أردت أن أتساءل مع الكاتبة عن الطبقة الوسطي التي أنجبت العلماء والأطباء والمحامين والمدرسين ثم اندثرت ! صفاء الطوخي لديها قدرات فنية عالية لا يختلف عليها اثنان ،ولم أخترها لأنها ابنة الكاتبة فتحية العسال . رصيدها كمخرجة ثلاث سهرات تليفزيونية لكنها تتلمذت علي أيدي كبار مخرجي مصر ،عندما عملت كمساعدة أولي لهم في أعمالهم التي باتت علامة في سماء الدراما العربية .. وهاهي الفرصة جاءتها لتعلن عن نفسها كمخرجة وقائدة للعمل من خلال مسلسل"رمانة الميزان" بعد تحمس شركة العدل لها ،وهي التي تعد ابنة لها ،وشاء قدرها أن تشهد تجربتها الأولي كمخرجة لمسلسل روائي طويل وجود نص متميز من إبداع الكاتبة القديرة فتحية العسال ،التي كانت بالمصادفة أو عن سبق اصرار وترصد كاتبة سهراتها التليفزيونية الثلاث السابقة! مسيرتك الواعدة تبدو خافية علي البعض ؟ بعد تخرجي من المعهد جاءتني الفرصة للعمل كمساعد مخرج مع كبار مخرجي الدراما المصرية أتوقف من بينهم عند اسماعيل عبد الحافظ ،الذي أدين له بالكثير من الفضل ؛فهو أستاذي الحقيقي ،ومعه بدأت السلم من أوله كمساعد مخرج ومخرج مساعد ومخرج منفذ ، حتي انتقلت للعمل كمخرجة لأول مسلسل روائي طويل ،بعدما أنجزت ثلاث سهرات تليفزيونية هي"زوجتك نفسي" و"مبروك جاتلك بنت" وطريق الحب" للكاتبة الكبيرة فتحية العسال . ألا تتعاملين مع كاتبة غيرها ؟ لأنها كاتبة مبدعة بمعني الكلمة ولا أبالغ عندما أقول إنها الأم الروحية بالنسبة لي ،ودائما تروق لي ،بل تؤثر في كتاباتها الجادة والمهمومة بقضايا الوطن ،ولهذا اخترت أن يكون عملي الطويل الأول من تأليفها ،وإن كان هذا لا يعني ،مطلقاً، أن تعاوني مقصور علي التعامل معها وحدها ،بل لدي استعداد للتعاون مع الكتاب الرجال لأنني لا أؤمن بما يسمي حزب النساء في الإبداع . ولماذا اخترت نص"رمانة الميزان" لتقدمي نفسك من خلاله ؟ لأنه يناقش قضية مهمة تتصل بالطبقة الوسطي التي توارت وكادت تندثر من المجتمع الذي صار يتكون من طبقتين فقط هما الأرستقراطية والدنيا التي ترزح تحت خط الفقر. واخترت أن أتساءل مع الكاتبة عن مصيرها وأسباب اختفائها وهي التي أنجبت العلماء والأطباء والمحامين والمدرسين الذين كان لهم فضل تخريج أجيال من أبناء المجتمع المصري والعربي أيضاً . هل جاء اختيارك للنجمة بوسي لأنها أجادت من قبل أداء دور "المحامية"؟ إذا كنت تعنين أنها تكرر نفسها فهذا غير صحيح ،بل حكم متسرع، لأن كل أبطال المسلسل يقدمون أنفسهم من خلال شخصيات جديدة وغير نمطية .وأود القول إن "بوسي" ليست محامية في العمل بل مدير شئون قانونية ستجد نفسها مجبرة علي الاستقالة من وظيفتها لتبحث عن قاتل زوجها المستشار،وهو دور جديد لم يسبق لها تقديمه من قبل . بصراحة هل اخترت صفاء الطوخي لأنها ابنة الكاتبة فتحية العسال ؟ بل لأنها فنانة متميزة ذات قدرات فنية عالية لا يختلف عليها اثنان ،بل أجزم أن أحداً لا يعرف ،أبداً، أنها ابنة الكاتبة فتحية العسال ،لكن الكل يدرك أنها موهوبة بحق ،ومن ناحيتي أؤكد أن لديها طاقة كامنة لم تستغل بعد ،وفي هذا المسلسل أردت الاستفادة من موهبتها ، وهأنذا أقدمها في شخصية لم تقدمها من قبل وهي دور السيدة التي تمتلك "بيوتي سنتر" وتهمل أسرتها جرياً وراء طموحها الشخصي . هل تسببت حداثة تجربتك في مصادرة حقك في اختيار أبطال وفريق العمل ؟ حداثة تجربتي لا تعني انتزاع حقي في اختيار أبطال وطاقم العمل ،لكنني تفاهمت مع المنتج جمال العدل والمؤلفة علي ترشيح عناصر العمل ،ولم تحدث بيننا أية خلافات في هذا الصدد ؛بدليل أننا لم نفاجأ باعتذار فنان لنختار غيره ،وترشيحات اللحظة الأولي أصبحت نهائية ؛فالكل رحب بالتجربة والتعاون مع جهة الإنتاج ومعي .وأتمني أن تأتي النتيجة علي قدر حسن الظن . لا أخفيك أن اختيار الراقصة "دينا" أصاب الكثيرين بالدهشة .فهل جاء لأسباب تسويقية أم لضرورة درامية أو تجارية لتقدم رقصاتها الشرقية ؟ ترشيح "دينا" أتحمل مسئوليته ومعي شركة الإنتاج لكنني أؤكد لك أنها لن ترقص في المسلسل بل ستظهر كممثلة ،وهو اختيار وراءه قناعة شخصية من جانبي بها كممثلة . ماذا اكتسبت من عملك مع المخرج اسماعيل عبد الحافظ ؟ الكثير .. لكن العنصر الأهم في نظري هو الالتزام وحب العمل والصدق في القول والإلمام بكل تفصيلة صغيرة كانت أو كبيرة ضماناً لإتقان العمل .وأنا سعيدة لأنني محسوبة عليه كتلميذة ،وأتعشم أن أشرفه علي الشاشة عند عرض أول عمل من إخراجي . هل ستفعلين كالكثيرين من قبلك وتنظرين إلي الدراما التليفزيونية بوصفها جواز المرور إلي السينما ؟ مع احترامي للسينما والعاملين فيها فأنا لا أحبها ،ولا أراها المجال الذي أجد نفسي فيه ، وأتصور أن لها ناسها وأنا لست منهم !