافة والمونتاج دوراً في خلقها فهو بالفعل له إضافة من الممكن ملاحظتها علي الشاشة!! الفيلم لا ينكر مرجعيته الأمريكية إلي فيلم "Bedazzled" ولكنه في الواقع استفاد من كل التراث المصري فيما يتعلق بالعفاريت واستخدامهم في أفلام لإسماعيل يسن و "سامية جمال" بالإضافة إلي تأثير لا ينكر لقصة يوسف السباعي "أرض النفاق" التي قدمتها السينما المصرية مرتين أشهرها تلك التي أخرجها "فطين عبد الوهاب" ولعب بطولتها "فؤاد المهندس" قبل 40 عاماً.. الفكرة قائمة علي إعطاء البطل حبوبا للشجاعة، الكرم، الصدق وهكذا لإقناع حبيبته بأنه جدير بها وهو تقريباً نفس الخط الرئيسي لفيلم مكي "طير انت" فهو طبيب بيطري يحب "دنيا سمير غانم" ولكنه يفتقد الجاذبية وتبوء محاولاته بالفشل وهو يسعي جاهداً للفت انتباهها دون جدوي.. الفيلم منسوب إلي الكاتب زميلنا "عمر طاهر" وعلي الأفيش نلمح اسم كل من المخرج "أحمد الجندي" والبطل أحمد مكي المشاركين في السيناريو وفي أغلب الحوارات المنشورة علي لسان صناع الفيلم نكتشف أنهم شاركوا في الكتابة بما فيهم "دنيا سمير غانم" التي أكدت أنها صاحبة فكرة الخط الموازي للأحداث حيث أنها لا تكتفي بأداء دور الفتاة الجميلة ولكنها تقدم خطا يتقابل مع "مكي" في أدوار مثل الفتاة اللبنانية والهندية والصعيدية وهو بالمناسبة حقق توازياً وتوازناً في العمل الفني وكشف عن موهبة متدفقة في الأداء الكوميدي تحملها هذه الفتاة الصغيرة التي تقدمت كثيراً في أفلامها الأخيرة وكل الظروف مهيأة أمامها لتتقدم أكثر وأكثر.. الفيلم يقدم لجمهوره العديد من الحالات المختلفة للبطل ونقطة الانطلاق دائماً هي تلك العلاقة مع العفريت الذي أدي دوره "ماجد الكدواني" و "ماجد" حالة خاصة بين نجوم الكوميديا فهو وصل إلي البطولة المطلقة قبل نحو ثلاث سنوات في فيلم "جاي في السريع".. الفيلم لم ينجح جماهيرياً ولم يتلق بعدها "ماجد" أدوار بطولة أخري وبذكاء استطاع أن يتجاوز تلك النقطة الفارقة في حياة أي نجم ووافق علي أدوار البطولة الثانية وهكذا شاهدته بعد ذلك في "الرهينة" لساندرا نشأت ثم تعددت الأدوار ليثبت "ماجد" أنه الكوميديان الممثل مهما تضاءلت المساحة الدرامية المتاحة أمامه فهو دائماً بطل لا يغادرك أبداً أداؤه الدافئ التلقائي الذي يدعوك للابتسام والضحك!! لا أنكر أن في السيناريو والحوار قدرا من الطزاجة حتي في اختيار النكتة أو الإيفيه وجملة الحوار فأنت تشاهد - كاركتر - لحسن شحاته الذي صار أحد أبطالنا القوميين.. في لقطة أخري يقدم تنويعة علي فيلم "حسين كمال" الشهير "شيء من الخوف" وهو أكثر الأفلام التي كانت هدفا لخلق مواقف كوميدية في نحو ستة أو سبعة أفلام.. لم ينس أبداً أن ينتقد الدموية الزائدة في "إبراهيم الأبيض" رغم أن الفيلم عرض قبل نحو شهرين فقط وكأننا بصدد مقال ساخر يكتبه بحرفية عالية "عمر طاهر" في "الدستور الأسبوعي" وأيضاً اليومي!! في كل الأحوال قضيت ساعتين من الضحك اللذيذ في الفيلم لا هدف آخر لدي المخرج سوي الضحك ولا بأس من ذلك ولكن يبقي "أحمد مكي" الذي لا يزال أسير خط "هيثم دبور" في تلك الكاركترات المتعددة قادرة علي الإضحاك فهو أكثر نجوم الكوميديا عصرية في مخاطبة الجمهور ولكن الخطر قائماً إذا لم يستطع أن يتجاوز فكرة التنميط التي جعلته مقيداً لعدد من التعبيرات التي تتبع "ميكانيزم" التصلب وهو أحد أسلحة الكوميديا ومن أشهر من سبقوه إليها "سيد زيان" ، "محمد نجم" ، "محمد صبحي"، «محمد سعد».. ولكن علي "أحمد مكي" أن يتعلم الحكمة من الولاعة ليتجدد