كنت رايح اسكندرية وركبت السوبر جيت .. ويادوب وصل بينا لاول الطريق الصحراوي والعربية عطلت .. لقيت نفسي بقول لنفسي باستغراب معقول!! .. الراجل اللي جنبي بصلي وقاللي نعم .. أنا قلتله نعم الله عليك .. شخط فيه وقاللي انت بتعلقني يا استاذ .. تنده عليه وبعدين تقوللي نعم الله عليك .. اتاري الراجل ده ياعيني اسمه كده .. وعرفت ده بعد ما اتعرفنا .. اسمه معقول افندي .. واسمه بالكامل معقول افندي عبد المتجلي .. هو راجل مصري عادي زي كل المصريين .. بس يا عيني اصيب بما يسمي بفقدان الإحساس بالتعجب والاستغراب بمعني أنه ما بيستغربش من حاجة أبداً .. يعني مفيش حاجة عنده اسمها مش معقول يعني مثلا الكلب ممكن يعض بني آدم .. ده معقول .. إنما اللي مش معقول أن بني آدم يعض كلب .. لما تقوله كده يرد عليك ويقولك.. أيه بأه اللي مش معقول في ان البني أدم يعض كلب .. هوه يعني المعقول ان كلب يعضني واسيبه .. لازم اعضه زي ما عضني .. وحجته زو فلسفته في كده اننا خلاص يا شعب مصر قد اجتازنا زمن اللا معقول.. وأن كل حاجة ممكن ومعقول تحصل مهما كان عدم معقوليتها واستحالة حدوثها .. الحقيقه أنا حبيت اعرف سبب الفلسفة دي .. سألته يا تري الحالة دي جاتلك من إيه .. فقاللي من كتر التفكير في احوال بلدنا والناس اياهم اللي فيها واللي بيعملوه فينا .. أنا قعدت سنين افكر ععشان افهم بلدنا دي ماشية ازاي .. يعني زمان كان الحرامي بيسرق عشان غلبان مش لاقي ياكل .. دلوقتي الأغنياء المقتدرين اصحاب الاموال والمسؤلين همه اللي بيسرقوا .. قلتله ودهه يبقي معقول ان الغني يسرق .. قاللي مش معقول ليه .. هوه فيه غني عاقل يلاقي مال سايب زي مال بلدنا ومايسرقوش .. ده حتي يبقي غبي .. فجأة سمعت صوت المخرفاتي من جوايا بيقوللي حظك في رجليك يا أبو خليل .. اهي شخصية كاركتر محصلتش امسك فيها بايديك واسنانك .. وعملت بنصيحة المخرفاتي وبصيت لمعقول افندي عبد المتجلي وقلتله كمل يا معقول افندي .. قاللي اقولك ايه والا ايه.. تعالي نأخذه مراحل.. زمان كنا بلد نظامه راسمالي .. راحوا قلبنا بلد اشتراكي واقنعونا بان الاسلام يحض علي الاشتراكية وان الاشتراكة هي الحل .. عشنا علي الاشتراكية سنين .. وهوب را حوا قالبنا راسمالية.. وبرضه قالو لنا إن الرأسمالية هي الحل .. أنا يا صاحبي توهت لقيت نفسي مبقتش عارف الصح من الغلط راح الترانس اللي في نافوخي ضارب وحول تيار عقلي وبأه اللا معقول! للي تاعب الناس عندي أنا معقول .. وبيني وبينك أنا كده استريحت .. قلتله ازاي بس .. قاللي يا ابو خليل افندي انتم نازلين كتابه في اللا معقول اللي بيحصل .. حد عمل حاجة عشان يصلح اللي بتصرخوا منه .. قلتله بس ازاي اللامعقول يبقي معقول .. قاللي أسألني في أي حاجة وأنا حقنعك .. قلتله يعني مثلا يعني .. معقول ان المسؤلين يتقدموا للمناقصات اللي بتعملها مؤسساتهم أو المؤسسات التابعة لهم ويأخدوها لنفسهم .. معقول دهه قاللي ومش معقول ليه ده معقول جداً .. انت عايز يا ابو خليل المسؤل الكبير عن الهيئة أو المؤسسة يفيد غيره ويسيبه ياخد المناقصه اللي حيكسب منها شيئ وشويات وما يستفيدش وشويات وما يستفيدش هوه طب اعقلها كده .. دول يا أخي بيقولوا الاقربون اولي فما بال نفسه .. يبقي المسؤل ده ما يستغلش نفوذه ويتحايل عشان ياخد العملية لنفسه ليه .. يعني تبقي في ايده وما يحطهاش في بقه ويحطها في بق غيره .. ده لو عمل كده يبقي حمار . والحمد لله المسؤلين عندنا مش حمير .. ووصل السوبر جيت الي الاسكندرية .. لكن قبل ما نفترق المخرفاتي وأني وقاللي اوعي تسيب معقول عبد المتجلي ده .. ده لقطة وعنها واخدت تليفونه وعنوانه واديته تليفوني وعنواني واتفقنا علي الاتصالات لبحث امور بلدنا اللي انا شايفها مش معقولة وتعباني ومش مريحاني .. لكن هوه شايف كل حاجة في بلدنا معقولة ومريحاه .. وعلي رأي ستي أوكه .. يا بخت من استريح وريح.