تحول حفل افتتاح المسلسل الإذاعي الجديد "نجمات في سماء الجامعة" الذي بدأت شبكة البرنامج العام إذاعته مؤخرا إلي احتفالية بالنجمة القديرة مديحة يسري إحدي بطلات العمل؛ فعلي الرغم من حرص نشوي عبدالمنعم مخرجة المسلسل علي دعوة أكبر عدد ممكن من القنوات التليفزيونية أرضية أو فضائية لتغطية الحفل، الذي شارك فيه د. علي عبدالرحمن رئيس جامعة القاهرة لكون المسلسل يساهم بشكل أو بآخر في الاحتفال بمئوية جامعة القاهرة، إلا أن الكاميرات لم تلتفت ولم تتصارع علي أحد إلا مديحة يسري التي جسدت المعني الحقيقي لزمن الفن الجميل بعذوبة حديثها وحضورها الطاغي وذاكرتها الفولاذية.. وانتهزنا المناسبة وأجرينا هذا الحوار مع هنومة خليل الشهيرة باسم مديحة يسري: كيف تنظر الفنانة الكبيرة مديحة يسري إلي تاريخها الفني؟ أنظر إليه بكل فخر فقد قدمت أعمالا تؤرخ للسينما المصرية بكل مراحلها، كما تحمل قيمة وهدفا ويكفي أنني أكثر الفنانات حصدا للجوائز والتكريمات. أمر طيب أن يمتد التكريم إلي العالم بأسره ولا يقتصر علي مصر؟ هذا صحيح، فقد كرمت في أمريكا وأوروبا والوطن العربي كله، كما كرمني عمدتا مونتريال ونيويورك، وأيضا في تونس ولبنان، حيث كرمني رئيس الوزراء اللبناني وباريس التي كرمت فيها لأكثر من مرة! هل يختلف التكريم في مصر عنه في الخارج؟ لا أنكر أن مصر بلدي ووطني ومجرد ابتسامة الجمهور لي هي تكريم في حد ذاته، وأنني لا أنتظر دروعا أو شهادات لكن حينما يتم تكريمي في الخارج يختلف الأمر لأنني أعتبر نفسي حينها سفيرة لمصر وأذكر في آخر تكريم لي في باريس أن فوجئت بتصفيق حاد من الجمهور والكل يرد "مديحة.. مديحة" فطالبتهم بالهدوء، وقلت لهم إنني اليوم اسمي "مصر". لأن الفنان كذلك، خير سفير لبلده؟ بكل تأكيد فالفن هو اللغة الوحيدة التي يفهمها العالم كله، والفنان المبدع يكتسب احترام الجميع ولذا تسارع أي دولة أو مهرجان له قيمة لتكريمه وعندما يصعد إلي خشبة المسرح ويقدمه مذيع الحفل بأنه الفنان الفلاني من الدولة الفلانية فالتكريم هنا لا يقتصر علي الفنان بقدر ما يمتد ليشمل بلده أيضا. كيف جاء اختيارك للتكريم في باريس؟ بناء علي ترشيح واتفاق تام بين 33 مركزا ثقافيا اجتمعوا علي أحقيتي بهذا التكريم كأول فنانة طالبت بالمساواة بين الرجل والمرأة في فيلم "الأفوكاتو مديحة" وعرضوا لي "5" أفلام من أعمالي وسعدت جدا بهذا التكريم. هذا التاريخ الحافل في عالم السينما ألم يدفعك للتفكير في العودة إليها ثانية؟ لا.. لأنني أؤمن أن السينما الحقيقية هي سينما الأبيض والأسود التي تضمنت روائع الأعمال وكلما يسألني أحد: "أين أنت من السينما" أقول: "عودوا وشاهدوا الأبيض والأسود لتدركوا كيف تكون السينما"! لكن الحال لا يختلف كثيرا في التليفزيون؟ التليفزيون هو المجال الفني الوحيد الذي أعطي من خلاله؛ حيث يذاع لي حاليا مسلسل "يحيا العدل" مع ميرفت أمين، لكن للأسف الشديد هناك أعمال شاركت فيها ولا تعرض، وقررت حصرها وعرضها علي أنس الفقي وزير الإعلام لتحصل علي فرصتها في العرض، وكلها مسلسلات لها هدف ورسالة ثقافية وتحمل قيمة اجتماعية. لماذا عدت إلي ميكروفون الإذاعة بعد غياب طويل؟ هو بالفعل غياب طويل حتي يصعب علي تحديد زمن الابتعاد، لكن لأنني انشغلت طويلا بالسينما ثم التليفزيون، فقد كان من الصعب علي أن أجمع بين المجالين، لكني عدت الآن. ما الذي أغراك للعودة للميكروفون؟ شخصية نعمات أحمد فؤاد التي أؤديها في هذا المسلسل، لأنها شخصية ثرية وتعكس الجهد الخارق الذي بذل من أجل إنشاء جامعة القاهرة والنماذج المشرفة التي أفرزتها الجامعة، وأتصور أن هذا المسلسل سيعود بالنفع علي الشباب الجامعي وما قبل الجامعي بشكل كبير، لأنه سيدرك أن هذا المكان الذي يجلس فيه كان يجلس عليه من قبله طه حسين والكثير من العظماء. هل يلقي مسلسل إذاعي آذانا صاغية أو تجاوبا جماهيريا؟ للأسف لا فلن يقبل الشباب عليه، وأتخيل أن جمهور هذا المسلسل سيكون مجموع المثقفين الذين يهتمون بالأخبار الثقافية؛ فهو مسلسل للصفوة، لكني مازلت أصر علي تسجيله خصيصا للشباب لما له من أهمية كبيرة، ربما تتضح لهم فيما بعد. كيف تري مديحة يسري ميكروفون الإذاعة الآن والعمل الإذاعي في الوقت الراهن؟ لا أحد يستطيع أن ينكر أن الإذاعة الآن لم تعد هي الإذاعة التي عاصرناها في عهدها الذهبي، كما أن العمل فيها يفتقر إلي أي احترام للمواعيد في التسجيل والبروفات وفي كل شيء، ولكن كلنا يدرك أن أمورا كهذه لم تعد مقصورة علي الإذاعة بل امتدت لتشمل كل مناحي حياتنا.