كشفت عملية ديمونة عن تباين في مواقف المحللين الفلسطينيين بشأن تبعاتها، وانعكاساتها علي الصعيد السياسي ومستقبل المواجهة بين الاحتلال والمقاومة، حيث جاءت بعد توقف شبه تام لهذا النوع من العمليات علي مدار أكثر من عام ونصف. وفي هذا الإطار استبعد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري أن يكون للعملية أي أثر علي المعطيات السياسية، بما في ذلك مباحثات حركته مع الجانب المصري بشأن معبر رفح. وقال أبو زهري في تصريح للجزيرة نت إن توقيت العملية الاستشهادية لم يكن مرتبطا بالإجراءات السياسية الحاصلة علي أرض الواقع. وفي مقابل ذلك يذهب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي مصطفي الصواف، إلي أن إسرائيل ستعمد خلال الأيام المقبلة إلي خلق جو من التحريض الدولي للضغط علي عدة أطراف في المنطقة من بينها حركة حماس "من أجل إرباك الساحة السياسة في غزة والتأثير علي أبناء غزة لدفعهم إلي الثورة". وتوقع الصواف أن تشهد الأوضاع الميدانية تصعيداً مكثفاً من قبل إسرائيل للرد علي عملية ديمونة واستغلالها لشن المزيد من العمليات العسكرية في قطاع غزة لاستهداف شخصيات وقيادات سياسية في قوي المقاومة الفلسطينية وحركة حماس. ويقول الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل ان المستقبل السياسي للمنطقة في أعقاب عملية ديمونة، يسير نحو تصعيد جديد "سيطال أطراف الصراع الفلسطيني والإسرائيلي ومصر". واعتبر عوكل أن "العملية أدت إلي قلب الطاولة علي الجميع وخلطت كافة الأوراق السياسية لدي الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بشكل كامل، ولم تبق لأي منهما سوي الاندفاع وراء جملة جديدة من الأزمات". ويري الكاتب والصحفي المختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، أن عملية ديمونة تحمل جانباً مهماً من الإيجابية للوضع الفلسطيني ومقاومته، لكونها جاءت بعد عام ونصف من وقوع آخر عملية استشهادية في العمق الإسرائيلي. وتوقع أن تطرح العملية الكثير من التساؤلات بشأن ما وصفه بانهيار خيارات إسرائيل الأمنية في مواجهة المقاومة، وقال إنها ستدفع في اتجاه حث أصحاب القرار في إسرائيل علي البحث عن آفاق سياسية .