الي نخلة في الفؤاد تسير الضحايا وقلبي طريق من النائحات علي وردة كفنتها الحنايا: قبور هي الخطوات علي سكة القادمين من المرفأ البحري لشرفة ناري أم الاغنيات سبايا؟ تجيء الصبية خطفا من الهتك والسفك والمقصلة: تلملم من بين بقيا العشيق البقايا: رباط حذاء وخصلة شعر معفرة بالسحاب سطور لمطلع اقصوصة نصف ضلع تطاير مفتتح للغرام بداية حلم علي الهدب سبابة بعض اغفاءة أنملة تقول الورود العليلة وهي تلطخ بالأفق أوراقها: تخون المدائن عشاقها وتبيح القناديل للموجة الراكدة فهل يغزل الكون موجا تناسج من بردة هامدة؟ تجيء الصبية خطفا من الهتك والسفك والمقصلة تراقب عين الصبي الجميل إذا فتشت في الحنايا عن الاغنيات اللواتي تلائم طفلا بقبو وعن ضحكة هازلة تساءلت في البردة القاتلة: أإن السحابة جاءت لخطفي؟ أإن فؤادي مقدمة لاحتراق الخلايا علي مفرق الدرب صوب الجبال التي هندست في الوداعة حتفي؟ وهل يرشد الظل خوفي الي قبرات تسمت باسماء كنت سميا لطيف الصبابة فيها؟ وهل للمدينة ان تصطلي عاشقيها؟ تجيء الصبية خطفا من الهتك والسفك والمقصلة تفاجيء وقت المحارب بالبرتقالة والنهد والسنبلة تقول: ادخر لي بقايا من الهدم وانثر ركام نوافذك المستهامة فوق عيوني التي شاهدتك توزع جسمك بين الصفوف وبين السرايا: وجسمك قربة ماء نقي مرجرجة في دمايا فهل للمدينة ان تصطلي العاشقين أجبني: سؤالي تمدد في رئتي انثني نحو حلقوم عمري وراح يبخر حنجرتي بالوجود المفتت في المائدة ونخلي تخثر بالانهر الفاسدة يقول المجيب: المدي اوردة وكل وريد فضاء تلوث بالشهداء وكل شهيد قباب مخضرة بالبهاء وقبة قلبك قفر تلظي بجمرته الخامدة فافتح حزني سبيلا تجي الصبية من رعبها البحري تساءلني: ما الذي يجعل الارض مبقورة والسما مائلة؟ وتمضي الي زينة العاشقات: ترطب جبهتها بالندي وتكحل مقلتها بالمدي وتفتن منبت تفاحتيها موضحة رمز بعض الخفايا تمشي الي الملعب البلدي تناجي الزوايا فافتح حزني سبيلا اجوب بلادي قتيلا: رصاص يفتق خيط السماء المطرز في بهجة الدامعين واشلاء تنداح نحو المنارة موجا فموجا وقبرة تستغيث بجسمي صرخت: اخرجي فالبلاد مرتبة لانتشال القوارب من لجة الخارطة صرخت: اخرجي فالقميص المرفرف فوق المصابيح أهزوجة ساقطة: وكنت اسائل قرب الصواعق نفسي: لتلك الشظايا رحيق البقول فما يجعل الرغبة العاطفية تحت الخرائب ايقونة مشعلة؟ هل الموت ام شهوة الدرء بالبدن المتلبس بالقنبلة؟ وكان الفتي المتأرجح في البرق يمرق بين الشظايا يلملم عظم المدائن ثم يصففها بالنوافذ والاسطح الهابطة علي البحر يخلع سترته ويسد المدي بين منزله والبوارج ثم يميل علي طفلة ويغني لها: للورد اغنية كنا نغنيها عن تربة رويت كنا سواقيها عن روضة سمقت دمنا دواليها طرحت لنا خيرا ذقنا الهنا فيها تبكي وعودتنا احلي امانيها للورد اغنية نبقي نغنيها تقول الورود العليلة في اللحظة الفاصلة: لهذي المدائن أن تجتلي نفسها في المرايا لتلمح احدوثة العاشقين مسطرة علي صخرة بين بدء الطريق وفوهة المستحيل لهذي المدائن حقب وجيل وللخفقة المستفزة بين جوانح هذا الرعيل المعبأ في ملجأ للمنايا خروج الي البحر او رعشة تستطير جحيما بجمجمة الراقصين علي جثث الباكيات الصبايا تجيء الصبية خطفا تساءلني: ما الذي يجعل الارض مبقورة والسما مائلة؟ وتمشي الي الملعب البلدي تناجي الزوايا: هنا كان يباع صحف الصباح يغازلني والفتي الصب كان هنالك يرقب اطلالتي في مساء الحكايا هنا كانت المرأة المستحمة تنظر صوبي وراء اطار الزجاج للوحة جدراني المهملة هنا كان حلمي يوازي رموز الدجي الهاطلة وتمضي الي زينة العاشقات تجاه الكمائن تمنح للرابضين قرنفلة من بكاء الأحبة فوق سطوح المدائن تلويحة للسفائن يودع فيها صغار الشوارع انشودة الجلجلة: يا موج كن بردا لترطب الاهلا يا موج كن وردا لتعطر الاهلا خل الخطي هونا خل السري مهلا واحلل بهم عدنا وابسط لهم سهلا يا بحر كن لينا بالصحب والاحباب اكباد وادينا ركبوك يا عباب فاحنن بهم حملا فالقلب للغياب واجمع بهم شملا متواصل الاسباب اوطانهم احلا من جنة الاعناب هي الآن مفلوتة كالمنون المزركش في جثة المرحلة تمدد سرتها في البواخر والشاحنات وتسأل: ماذا سيقصي حصاري عن الزلزلة؟ وكان الفتي المتأرجح في البرق يمرق بين الشظايا ويكسر اكذوبة المزولة!