لأول مرة منذ سنوات طويلة ظهرت قيادات من الجماعة الاسلامية - بعد الافراج عنهم - في كادر العمل السياسي من خلال مؤتمر نظمته "جمعية مصر للثقافة والحوار" التي يترأسها الدكتور محمد سليم العوا الأمر الذي اعتبره مراقبون مؤشرًا علي نية الجماعة المشاركة والاندماج في الحياة العامة. المفاجأة أن قيادات الجماعة لم يحضروا المؤتمر كمتفرجين بل ساهموا بمداخلات خلافية مع الدكتور العوا حول رؤيتهم للدولة المدنية والديمقراطية وولاية المرأة، وإن كانت آراؤهم في هذا الشأن لم تخرج عن الاطار العام لفكر الجماعة حيث قال الشيخ عاصم عبد الماجد عضو مجلس شوري الجماعة، إن الدولة المدنية التي تتفق مع الاسلام ليست هي التي يحكم فيها الناس انفسهم كما يريدون وبما يخالف الشرع وإنما هي الدولة التي يحاسب فيها الناس حاكمهم علي تحكيم شرع الله. لكن المفاجأة الحقيقية جاءت في تصريح ل "نهضة مصر" قاله القيادي البارز الشيخ عصام دربالة حيث دعا العلمانيين والماركسيين إلي اجراء مراجعات لأفكارهم ومواقفهم علي غرار المراجعات التي قامت بها الجماعة خلال السنوات الأخيرة، وبالرغم من أن دربالة قال إن الجماعة لم تحدد بعد موقفها من إعادة الانخراط في الحياة السياسية من خلال حزب سياسي أو جمعية أهلية فإنه صرح بأن الجماعة لها رسالة ستوصلها للناس بشتي الطرق السلمية بما في ذلك العمل الجماهيري. وقال ان ابرز أهداف الجماعة في الفترة المقبلة هو مقاومة طموحات أقباط المهجر الذين يحاولون الحصول علي مكتسبات داخل مصر بمساعدة بعض المسيحيين المتطرفين هذا إلي جانب اجراء اصلاحات داخلية في جسد الجماعة. وكشف دربالة عن أن آخر دفعة من معتقلي الجماعة سيتم الافراج عنهم خلال الساعات المقبلة تشمل 13 معتقلاً ولن يتبقي سوي 150 معتقلاً