هل يمكنك إحصاء عدد الصحف اليومية والاسبوعية والحزبية والمستقلة والمتخصصة؟ يبدو الأمر صعبًا فهناك طوفان من الصحف، وكلها تحمل عناوين ساخنة ساخطة ناقدة متجاوزة في بعض الأحيان لدرجة قد يظن معها البعض اننا نعيش أزهي عصور ديمقراطية الكلام. لكن هذا الطوفان مازال محاصرًا بالملاحقات القضائية واحكام الحبس بالرغم من صدور القانون الجديد الذي يلغي عقوبة الحبس في جرائم النشر، والتهمة الجاهزة هي الخروج عن النقد البناء والسب والقذف. وما دام سيف العقوبات لا يزال مسلطًا فوق رقاب الصحفيين فهل يعني هذا أن العيب فيهم وانهم يسيئون استغلال الحرية المتاحة لهم أم ان هذه العقوبات تعد دليلاً علي نقص الحرية. يقول د. شوقي السيد عضو مجلس الشوري وأستاذ القانون الدستوري إن العيب في الصحفيين الذين يسيئون استخدام الحرية . في المقابل يري الكاتب الصحفي محسن محمد أن هناك بالفعل تجاوزات من جانب بعض الصحفيين لكن ذلك يجب أن تتم مواجهته بالغرامات وليس بالحبس. واشار كرم جبر رئيس مجلس إدارة "روزاليوسف" إلي أن قوانين الصحافة تدلل الصحفيين في مصر. واضاف أن القوانين في دول أخري تجبر الصحف علي احترام التقاليد المهنية وتردعهم في حالة تجاوزهم. الرؤية نفسها يطرحها صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة "القاهرة" الذي يقول انه يجب تفعيل ميثاق الشرف الصحفي. بينما كان وائل الابراشي الذي كان يواجه احكامًا بالحبس أكثر حدة عندما لخص الأزمة في قوله إن الصحف التي تنتقد النظام هي التي يرفع في وجهها سيف العقوبات. وقال عبد الله السناوي رئيس تحرير "العربي" إن الصحفيين مطالبون بالتضامن والتكاتف للحصول علي حقوقهم وإيقاف الانتهاكات التي يتعرضون لها.. كما يقول عبد الحليم قنديل رئيس تحرير "الكرامة" إن مواد قانون النشر ليست عادلة وتنص علي حبس الصحفيين في 25 مادة، وهو أعلي معدل لعقوبات النشر في العالم كله.