شهدت "حرب الطوائف" في لبنان تصعيدا خطيرا علي الأرض وفي التصريحات بما ينذر بتورط الأخوة الأعداء في آتون حرب أهلية ثانية لن تبقي ولن تذر، ولن يخرج أي طرف منها منتصرا. يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه موقع "إيلاف الإلكتروني" عن اتصالات تجريها الجامعة العربية بشأن عقد قمة عربية طارئة لانقاذ لبنان أو قمة ثلاثية تضم مصر، والسعودية، وسوريا لوضع حد للتدهور الذي يشهده البلد العربي. وقد امتدت المعارك أمس إلي طرابلس، وعكار، ومناطق أخري في بيروت، وشملت إطلاق نار علي جنازة أحد أنصار تيار المستقبل، مما أدي إلي سقوط 11 قتيلا ليرتفع عدد ضحايا المواجهات بين الأكثرية والمعارضة إلي 29 قتيلا وعشرات الجرحي. وأفاد مصدر أمني في شمال لبنان بأن خمسة قتلي سقطوا أمس خلال اشتباكات مسلحة في مدينة حلبا بمنطقة عكار شمال لبنان، بين عناصر من المعارضة، وآخرين من الأكثرية، مشيرا إلي أن الاشتباكات وقعت بين عناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي القريب من سوريا، وناشطين من تيار المستقبل، وقد أدت الاشتباكات إلي اقفال جسر عرقة بين منطقة عكار ومدينة طرابلس. وقال مصدر طبي إن ستة أشخاص قتلوا وأصيب نحو 20 آخرين ستة منهم بحالة خطرة في إطلاق نار استهدف مشيعين لأحد أنصار تيار المستقبل الذي قتل خلال مواجهات بيروت. وفي تطور لافت، أعلنت قيادة الجيش اللبناني إبقاء العميد وفيق شقير في مركزه بالمطار، وأنها ستعالج موضوع شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله بما لا يضر المصلحة العامة وأمن المقاومة، كما قررت سحب المسلحين وفتح الطرقات. وفيما استبعد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك تدخل بلاده عسكريا لصالح حكومة فؤاد السنيورة، شن الأخير هجوما عنيفا علي حزب الله، مؤكدا أن الحكومة لن تتراجع حتي لو ذهب الحزب في استخدام السلاح إلي مدي أبعد مما أقدم عليه. ودعا في خطاب للبنانيين أمس الجيش إلي ردع المسلحين وإخراجهم من الشوارع فورا وإزالة الاعتصام من وسط بيروت التجاري. وعرض السنيورة ما أسماه ب"صيغة مرحلية للحل" تبدأ بوضع القرارات الخلافية التي اعتبرها حزب الله مساسا بأمنه في عهدة قيادة الجيش. من جانبها تعقد جامعة الدول العربية اليوم الأحد اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب الذي طلبت مصر عقده لبحث الأوضاع في لبنان، ومواجهة ما وصفته بأنه محاولة لفرض أمر واقع في لبنان بعد أن سيطر حزب الله علي بيروتالغربية موجها بذلك ضربة للحكومة، والغالبية النيابية في لبنان. ووفقا للسفير هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية فإن عمرو موسي مازال يجري المشاورات مع عدد من المسئولين والزعماء اللبنانيين، وبعض القادة العرب بشأن المقترح الذي سيتم مناقشته اليوم في اجتماع وزراء الخارجية العرب، مشيرا إلي أن موسي أكد علي مسئولية الدول العربية تجاه الموقف الجاري ومواجهة الوضع برمته الذي من أجله صدرت المبادرة العربية الخاصة بلبنان وهي حتي الآن المبادرة الوحيدة التي من الممكن أن تحل المشكلة الدستورية والمشكلة الأساسية وتحقق التقدم. من ناحية أخري، أكد السفير السوري بالقاهرة يوسف أحمد أن حضور وزير الخارجية وليد المعلم الاجتماع الوزاري غير مؤكد، موضحا أنه ليس هناك قرار بشأن مشاركته لوجود ظروف عائلية يمر بها لوفاة شقيقته أول أمس الجمعة.