مع كل ما ينشر عن احتكار "عز" للحديد واللعبة الخبيثة التي جمع بها أمواله وحصوله علي حصة الأسد في أسهم شركات حيوية.. فلا يملك المواطن الغلبان سوي مشاعر "الاحتقار" أمام هذا الانفلات والتسيب في الوقت الذي تمتلئ فيه صفحات الصحف بالصور والتحقيقات عن طوابير الخبز ومعاناة المواطنين من أجل الحصول علي رغيف العيش وإضافة لما تعرضه شاشات التليفزيون الأرضية والفضائية _ المصرية والأجنبية من عشرات اللقطات والصور والتقارير عن أزمة خبز لم تعشها مصر من قبل- في هذا الوقت تطلع علينا تصريحات جوفاء بل بلهاء تؤكد أنه لا يوجد أثر لهذه الأزمة، وقد استفزني مانشيت رئيسي بالصفحة الأولي من جريدة الوفد الصادرة يوم الثلاثاء 18 مارس يقول "وزارة التضامن تنفي وجود أزمة في الخبز !!" فقد صرح وزير التضامن الدكتور علي مصيلحي لا فض فوه بأن سبب المشكلة هو تهريب الدقيق للسوق السوداء بواسطة أصحاب المخابز، وأشار الوزير الهمام أن قيمة الدقيق المتسرب تصل إلي 4.5 مليار جنيه (!!) الوزير يعترف أن هناك فسادا واضحا وجليا يؤدي إلي تسرب الدقيق إلي السوق السوداء وحرمان الناس من الحصول عليه إلا بشق الأنفس ووقوع القتلي والشهداء، في معركة المعارك اليومية- وكالعادة فإن الأزمات الخانقة لا تحل إلا بتدخل رئيس الجمهورية الذي حذر الحكومة ( المباركة ) وأعطاها مهلة أخيرة حتي نهاية شهر مارس الماضي، وكان الرئيس حاسما في اجتماع مجلس الوزراء الأخير عندما قال إنه لن يقبل بعد ذلك ترديد الحجج، وحدد الرئيس في هذا الاجتماع مسئولية الرغيف علي الحكومة ، وكانت توجيهات الرئيس بتقديم القوات المسلحة والداخلية للمساعدة في حل هذه الأزمة هو أمر طيب لأن لهذه الأجهزة إمكانيات ضخمة إضافة لمنظومة العمل المنضبط بها والذي يجعل إنتاجها غزيرا ومنتظما وعلي مستوي رفيع.. إن التعليقات والتصريحات والتبريرات غير الواعية وغير الصحيحة التي يطلقها المسئولون في وزارة التضامن الاجتماعي تعمل علي استفزاز الناس ، فعندما يقول مسئول مثل حمدان طه وكيل وزارة التضامن إن مشكلة الطوابير تنحصر في منطقة الزيتون حيث ينضم سكان الأميرية والمناطق المجاورة علي أكشاك التوزيع في الزيتون، ويعد المسئول الرفيع بالعمل علي فصل الإنتاج عن التوزيع باعتبار أنه الحل السحري الذي تفتقت عبقريته عن اكتشافه.. وهنا نقول لهذا المسئول : اخرج أيها الرجل من "الشرنقة" التي تعيش داخلها.. مصر كلها تعاني من مشكلة الطوابير التي يسقط فيها الضحايا وليست منطقتا الزيتون والوايلي وحدهما.. وهنا نطالب مثل هؤلاء المسئولين وعلي رأسهم الدكتور مصيلحي وزير التضامن أن يصمتوا صمت "أبو الهول" فهو أجدي وأفضل من تلك التصريحات الاستفزازية التي تثير أعصاب الناس وتضغط علي آلامهم وتزيد مساحة الأسي في أعماقهم - تلك التصريحات التي لا يمكن الرد عليها إلا بالمثل العامي القائل "اللي اختشوا ماتوا". وإذا كنا نتحدث عن الاستفزاز بالتصريحات من خلال أجهزة الإعلام فإن هناك استفزازا أكبر وهو الإعلان الذي أصبح يطل علينا من خلال شاشات التليفزيون عن "حديد عز".. وبالمناسبة يا سادة فإن حديد هذا "العز" هو الوحيد الذي يمكن أن تجده في السوق ؛ لأن الأمر ببساطة أن "الاحتكار" هو الذي يسود ويحكم هذه السلعة الحيوية.. وللعلم أيضا يا سادة فإن سعر هذا الحديد المنفلت قد اقترب من ستة آلاف جنيه وربما زاد عدة مئات من الجنيهات عندما ينشر هذا المقال ، ولا أحد يستطيع أن يتصدي لصاحب حديد عز لأنه قطب كبير وهام في حزبنا الحاكم وله نفوذ لا يمكن لأحد أن يواجهه.. ومع كل ما ينشر عن احتكار "عز" للحديد واللعبة الخبيثة التي جمع بها أمواله وحصوله علي حصة الأسد في أسهم شركات حيوية.. فلا يملك المواطن الغلبان سوي مشاعر "الاحتقار" أمام هذا الانفلات والتسيب والذي أضر بقطاع عريض وهام في الاقتصاد الوطني فتوقفت شركات الإسكان عن إقامة مشروعات جديدة، وتوقفت أيضا عن استكمال المشروعات التي بدأتها .. ولا حول ولا قوة إلا بالله!! بعد كل هذا يخرج علينا إعلان حديد عز يحمل كل أنواع الاستفزاز والاستهزاء بالمشاعر وبالواقع ثم بعد ذلك وقبله يتلقي الناس بمشاعر لا مبالية تصريحات كثير من وزراء حكومة نظيف التي كانوا يظنونها أفضل من حكومة سلفه لكن الواقع يؤكد أن " احمد جاء أسوا من الحاج احمد " السؤال الآن.. إلي متي ستظل حكومة نظيف جاثمة علي صدر هذا الشعب الطيب.. متي ترحل؟ متي؟