اثبتت المواجهات التي دارت بين أنصار الأكثرية والمعارضة اللبنانية يوم الاحد والتي اوقعت 20 جريحا ان الحرب الأهلية باتت قريبة جدا من لبنان وان كلا الطرفين صارا عاجزين عن تنظيم الفراغ الرئاسي الذي تركه الرئيس اميل لحود. ومهما حاول قادة الفريقين التقليل من خطورة احداث العنف التي وقعت بين أنصار تيار المستقبل وحزب الله فالأمر المؤكد ان اللبنانيين يتدحرجون علي طريق حرب أهلية الخاسر المؤكد فيها لبنان الوطن والشعب. صحيح ان الهدوء عاد الي بيروت بعد تدخل الجيش لفض اشتباكات اندلعت بين أنصار المعارضة والموالاة وقعت وأسفرت عن سقوط عدد من المصابين وأدت إلي وقوع بعض الأضرار الا ان هذا لا يمنع ان الاحتقان السياسي بلغ ذروته. وقد انتشرت قوات الجيش اللبناني خصوصا في منطقة رأس النبع وسط بيروت ومناطق أخري امتدت إليها المواجهات بين الطرفين من شارع محمد الحوت في رأس النبع إلي النويرة والسبعة وبرج أبو حيدر. واكدت التقارير الاعلامية ان 20 شخصا أصيبوا في الاشتباكات التي استخدمت فيها الحجارة والعصي. وتعرضت بعض واجهات المحال التجارية للتحطيم وإضرام النار، وفق ما ذكرته عدة محطات تليفزة لبنانية، في حين أشارت مصادر أمنية إلي تعرض منزل وسيارة للحرق بواسطة قنابل حارقة (مولوتوف). من جانبه نفي حزب الله تعرض مقره في رأس النبع للحرق كما أفادت بذلك بعض الأنباء. وفيما أكدت حركة امل عدم تورط أي من انصارها في هذه الاحداث. أفادت مصادر أمنية وأنباء بأن المواجهات اندلعت بين أنصار تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري من الموالاة، وأنصار حركة أمل بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري من المعارضة. وتناقلت بعض وسائل الإعلام أن أنصار الجانبين تبادلا إطلاق النار في بعض الأماكن، ولكن قوات الأمن أكدت أن معظم إطلاق النار كان من قبل الجيش وفي الهواء لتفريق مثيري الشغب من الطرفين. ولم تتضح بعد أسباب اندلاع المواجهات الجديدة، ولكن التوتر مستمر منذ أسابيع ويتم الإبلاغ عن وقوع حوادث أصغر بشكل شبه يومي تقريبا. وقد وقع آخر اشتباك مماثل يوم 12 فبراير قبل يومين من الذكري الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، لكن الجيش تمكن من تطويقها. وفي العاشر من الشهر الجاري دارت اشتباكات مسلحة بين أنصار زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط -أحد أركان الأكثرية- وآخرين مناصرين لتنظيم درزي من المعارضة في مدينة عالية شرق بيروت، أسفرت عن إصابة شخصين. وتأتي هذه المواجهات في جو محتقن جدا بين الأطراف السياسية وفي وقت يشهد فيه لبنان أزمة سياسية هي الأكثر حدة منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990)، وسط فراغ في رئاسة الجمهورية منذ 24 نوفمبرالماضي. واكد مسئول امني رفيع المستوي ان حصيلة المواجهات التي جرت في بعض مناطق بيروت بين انصار الاكثرية النيابية المناهضة لسوريا والمعارضة المدعومة من دمشق وطهران اسفرت عن 20 جريحا. واوضح المسئول "ان الوضع هاديء في هذه المناطق حيث انتشرت قوي الجيش والامن الداخلي باعداد كبيرة". وقال "اسفرت هذه المواجهات عن سقوط 20 جريحا". واضاف "اصيب "18 منهم بضربات من العصي والحجارة واثنان بطلقات نارية لكن جروحهم غير خطرة". وكانت هذه المواجهات قد بدأت في حي رأس النبع السكني قرب وسط بيروت لتمتد الي مناطق اخري مشتركة خصوصا بين انصار تيار المستقبل (سني) وانصار حزب الله وحركة امل الشيعيين. وادت المواجهات الي تحطيم عدد من السيارات وواجهات المحلات التجارية كما اضرمت النيران في مكبات للنفايات. واكد المسئول الامني تعرض منزل وسيارة للحرق بواسطة قنابل مولوتوف. وقال المسئول ان المواجهات دارت بين مناصري تيار المستقبل وانصار حركة امل الا ان متحدثا باسم حركة امل نفي أي ضلوع لحركته في المواجهات. وقال المتحدث ان "حركة امل تنفي ان يكون اي من انصارها متورطا في اعمال العنف التي جرت. كما نفي حزب الله تعرض احد مراكزه في رأس النبع للحرق.