اشتعاله حتي لا يكتشف في فيلمه الرابع أو الخامس أن العود لا يشتعل جماهيرياً مهما حاول أن يحركه علي الشطاطة!! ********** الصلح بين الأجيال علي الشاشة الكبيرة ! · كيف يعود الكبار للسينما التي أدارت ظهرها لهم أحياناً وأداروا هم ظهرهم لها أيضاً أحياناً ! عاد "محمود عبد العزيز" إلي السينما في العام الماضي بفيلم "ليلة البيبي دول" لعادل أديب ولكن عودته الحقيقية محسوبة فقط هذا العام مع فيلم "إبراهيم الأبيض" لمروان حامد.. في هذا الفيلم اختلف النقاد علي العديد من تفاصيل "الأبيض" إلا أنهم اتفقوا علي شيء واحد وهو أنها العودة الصحيحة والحقيقية لأحد كبار نجومنا في العالم العربي إنه "محمود عبد العزيز" الذي كان لافتاً ومتألقاً في دوره "عبد الملك زرزور" صحيح أن البطولة والشخصية المحورية كانت من نصيب "أحمد السقا" ولكن النجاح والتألق من نصيب "محمود عبد العزيز".. إن هذا الفيلم يطرح قضية هامة وهي كيف يعود الكبار للسينما التي أدارت ظهرها لهم أحياناً وأداروا هم ظهرهم لها أيضاً أحياناً أخري!! شهدت السينما المصرية حالة من التباعد بين جيلين..وتشهد حالياً عودة للقائهما في منطقة متوسطة.. "الهام شاهين" قالت بيدها لا بيد المنتجين عادت بطلة بفلوسها في فيلم "خلطة فوزية" اخراج مجدي أحمد علي الذي عرض في مطلع العام في نفس الوقت فإنها عادت بشروط السينما في فيلم "واحد صفر" للمخرجة "كاملة أبو ذكري" الذي عرض قبل نحو ثلاثة أشهر.. رحب السوق بعودتها بألق خاص من خلال فيلم متعدد الأبطال "واحد صفر" إخراج "كاملة أبو ذكري" فمعها "زينة" و "نيللي كريم" و "خالد أبو النجا" كلهم أبطال وقدمت "الهام" دوراً ملفتاً وكل مشاهدها كانت مشاهد - ماستر سين - رئيسية وينتظرها الآن العديد من الأفلام القادمة لا أتصور أنها سوف تغيب مجدداً عن السينما. "محمود يسن" منذ 2007 عقد صلحاً مع السينما في فيلم "الجزيرة" لشريف عرفة بطولة "أحمد السقا" شاهدنا "محمود يسن" في عدة مشاهد لكنها كانت كفيلة بأن تؤكد مكانته مع ملاحظة أيضاً أن التترات والأفيش في "الجزيرة" لم يمنحا "محمود يسن" المكانة التي تعود عليها في الماضي أي أن علي كبار النجوم أن يتنازلوا عن قدر من الحفاوة الأدبية التي كانت في الماضي من نصيبهم دون أن يطلبوها أو يشترطوها.. ثم شاهدناه في 2008 مع "الوعد" لمحمد يس.. عدة مشاهد في بداية الفيلم لا يمكن أن تنسي حضور مميز لمحمود يسن في التترات اسمه جاء هذه المرة في المركز الأول لأن بطل الفيلم النجم الجديد "آسر يسن" لا يزال في سنة أولي بطولة وسوف يطل علينا قريباً في أكثر من فيلم فلقد تم إنهاء حالة الخصومة المفتعلة مع السينما".. "حسين فهمي" انتهي من البطولة مع مجموعة من الوجوه الجديدة "في لمح البصر" أول إخراج ليوسف هشام من المنتظر عرضه في مهرجان الإسكندرية ممثلاً للسينما المصرية.. "نور الشريف" سبقهم في عقد الصلح مع أفلام "دم الغزال" ، "مسجون ترانزيت" ، "البيبي دول" في أدوار البطولة الثانية.. "محمود حميدة" لم يغب أبداً عن السينما دائماً له حضور.. في 2008 شاهدناه مع "أحمد حلمي" في "آسف علي الإزعاج" في هذا الصيف عرض له "احكي يا شهرزاد" ليسري نصر الله وقبله "دكان شحاته" لخالد يوسف وكانت له مكانته المميزة علي الأفيش.. الأهم أنه كان له تألقه علي الشاشة أضاف "محمود حميدة" إلي الدورين إحساساً وتوهجاً ويعرض له قبل نهاية هذا العام فيلم "تلك الأيام" للمخرج الشاب "أحمد غانم" في أول تجربة له في مجال الفيلم الروائي!! تستطيع أن تقرأ الخريطة علي هذا