صفعات متتالية هوت على وجه سفاح إسرائيل نتنياهو من صديقه ترامب، أولها: التفاوض السلمى مع إيران حول برنامجها النووي، وعدم توجية ضربة لمنشآتها النووية كما كان يرغب الكيان الصهيوني. صفعات أخرى أكثر إيلاما منها: اتفاق الأمريكان مع الحوثيين دون علم الصهاينة على وقف الهجوم على السفن الأمريكية، مع ترك سماوات «تل أبيب» مكشوفة لصواريخ الحوثي. لم تنل صفعات ترامب وجه نتنياهو فقط بل طالت مؤخرة عنقه أيضا بعدما أجرى ترامب مفاوضات مباشرة مع حماس أثمرت عن الإفراج عن الجندى عيدان ألكسندر الذى يحمل الجنسية الأمريكية فى تهميش واضح لمجرم الصهاينة نتنياهو. أما الصفعة الكبرى فتمثلت فى زيارة ترامب لدول الخليج واستبعاد دولة الاحتلال من الزيارة! كل هذه الصفعات تكشف بما لا يدع مجالا للشك أن الكيان الصهيونى لم يعد الابن المدلل للأمريكان وأن التبعية الاستراتيجية فى المواقف بين الطرفين (الأمريكى والإسرائيلي) أضحت علاقات مشروطة بالمصالح اختفى منها - ولو مؤقتا - الانحياز الأمريكى الأعمى لدولة الاحتلال. وبالرغم من الفتور والتردى فى العلاقات الإسرائيلية الأمريكية فعلينا ألا ننخدع فهى لا تزال فى إطار خلافات أزواج يعيشون تحت سقف واحد ولم ولن ترتقى إلى مستوى الطلاق البائن والدليل أنه رغم التريليونات الكثيرة التى حصدها ترامب من المنطقة مازال الصهاينة يحصدون أرواح أطفال غزة ونسائها، ولم نحصل حتى على مجرد وعد بالضغط على إسرائيل لإنهاء مجازرها الوحشية فى القطاع! تصريحات مارك روبيو وزير الخارجية الأمريكى فى الإمارات والتى أكد خلالها وجود محادثات هاتفية بين ترامب نتنياهو رغم ما يبدو للجميع من مظاهر القطيعة بين الجانبين! كذلك إصرار الأمريكان على امتلاك غزة! رفع العقوبات المفاجئ عن سوريا - بعد التزامها بعدم الاعتراض على الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية - كل هذه الأمور وشواهد أخرى كثيرة توحى بترتيبات خطيرة لها تأثير مباشر على الخريطة السياسية والواقع الإقليمى للشرق الأوسط وتكشف أن رؤية «أمريكية» ترسم مستقبلا جديدا لمنطقتنا، وأن هذه الرؤية ماضية فى التحقق، وتؤكد على حقيقة أن ما يجرى تحت طاولات المفاوضات أحيانا أخطر بكثير مما يجرى فوقها.