كنت سرحان مع نفسي أو بمعني أصح كنت بأحكي مع المخرفاتي ومش عارف ليه جبت سيرة صديق قديم كان اسمه السيد حسنين.. ده كان زميل من شلتنا أيام ما كنت في المدرسة الثانوي.. ابوه كان راجل غني جدا.. وكان السيد زميلنا ده وحيده.. كان ولد أهوج وأرعن ومندفع وفاشل.. كنا بنغششه عشان كنا بنحب ننجحه معانا عشان يفضل ويانا ويصرف علينا.. لكنه فجأة ساب الدراسة ومهموش مستقبله لأن مستقبله في فلوس ابوه.. وكل ما ابوه كان يمسكه أي شغلانة يفشل فيها.. وهوب ابوه مات وورث السيد ثروة طائلة ورث كل مصانع ابوه واملاكه وعماراته وأراضيه.. وكان علي السيد حسنين ان يحل محل ابوه ويدير الثروة الكبيرة والأملاك والأراضي والمصانع.. لكن زي ما قلنا ما كانش له طقطان علي الشغل والادارة.. وكان همه ازاي يبعزق ويصرف أكوام الفلوس اللي سبهاله ابوه.. وفضل الاخ سيد يصرف ويفشل ويفشل ويصرف وبدل ما يدير وينجح بأه يبيع ويصرف.. باع العمارات.. وبعدها دور علي الأراضي وباعها برخص التراب ولما خلصت فلوس العمارات والأراضي مابقاش قدامه غير المصانع.. وحاول يديرها ولكنه كان دايما يفشل فيبيع بحجة انها بتخسر.. وهوب خلصت آخر فلوس.. وبأه مفلس فبدأ يستلف ويكتب شيكات بدون رصيد واللي كانوا بيسلفوه كانوا قاصدين يوقعوه ووقع الاخ سيد حسنين وبأه مش لاقي يأكل وافلس افلاسا تاما واصبح لا يملك شيء.. واللي اشتروا أملاكه بقوا يملكوا كل شيء.. المخرفاتي سألني وقاللي ايه اللي فكرك بالسيد حسنين ده النهارده.. انا قلتله معرفش اهو جه علي بالي.. المخرفاتي قاللي ما هو اللي بييجي علي بال الواحد ضروري بيكون نتيجة حاجة حركت ذاكرته وخلته يفتكر ويفكر.. انا قلتله مش عارف.. لقيت المخرفاتي بيقوللي انا بأه عارف.. قتلته عارف ايه.. قاللي انت فاكر انك امبارح بالليل قبل ما تنام كنت بتتفرج علي ايه قلته ايوه كنت باتفرج علي برنامج كانت احدي فقراته ان الحكومة نازلة خصخصة في البلد.. قاللي والسيد حسنين زميلك ده كان بيعمل ايه.. قلتله نزل بيع في الاملاك اللي سبهاله ابوه.. قاللي وتفتكر كان بيبيع املاك ابوه ليه.. قلتله عشان فشل في ادارتها رد المخرفاتي قاللي طب قوللي يا ابوخليل هي الحكومة بتاعتكم نازله بيع في املاك مصر ليه.. انا سهمت لحظة وفجأة صرخت وقلت يخرب عقلك يامخرفاتي.. فعلا خصخصة الحكومة لاملاك مصر هو فعلا نتيجة فشل الحكومة في ادارة املاك مصر.. رد المخرفاتي وقال ومعني كده ان الحكومات بتعتكم فشلت في ادارة البلد.. وبدل ما تحاول تغير الادارات وتجيب ادارات تانية وتضخ لها بعض المال عشان توقف مؤسستها الخسرانة علي حيلها.. لأ قالتلك نأخذها من قصيرها ونبيع.. وعلي رأي المثل البيع فيه سبع فوائد.. العمولة والعمولة والعمولة سبع مرات..وادحنا أهو بنبيع حاجة وأي حاجة.. ونبيع لمين .. بنشترط انه لازم يكون لحد أجنبي.. والاجنبي مابيصدق ويدخل جري يشتري ومتنساش انه فيه شرط بيشترطه الاجنبي وهو انه من حقه يبيع اللي اشتراه ده لأي حد.. وعارف يا ابوخليل الحد ده ممكن يكون مين.. لا مش ممكن يكون مين.. ده هوه مين بعينه.. والفوله حتبان في الآخر يا ابوخليل.. يا اما العدو حيسيطر علي اقتصاد مصر ويمشيها زي ما هو عايز.. يا اما حيخربها علي دماغتكم يا شعب مصر وعلي رأي ستك أوكه يا أبوخليل لما كانت بتقول "فلنسجي باع البيت خربانجي سكنله فيه".