النحو.. أولاً هناك سينما تقدم من خلال مخرجين لديهم إرادة تفرض عودة للكبار، هؤلاء المخرجون يحاولون تحقيق مشروعهم السينمائي ويفرضون بقدر المستطاع تلك الشروط علي شركات الإنتاج.. علي الجانب الآخر هناك رغبة أيضاً لعدد من النجوم الكبار في العودة كأبطال!! الكبار أقصد الموهوبين منهم فقط لن يبتعدوا وسيواصلون الحضور لكن بشروط السينما بعد أن تغيرت الكثير من قواعدها الصارمة وأصبحنا نري الآن عددا من المخرجين لديهم إرادة هؤلاء أعادوا لنا السينما التي افتقدناها طويلاً بعد أن عانينا طويلاً من تلك الشروط عندما كان النجوم يفرضون شروطهم علي كل مفردات الفيلم.. لا أقول أن النظام السينمائي تغير ولكن بالتأكيد لدينا الآن هامش يتسع قليلاً كل موسم يسمح لنجومنا الكبار بالعودة علي شرط أن يتمتعوا بالمرونة في التعامل مع الواقع السينمائي وكلما راهنوا أكثر علي الممثل الكامن في أعماقهم كلما رحبت بهم السينما أكثر.. ولهذا تألق في الأسابيع الأخيرة "محمود عبد العزيز" في "إبراهيم الأبيض" و "محمود حميدة" في "دكان شحاتة" وقبلهم "الهام شاهين" في "واحد صفر" ومحمود ياسين في «الوعد».. الصورة السينمائية لا تكتمل إلا إذا حدث الصلح بين الجيلين وعرف النجم الشاب أن صعوده للقمة لا يعني أن ينفرد هو بالشاشة علي حساب جيل الكبار وعلي الكبار أيضاً أن يدركوا أن سنوات العمر أضافت لهم ألقاً خاصاً ليسوا بحاجة دائمة لكي يحتلوا هم أغلب المساحات علي الشاشة، لأن لهم كل المساحة في قلوب الناس. ********** قبل الفاصل بدأ الآن البعض يحسبها بالأرقام والورق والقلم.. كم عدد النجوم والمخرجين السوريين بالمقارنة بالنجوم والمخرجين المصريين.. تغير الزمن لكننا لم نتغير.. لم تعد شركات الإنتاج تبحث عن جنسية المبدع فهم لا يسألون هل "صفاء سلطان" بطلة مسلسل "ليلي مراد" سورية أم مصرية ولا يعنيهم مثلاً أن المخرجة "رشا شربتجي" سورية الأب مصرية الأم.. ولا يسألون هل يصلح "جمال سليمان" أن يؤدي دور رجل صعيدي مصري أم لا؟ كل هذه الأسئلة سقطت وصار الفيصل هو الشاشة.. إنها الملعب الحقيقي الذي تستطيع من خلاله أن تدرك هل اختيار هذا الفنان كان صائباً أم أن الإخفاق هو مصيره.. السيف أصدق إنباءً من الكتب والشاشة أيضاً!! من المؤكد أن المطرب "محمد فؤاد" سوف يدخل الموسوعة مرتين الأولي لأنه وزنه زاد 60 كيلو مرة واحدة في بضعة أشهر وسوف يدخلها مرة ثانية لو أنه تمكن من التخلص منها مرة واحدة!! "صلاح الشرنوبي" أعلن أنه سعيد بأن تغني "وردة" من ألحان الموسيقار الشاب "خالد عز" ولكنه يخشي عليها من ألحان "تامر حسني".. أعتقد أن "وردة" تحسبها دائماً بدقة فهي لن تتوقف عن الاتجاه إلي الجيل الجديد ومثلما غنت لصلاح قبل نحو 20 عاماً رغم التحذيرات التي تلقتها من العديد من الملحنين فسوف تتجه بوصلتها الغنائية إلي "تامر حسني" رغم تحذيرات "صلاح"!! طليق المطربة البريطانية "وينهاوس" يطلب تعويضا قدره 10 ملايين دولار لأنه عندما خانها ألهمها أغنية كتبتها من وحي خيانته حققت نجاحاً تجارياً ضخماً.. دائماً ما يدفع الإنسان ثمن الخيانة ولكن طليق وينهاوس "بليك فيلدرسيفل" يريد أن يحصل علي الثمن.. ثمن الخيانة؟! لا يمكن حماية حريتنا إلا بحرية الصحافة ولا يمكن الحد من حرية الصحافة بدون التعرض لخطر فقدان حريتنا الشخصية.. هذه هي كلمات الرئيس الأمريكي "توماس جونسون" التي أطلقها في نهاية القرن الثامن عشر وليس أمامنا بسبب كل الممارسات التي تحاول أن تقيد حرية الصحافة في بلدنا سوي أن نرددها ولا نكف عن ترديدها!!