جاء حادث إطلاق النار علي مقر حزب الكتائب اللبنانية المناهض لسوريا الذي أسفر عن مصرع اثنين من ناشطي الحزب وسط اتهامات بتورط أحد أنصار نائب لبناني محسوب علي معسكر المعارضة بالتورط في الجريمة ليهدد بخطر جر اللبنانيين إلي حرب أهلية مدمرة، ولا سيما في ظل حالة الاحتقان السياسي التي بلغت ذروتها مع العجز عن انتخاب رئيس جديد للبلاد منذ 6 أشهر، والسجال المحتدم حول القانون الذي يفترض أن تجري علي أساسه الانتخابات التشريعية العام المقبل. وقتل ناشطان في حزب الكتائب اللبنانية الذي ينتمي الي الاكثرية النيابية المناهضة لسوريا واصيب ثلاثة بجروح، في اطلاق نار في زحلة (شرق لبنان)، كما افاد مسئول امني رفيع ومصدر في حزب الكتائب. وقال المصدر الامني الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان مطلق النار من انصار النائب عن مدينة زحلة ايلي سكاف، وهو في المعارضة. وحصل اطلاق النار خلال تجمع للاحتفال بافتتاح مقر جديد لحزب الكتائب في مدينة زحلة واسفر عن مقتل مسئولين في الحزب هما سليم عاصي ونصري ماروني، واصابة ثلاثة اشخاص بجروح احدهم نجل سليم عاصي، وفق متحدث باسم حزب الكتائب. .واكد حزب الكتائب في بيان اقدام "مسلحين يستقلون سيارة علي اطلاق النار علي المشاركين في الاحتفال"، دون ان يشير الي اي جهة تقف وراء الحادث. وقال بيان لحزب الكتائب ان نصري ماروني اصيب بعيارات نارية قاتلة في البطن والصدر". .وقال المصدر الامني ان شخصا يدعي جوزف زوقي من انصار النائب ايلي سكاف اطلق النار بعد منعه من اجتياز حاجز امني اقامه حزب الكتائب قرب المقر. .ولم يتضح سبب اطلاق النار، لكن زوقي عاد بعد منعه من المرور الي المكان واطلق عيارات نارية علي الكتائبيين، وفق المصدر نفسه. وقال المتحدث باسم حزب الكتائب من جهته لوكالة فرانس برس ان مطلق النار لم يعد وحيدا الي مكان الحادث. وقال "ان مسلحين اطلقوا عيارات نارية من سيارة علي المشاركين في الاحتفال فجرح خمسة اشخاص وفارق اثنان منهم الحياة متاثرين بجروحهما" ولكن لم يعلن عن عمرهما. .وأشارت الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية الرسمية الي "انتشار قوة من الجيش وقوي الامن الداخلي في مناطق عدة من احياء زحلة"، و"مباشرة التحقيقات". ووقع الحادث بعد مغادرة سامي الجميل نجل الرئيس السابق امين الجميل مكان الاحتفال، كما اوضح البيان. وكان النائب والوزير بيار الجميل، النجل الاخر لرئيس حزب الكتائب امين الجميل، قتل في اعتداء مسلح في نوفمبر 2006 شمال بيروت. واوضح المتحدث باسم الكتائب ان الرئيس امين الجميل ترأس علي الفور اجتماعا للمكتب السياسي للحزب لبحث الوضع. ومن ناحيته، قال النائب سليم عون الذي ينتمي الي الكتلة الشعبية التي يترأسها ايلي سكاف لوكالة فرانس برس ان "الوضع حساس" داعيا الي ضبط النفس. واضاف "كل ما نريده هو ان يبقي بلدنا هادئا". وارسلت تعزيزات امنية الي حي حوش الزراعنة في زحلة، كبري مدن محافظة البقاع (شرق لبنان)، حيث وقع الحادث وتتولي مراقبة الوضع، كما اعلن المسئول الامني. ومن ناحيته، اعطي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة (الاغلبية) "توجيهاته للقوي الامنية بمعالجة سريعة وحازمة لآثار الحادث، وبتدابير فورية في حق المتسببين بالحادث ومطلقي النار، وذلك لتطويق اية ذيول يمكن ان تقع او يمكن ان يستغلها البعض لتعكير الأمن علي المواطنين"، حسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام. ويشهد لبنان توترا امنيا ويعيش ازمة سياسية حادة ناجمة عن فراغ سدة الرئاسة منذ 24 نوفمبر، في ظل عدم قدرة الاكثرية النيابية المدعومة من الغرب وبعض الدول العربية وخصوصا السعودية، والمعارضة المدعومة من سوريا علي التوصل الي اتفاق حول انتخاب رئيس للجمهورية. وكان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري حدد جلسة جديدة للبرلمان لانتخاب رئيس للجمهورية في 22 ابريل. وسبق ان تاجلت 17 جلسة سابقة منذ سبتمبر الماضي.